إعدادات
التنقل
  عودة

البحر الميت يحتضر! فهل يموت فعلاً؟

بيئي
رقم: jo-85
مرجع ويب: 1943
تقييم:
تاريخ الإعلان: 2021-10-31
آخر تحديث: 2021-10-31 13:45:25

الموضوع


البحر الميت الظاهرة البيئية الأكثر فرادة بين بحار العالم يحتضر فعلاً بسبب المشاكل البيئية التي يعاني منها، البحر الميت تنوس حركة أمواجه البيضاء حتى باتت تتلاشى، ومياهه تتبخر لتترك صخور الملح وحيدة على شواطئه، انحسار البحر الميت يزداد يوماً بعد يوم ومحاولات إنقاذه لا تعطي النتائج المرضية.

موقع البحر الميت جغرافياً يشكل منطقة هي الأكثر انخفاضاً ودنواً على سطح الأرض، ضمن مجموعة تضاريس تشكل حفرة انهدامية، نسبة الملوحة في مياه البحر الميت هي أعلى نسبة ملوحة لمياه بحر في الكرة الأرضية قاطبة، منعت هذه الملوحة حياة الكائنات البحرية من العيش داخل مياه البحر الميت لكنها جعلته منجماً للأملاح والعناصر الطبيعية العالية التركيز فيه.

شكّل البحر الميت بكل سماته الفريدة وجهة جذابة للسياحة والعلاج، إضافة لما يتمتع به من أهمية تاريخية ودينية تستقطب الزوار أيضاً. فلا يمر عام على البحر الميت إلا ويستقبل على شواطئه أكثر من 500 ألف زائر من داخل الأردن ومن كافة أنحاء العالم، يأتون للتمتع بالطفو على سطح مياهه التي لن تغرقهم أبداً، أو يدهنون أجسادهم بطينته الحمراء التي تعمل مفعول السحر في علاج أمراض المفاصل وتخفيف آلام العضلات والتشنجات، إضافة لمن يجد في طينة البحر الميت علاجاً جلدياً لترميم الجلد وتطهيره بما تتمتع به هذه الطينة من خواص مضادة لبكتيريا الجلد الضارة، حتى يعتبرونها علاجاً لأمراض الصدفية وحبّ الشباب، كما أن كل من يأتي قاصداً البحر الميت يأتي قاصداً راحة واسترخاء في بحيرة سبا طبيعية لا مثيل لها في مكان آخر أبداً.

المشكلة الأصعب التي يواجهها البحر الميت الآن هي زيادة عملية تبخر المياه فيه، فمشكلة تغيير المناخ العالمي أثرت بشكل كبير على منطقة البحر الميت في أغوار الأردن الجنوبية، فباتت الحرارة ترتفع في الأغوار لتصل إلى أربعين درجة مئوية، وانخفض معدل تساقط الأمطار بشكل كبير، إضافة لتأثير أشعة الشمس الساطعة على المنطقة في جميع فصول السنة.

المشكلة الثانية التي يعاني منها البحر الميت هي شحّ كمية الماء التي تغذيه من نهر الأردن، فقد تم إقامة سدود كثيرة أعاقت رفد البحر الميت بالمياه، مثل سدود الضفة الشرقية الأردنية، وسدود الضفة الغربية الفلسطينية، وسدود الضفاف الشرقية والغربية، إضافة لأن صناعات التعدين التي تستخرج الأملاح والبوتاس  تستهلك مياهاً كثيرة من البحر الميت.

مشكلة انحسار البحر الميت ليست بسيطة فيها الكثير من التعقيدات التي يطول شرحها، مثل مشكلة الحفر الانهدامية التي تتفاوت في أعماقها وأقطارها ووصلت في البحر الميت للعشرين متراً، وهذا يؤثر بشكل كبير في التركيب الجيولوجي ويؤدي لضعفه وهشاشته في المنطقة كاملة، ويسبب الانهيارات في البنية التحتية التي قد تؤثر على كل المنشآت المحيطة بالبحر الميت أيضاً.

هذه المشاكل البيئية التي أجحفت بحق البحر الميت أدت لانحسار مياهه وبروز شاطئه بمقدار يتجاوز المتر سنوياً، حتى أعماق البحر الميت باتت تتضاءل سنوياً بمقدار 80 سنتيمتراً سنوياً، وأصبحت المساحة التي يشغلها سطح البحر الميت أقل بمئة كيلو متر مربع سنوياً، وهذا ما يزيد في انخفاض مستوى البحر الميت بمستوى كبير وخطير قد يؤدى فعلاً إلى اختفائه تدريجياً.

أحد الحلول المقترحة هو ناقل البحرين الذي يصل البحر الميت بالبحر الأحمر لعملية إمداد البحر الميت بمياه البحر الأحمر، وهذا سيوقف انحساره بالتأكيد بنسبة تتجاوز الخمسين بالمئة، وسيرفد كمية الماء بشكل كبير يقدر بملايين المترات المكعبة من المياه. ولكن ستظهر بالمقابل المشكلة البيئية المتمثلة بتغيير النظام البيولوجي وتركيز نسب مياه البحر الميت وما قد ينجم عنها من تأثير على المحيط بشكل عام!
  




مواضيع مماثلة

سياسة الاستدامة البيئية ف...
بيئي
وادي رم محمية طبيعية برعا...
بيئي
المشروع البيئي في منتزه ا...
بيئي
لمحة عن محطة العلوم البحر...
بيئي

تعليقات