فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية

613 0 آخر تحديث: 2021-12-06 20:39:16 تاريخ الإعلان: 2021-11-24 أبلغ عن مرجع ويب: 2302

الموضوع

على ثغر الأردن خليج العقبة تنطلق من حناجر البحارة والصيادين أجمل الأصوات المتماوجة مع البحر والشجية مثل أعماقه مع عذوبة الموسيقى التي تحلّق فوق الخليج مع الطيور البحرية، وفي بيئة شعبية بحرية خرجت العديد من الفرق الموسيقية الفنية القديمة والحديثة، وفرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية واحدة من الفرق التي تأسست في مطلع هذا القرن، حيث اجتمع نخبة من شباب الفن والموسيقى العقباوية سنة 1999 ليقرروا إنشاء فرقة تبرز الفنون الشعبية الموسيقية القديمة لأهل العقبة، وليحافظوا على التراث البحري العقباوي ويصونوا هويته الأصيلة من الضياع في أمواج الحداثة الصاعدة، وهم في الأصل مجموعة من هواة الموسيقى البحرية يقومون بالغناء أثناء عملهم الذي كان صيد الأسماك، فبدأت اجتماعاتهم في رحلات الصيد على المراكب، أو في فترات الانتظار الطويلة في عملية صيد الأسماك بالشباك.

سجلت فرقة العقبة البحرية اسمها كفرقة شعبية في وزارة الثقافة الأردنية سنة 2000، وبذلك بدأ نجمها يصعد مع مشاركاتها في كافة الفعاليات الثقافية الموسيقية والفنية وعلى الأصعدة المحلية في مختلف المحافظات وعلى الصعيد الدولي والمشاركة في المهرجانات العالمية.

عملت الفرقة بدعم من نقابة الفنانين الأردنيين والمعهد الوطني للموسيقى على إصدار أول أسطوانة موسيقية مسجلة وكانت بعنوان (الصيد والبحر). كما نالت محلياً على جائزة المركز الأول في العزف على آلة السمسمية (إحدى الآلات الموسيقية الشعبية المشهورة في العقبة)، وحازت المركز الأول أيضاً لعامي 2015-201في تقييم الفرق الأردنية الذي تجريه وزارة الثقافة الأردنية.

تتألف فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية الآن من أربع وعشرين عضواً، يتألقون على المسارح الشعبية ومسارح المهرجانات الكبيرة بزخم من الحماس ترافقهم دائماً الآلة الوترية الشعبية (السمسمية)، ويقدمون لجمهورهم استعراضات من البيئة البحرية بزي البحارة الموحد وحبال الصيد وشباكه وقطعاً من مراكبه، يشكلون بها لوحات فنية موسيقية استلهمت من حياة بيئة العقبة وحياة أبنائها تفاصيلهم الغنية، بمرافقة الأهازيج والأغاني بأصواتهم ذات البحة العميقة البحرية، بإيقاع آلاتهم الموسيقية الخاصة من بيئتهم أيضاً، منها الآلات الخشبية والآلات الوترية والدف الشعبي والطار والمرواس، وتتميز آلة السمسمية بحضورها المركزي والأساسي في لوحات وأغاني فرقة العقبة البحرية، فهي آلة صيادي العقبة منذ دخولها إلى المنطقة عبر البحر القادم من سيناء، واتخذها أهل العقبة رفيقة جلساتهم ورفيقة أعمال الصيد الطويلة التي تمنحهم بصوتها المليء بالشجن والعذوبة القوة والصبر لتحمل عبء عملهم وانتظارهم الطويل.

كما جددت فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية بالأغاني والاستعراض لتصل لكافة شرائح الناس وتنقل لهم رؤيتها، فابتكرت لوحات استعراضية جديدة وأغان منوعة، منها التراثي ومنها الذي يعرض هموم مهنة الصيد وما يعانيه الصياد ليجد رزقه في مواسمه المختلفة.

من أشهر اللوحات الاستعراضية الغنائية لفرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية لوحة باسم (العقبة عروس البحر)، إضافة إلى لوحة باسم (عالمية)، ومن أشهر أغانيهم المفضلة لدى الجمهور (أنا من العقبة يا عيوني) وأغنية (أنا رحت العقبة يا يمّة..ما أحلى الشطّ والمية).  

فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية تلقت دعماً كبيراً من سلطة منطقة العقبة الخاصة، ومن شركة واحة آيلة للتطوير التي قدمت لها زياً تراثياً لكامل أعضاء الفرقة ارتدته للمرة الأولى في جولتها التراثية في جمهورية الصين، ومن ثم انطلقت في تمثيل التراث الأردني في فرنسا وهنغاريا وألمانيا، وعربياً شاركت في العراق.

وفي أحدث نشاطات فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية مشاركتها المميزة في مهرجان جرش للعام الحالي، فاستعرضوا رقصاتهم وفردوا شباكهم في لوحات فلكلورية بحرية رائعة، وصدحت أصواتهم بأجمل الأغاني ضمن حماس شعبي ملفت وسط الساحة الرئيسية لمهرجان جرش.


الفنون الحرف-الخياطة
N-h69

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة