أسواق حلب الشهباء: ماض عريق وتراث عالمي

أسواق حلب الشهباء، ماضي عريق، تراث عالمي 

لا تخطر ببالك مدينة حلب إلا ويقترن اسمها بالصناعة والاقتصاد كيف لا وهي العاصمة الاقتصادية لسوريا.
 ولقد اشتهرت مدينة حلب بالعديد من الأسواق التجارية القديمة حيث تعد هذه الأسواق بعد المصانع أحد أكثر الأشياء التي تعكس عجلة الاقتصاد المتسارع، وتطور البلاد ولها دور بارز في السياحة، والتي تم إدراجها على لائحة التراث العالمي،وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث المساحة والكبر، ووجود الأسواق في مدينة حلب قديم قدم المدينة العريقة، ويعود للقرن الرابع قبل الميلاد، حيث تم بناء المحال التجارية على جانبي الطريق المستقيم الذي يوجد بين باب أنطاكية ومعبد القلعة، حيث تمركزت ضمن هذه الأسواق كل الفعاليات الاقتصادية، ويعود شكلها الحالي إلى العهد البيزنطي وتم توسيعها في العهد الإسلامي.
 وأول سوق هال في التاريخ هو باب جنان الحلبي، وهو من الأسواق المعروفة جدا لأهالي حلب وغيرهم بالاضافة للعديد من الأسواق الأخرى التي يبلغ عددها 37 سوق  منها سوق النسوان الذي يختص ببيع كل ما يخص النساء،
سوق العطارين الذي يتم بيع كل أنواع البهارات والتوابل وحديثا يتم في بعض أجزاءه بيع الأقمشة، وسوق السقطية الذي تخصص ببيع المأكولات الشعبية الخاصة بمدينة حلب والذي يعتبر مقصد لكل شخص يحب تناول الطعام الحلبي وتذوق نكهته المميزة، والآن يعمل على إعادة إفتتاحه بعد إعادة ترميمه ليعود إلى شكله القديم كما كان قبل 100 عام، سوق الدهشة ومن اسمه فأي شخص يدخل إليه لا بد أن تصيبه الدهشة من جمال وروعة الأقمشة المعروضة فيه، وما يلفت انتباهنا في تسمية هذه الأسواق هو ارتباط اسم السوق بالشيء الذي تخصص ببيعه كسوق الملايا المختص ببيع الملايا ،وسوق الطرابيش، المتخصص ببيع الطرابيش وسوق الصاغة المتخصص ببيع كل ما يخص الصاغة والذهب ،وسوق قرة قماش الذي يعني باللغة التركية القماش الأسود، الذي يختص ببيع العباءات والملاءات السوداء وهو سوق غير مسقوف ....
ولدينا أيضا ما يعرف بالخانات التي تعتبر من أسواق حلب القديمة المسقوفة بعقود حجرية تحمي الداخل إليها من برد الشتاء، ووهج الصيف ولسقفها بالحجارة سبب حيث انه في العام 1868 م تعرضت مدينة حلب لحريق التهم الأسقف المعمولة من القصب والأخشاب واستبدالها بتلك الحجرية، ووضع فتحات للإنارة والتهوية، وهذه الأسواق تمتاز عن كل أسواق الشرق الإسلامي.
ومن أشهر هذه الخانات خان الوزير الذي يتميز بجدرانه المزخرفة، ويقع بين الجامع الكبير وقلعة حلب ويحتوي على بوابة جميلة وفخمة كما تحتوي واجهتها الداخلية، على نوافذ مزينة بنقوش هندسية خلابة، وخان الصابون، 
و كان لمدينة حلب بصمتها بكل شي ميزها عن غيرها من البلاد،
فكان لطعم زعترها الحلبي نكهة لا تقاوم، وكان لها نكهتها الخاصة، ولا بد لرائحة صابون الغار أن تجد طريقها إلى أنفك رغما عنك، لترغم أي  شخص يزور حلب أن يأخذ مثل هذه المنتجات كهدية لأهله وكله فخر بهذه الصناعات التي ارتبط اسمها باسم حلب الشهباء.
والحديث عن أسواق حلب وميزاتها يطول فهي غاية بالجمال والروعة ويقصد الزوار زيارتها والتمتع بالتجول فيها فهي ليست فقط أسواقاً إنما تراث يفتخر فيه السوريين بالإضافة إلى التاريخ العريق لهذه الأسواق والتي جعلت منها معلماً مهماً يخطر ببال الكثيرون بعد ذكر قلعة حلب التي تشكل علامة خالدة وواضحة لمحافظة حلب 
وحلب محافظة تقع شمال سوريا وتحتوي على العديد من المعالم الأثرية والأسواق التي ماتزال نابضة بالحياة  ولذلك فهي تقود عجلة الاقتصاد في سوريا بشكل كبير بسبب الصناعات المختلفة الموجودة فيها .