ساحة المرجة في سوريا ومعالمها ومحيطها

1048 0 آخر تحديث: 2025-08-29 12:08:25 تاريخ الإعلان: 2021-12-02 أبلغ عن مرجع ويب: 2449

الموضوع

ساحة المرجة في سوريا

تقع ساحة المرجة في سوريا في وسط مدينة دمشق، وتسمى أيضاً بساحة الشهداء، نسبة إلى شهداء سوريا الذين تم إعدامهم شنقاً حتى الموت بتهمة خيانة الدولة من قبل جمال باشا السفاح في عام 1915، كما أُعدم عدداً من شهداء الثورة السورية الكبرى على يد الاحتلال الفرنسي بين عامي 1925 و 1927 وأُلقيت جثثهم في ساحة المرجة لبث الرعب في نفوس الشعب.

معالم ساحة المرجة في سوريا

ينتصب في وسط ساحة المرجة عمود التلغراف الذي يعتبر مجسم صغير على شكل جامع يلدز في تركيا، وقد قام بصنعه الفنان بابلو روسيني الإيطالي الجنسية بتكليف من الإمبراطورية العثمانية، حيث أصبحت دمشق حينها مركز اتصالات برقية التلغراف بينها وبين العاصمة إسطنبول والبلاد الإسلامية.

بعد ذلك سميت الساحة بساحة المرجة بسبب غناها بالأشجار والورود الشامية ونوافير المياه التي تنتصب على أطرافها على ممر نهر بردى منها.

كانت ساحة المرجة أيام الإمبراطورية العثمانية محطة لعربات النقل والخيول التي تقف جانب حوض الماء هناك لتشرب منه وترتوي، ومع مرور الزمن أصبحت الساحة محطة انطلاق حافلات النقل الجماعي بين دمشق والمحافظات السورية.

وعند انتشار الترامواي في دمشق، كانت محطة بدايته من ساحة المرجة في عام 1907، وبعد دخول السيارات القاطرة والمقطورة وسيارات الأجرة الكبيرة تبدأ بالسير من ساحة المرجة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وبعدها كان جميع المسافرين القادمين إلى دمشق يحطوا رحالهم في ساحة المرجة ليستقلّوا سيارات الأجرة أو الترامواي أو حافلات النقل الجماعي منها إلى المكان الذي يقصدونه، فقد بقيت ساحة المرجة محطة الانطلاق الرئيسية حتى ما بعد عام 1970، حيث أُنشئت محطات السفر في منطقة العباسيين ومنطقة القابون.

ما حول ساحة المرجة في سوريا

نظراً للأهمية الكبيرة لساحة المرجة، انتشرت حولها الأبنية والفنادق والمحال التجارية، كما أنشئت ضمن منطقة ساحة المرجة الكثير من دور السينما مثل سينما زهرة دمشق، وسينما الإصلاح، وسينما الكوزوموغراف، وسينما غازي وسينما فاروق وسينما سنترال وسينما النصر، كما انتشرت هناك المقاهي كمقهى ديمتري ومقهى علي باشا ومقهى الورد، وأقيمت المسارح كمسرح النصر ومسرح القوتلي ومسرح زهرة.

كانت ساحة المرجة وما زالت ملتقى جميع من في سوريا، حيث تعيش المنطقة هناك حالة اكتظاظ وازدحام سكاني وتجاري ومواصلات، فنجد الأبنية السكنية المرتفعة ونجد الفنادق المنتشرة هناك بكثرة ونجد محلات بيع الحوليات الدمشقية وكاتب معقبي المعاملات ومحلات بيع الشرقيات والتحف ومحلات بيع الآلات الموسيقية والمصنوعات اليدوية والمطاعم والمقاهي، فساحة المرجة حالياً ساحة لا تعرف النوم ولا الهدوء.

زينو المرجة

تشتهر ساحة المرجة بالأغنية التي تمجدها حتى وقتنا الحاضر ويتغنى بها الشعب السوري نسبة إلى العز والكرامة التي عاشها منذ أيام الإمبراطورية العثمانية وتغلبه على جميع المحتلين حتى وقتنا الحاضر، أما كلمات الأغنية:

زينو المرجة ... و المرجة لينا

 شامنا فرجة .... و هي مزينة

 اصايل اصايل ... جدايل جدايل

 والفرح عالداير... ملعب خيلينا

زينو المرجة ... والمرجة لينا

 خلوها فرجة ... وهي مزيينة

 بسماك البشاير ... و بأرضك نوادر

 ورجالك عالداير ... عز ترابنا

 زينو المرجة ... و المرجة لينا ...

شامنا فرجة .... و هي مزينة

 لأصرخ و أنادي ... على الجبل بالوادي

 لعزك يا بلادي ... بمرمحلك خيلينا

 زينو المرجة ... و المرجة لينا

 شامنا فرجة .... و هي مزينة

تعود هذه الأغنية إلى تاريخ 1926، عندما قتل الشهيد أحمد مريود على يد الاحتلال ونقلوا جثمانه من الجولان إلى الشام حتى يلقوا بجثمانه في ساحة المرجة بغية بث الرعب والخوف في نفوس الشعب السوري كما جرت العادة، ولكن وبكل شجاعة وبسالة قام الدمشقيون آنذاك بوضع الورود حول الشهيد أحمد مريود ومن ثم بدأوا بترديد أغنية زينو المرجة كرد قوي وصادم بالنسبة إلى الاحتلال في ذلك الوقت.

ما زالت أغنية زينو المرجة متوارثة حتى وقتنا الحاضر كفلكلور سوري يتردد في عراضات الشامية والمسلسلات التلفزيونية لارتباطها بذاكرة الشعب السوري عن ماضيه المشرف والأصيل.


معلومات عامة
N-N06

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة