تراث الغناء والرقص الشعبي في مدينة العقبة

971 0 آخر تحديث: 2021-12-06 16:40:57 تاريخ الإعلان: 2021-11-23 أبلغ عن مرجع ويب: 2286

الموضوع

أغاني التراث الشعبي في مدينة العقبة يتميز بسماته الخاصة مثل أي تراث إنساني لمنطقة مأهولة قديمة، وتندمج في أغاني العقبة التراثية الألوان الشعبية الأخرى مثل الحجازي والبدوي والمصري المدموجة بفعل الموقع الجغرافي لخليج العقبة وعلاقاته البشرية منذ القدم. وإضافة للغناء الشعبي تظهر في تراث العقبة الموسيقي أنواع الرقص الشعبية، ويشتهرون برقصة الرفيحي والعرضة.

العرضة العقباوية:


تقول الروايات الشعبية أن أهل العقبة أدوا رقصة العرضة أول مرة عند استقبالهم الأشراف القادمين من الحجاز سنة 1917، ويغلب أن يكون أصلها حجازياً أيضاً.
تقوم رقصة العرضة على تشكيل قوس من صف متكاتف من الرجال، ويتوسط القوس أحدهم حاملاً بيده اليمنى سيفاً وبيده الثانية غمداً ويتولى مهمة قيادة الفرقة، وعلى كل من طرفي قوس الرجال يقف رجلان يحملان طاراً، وتبدأ العرضة بإشارة من حامل السيف، فيشبك الرجال الأيادي ويحلقونها كعملية التجذيف بالمزامنة مع رفع الأرجل عن الأرض، ويبدأ جناح القوس الأيمن من الرجال بترديد الشعر فيقولون صدر البيت ويتولى رجال جناح القوس الأيسر ترديد عجزه، ويشتد حماس المنشدين وتتسارع وتيرة الغناء مع الرقص فيقترب قائد العرضة حاملاً سيفه ويدق بقدمه الأرض أمام الرجال بثلاث دقات متتابعة، ويقوم الرجال المقابلين لدقاته الثلاث في صف العرضة برد الدقات على الأرض بالمقابل، ويتفاعل قائد العرضة بالرقص وسط الرجال المنشدين بتلويح السيف والغمد حتى نهاية الأغاني والترديد.
وكون العرضة ابتدأت تاريخياً في العقبة ضمن مراسم استقبال أشراف الحجاز لتبجيلهم، فهي مازالت تقام على شرف عودة الحجاج من أهل العقبة أيضاً، وكما تقام في أفراحهم ومناسباتهم دائماً.
ومن أشهر قصائد العرضة في العقبة اخترنا لكم هذا البيت:
(يا الله اليوم وجه جاهنا *** واكفينا شر ولدات النحوس)
(يا الله اليوم نطلبك الستيرة *** وإن بلينا عوايدك الجميل).



 الرفيحي العقباوي:

وهي الرقصة الشعبية الثانية التي يشتهر بها أهل العقبة في تراثهم الغنائي المميز، وتقوم هذه الرقصة أيضاً على صفين من الرجال المرددين والمنشدين مع قائد يتوسطهم يحمل السيف للإشارات وإثارة الحماس، وعلى جانبي الرجال في كل صف يقف حامل الطار، وتتشابه هذه الرقصة في مبدأها مع العرضة، فيبدأ القائد بتلويح سيفه في إشارة منه لبدء الترديد والنشيد، وتتوالى القصائد مع حركات اليدين المتشابكة والأقدام المرفوعة.
من أشهر القصائد التي تنشد أثناء رقصة الرفيحي اخترنا لكم هذه الأبيات:
(جيناك يا عويد بزفة *** بين البنادق والرماح)
(الصقر ما يلطم بكفّه *** ما يلطم إلا بجناح)
(سلامي مني والسلام *** على الربوع الوفية)

الآلات الإيقاعية لرقصة العرضة والرفيحي العقباوية:

الرقصات الشعبية في العقبة هي مصحوبة بالتأكيد بالإيقاع الحماسي والطربي الذي يثير حماسة المنشدين والراقصين والمستمعين، وأشهر الآلات المصاحبة للعرضة والرفيحي العقباوي هي آلة السمسمية التراثية والتي هي عبارة عن آلة وترية، والطار هو عبارة عن آلة إيقاعية من قماش جلدي له طارة تعلق عليها صنوج نحاسية صغيرة تعطي باهتزازها أثناء هزّ الطار أو النقر عليه الإيقاعات الجميلة، والمرواس الذي هو أيضاً آلة إيقاعية تشبه الطبل الصغير، يكون أسطوانياً وكلا جانبيه قماش من جلد الجمل مشدود للنقر عليه، إضافة لإيقاع التصفيق البحري المميز لأهل العقبة.
كافة الرقصات الشعبية في العقبة تعتمد على فرقة شعبية مع قائدهم، يصطفون دائماً مواجه بعضهم سواء في رقصة العرضة بشكل قوس أو نصف دائرة أو في خطين متوازيين في رقصة الرفيحي، وناقر الطار يقف دائماً في طرف الصف ليقابله ناقر المرواس في آخر الطرف المقابل.

الفن الموسيقي في العقبة تأثر بموقعها الجامع لأطراف الحجاز ومصر وفلسطين إضافة لمسحة البداوة الداخلية في الأردن، فشكل حالة دمج رائعة للموسيقى والغناء والرقصات إضافة لأنه طبعها بمسحته البحرية العقباوية الخاصة.


الفنون الحرف-الخياطة
N-h67

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة