سد الملك طلال في المملكة الأردنية الهاشمية

*سد الملك طلال في المملكة الأردنية الهاشمية*

للسدود أهمية كبيرة في الحفاظ على الأمن المائي في جميع بلدان العالم ، فمن خلال السدود يمكن الإحتفاظ بمياه الأمطار خلال فصل الشتاء ، وذلك لأن السد يقوم بتجميع المياه وتخزينها للاستفادة منها في ري المحاصيل الزراعية والأراضي المجاورة ، وإقامة المشاريع الزراعية بجانب السد ، حيث يعتبر الماء شريان المشاريع .
تستخدم السدود كوسيلة وأداة لحماية التربة من الإنجراف ، إضافة إلى أن السد يلعب دوراً كبيراً في توليد الطاقة الكهربائية  دون إلحاق أضرار بالبيئة.
وفي المملكة الأردنية الهاشمية يوجد مشكلة ضخمة تتمثل في أن مواردها المائية قليلة ، لذلك توجهت الدولة من خلال رؤيتها إلى بناء عدد من السدود ، لما لها من أهمية في جميع القطاعات ، وذلك للاستفادة من مياه الأمطار والاحتفاظ بها .
بدأت المملكة الأردنية بإنشاء السدود في أغلب المحافظات ، ومن هذه السدود : 
سد شرحبيل بن حسنة في محافظة الأغوار
سد الوالة في مادبا 
سد وادي شعيب 
إضافة إلى سد الملك طلال في محافظة جرش .
ويعتبر سد الملك طلال من أهم مصادر المياه في المملكة الأردنية ، ويلعب دوراً بارزاً في تنمية الاقتصاد والسياحة ، حيث يعد من أكبر السدود في الأردن ومقصداً للسياح العرب والأجانب .

*نشأة سد الملك طلال في الأردن*
بدأت مرحلة إنشاء وتأسيس سد الملك طلال في عام 1977 في منطقة تل الرمان في محافظة جرش الأردنية بسعة تخزينية حوالي خمسة وسبعون متر مكعب ، فشكل سد الملك طلال خزان كبير للمياه في المحافظة ، وساعد على رفع كمية المياه في باقي سدود الأردن بشكل كبير ، وأصبح فيما بعد قبلة للسياح ويقصدونه بشكل خاص .

*أهمية سد الملك طلال من الناحية السياحية*
لسياحة السدود أهمية كبيرة في معظم بلدان العالم ، فهناك العديد من السياح الذين يقصدون السدود للتمتع بالمناظر الطبيعية المحاطة بالسد ، فقد ساهم سد الملك طلال في تنمية ورفع المستوى الاقتصادي للمملكة الأردنية من ناحية سياحة السدود ، ويعود ذلك بسبب بنائه في منطقة استراتيجية واستخدام الصخور الركامية في تصميمه العمراني .

*الأهمية الاقتصادية لسد الملك طلال*
ساهم سد الملك طلال بعد تشييده في ري مساحات من الأراضي الزراعية ، كما ساعد على إنشاء العديد من المشاريع الزراعية على الأراضي المنتشرة والمحاطة  في منطقة السد .
إضافة إلى أهمية السد في عملية توليد الكهرباء ، وضخ كميات من الطاقة الكهربائية في جميع مناطق المملكة الأردنية ، لذلك كان لابد من العمل الدائم والمستمر على تطوير السد وتجديده ، ووضع الخطط التنموية للمساهمة في رفع المستوى الاقتصادي للمملكة .

*ما المصدر الأساسي لمياه سد الملك طلال*
المصدر الأساسي للمياه في سد الملك طلال يعود لتدفق مياه نهر الزرقاء نحو قعر السد ، إضافة إلى تجميع مياه الأمطار على أطرافه وتسللها إلى السد .

*الطرق الواصلة إلى سد الملك طلال*
يعتبر سد الملك طلال مقصداً للسياح ، ويمكنهم الوصول إليه من خلال هذه الطرقات :
الطريق الأول : عن طريق منطقة خربة السوق مروراً بالطريق المزين بالواحات والغابات الخضراء والأشجار الكثيفة ، مستغرقاً مايقارب الخمس ساعات وصولاً إلى السد .
أما الطريق الثاني : عن طريق قرية رمين مروراً بطريق يعج بالمعالم السياحية الأثرية والطبيعة الخلابة ، حيث يزخر هذا الطريق بالأشجار الكثيفة والمناظر الطبيعية الساحرة ، ويضم هذا الطريق عدداً من المساجد والكنائس والمقاهي ، مستغرقاً 6 ساعات للوصول إلى السد ، ويعتبر هذا الطريق المفضل للسياح لوجود المعالم الأثرية فيه .

على الرغم من أهمية سد الملك طلال بالنسبة للمملكة الأردنية ، إلا أنه يتعرض بشكل دائم للعديد من المشكلات البيئية التي تشكل خطراً على حياة السد ، كوجود المجمعات الصناعية على أطرافه مخلفة نفايات تؤثر بشكل كبير على مياهه ، فقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت على المياه ، أن تركيز الفلزات في المياه يرتفع بشكل واضح ، الأمر الذي يشكل تهديداً صريحاً على حياة سد الملك طلال.