الدولار والإنتاج الدرامي في لبنان

521 0 آخر تحديث: 2022-07-07 19:34:55 تاريخ الإعلان: 2021-11-29 أبلغ عن مرجع ويب: 2395

الموضوع


الدولار والإنتاج الدرامي في لبنان

كان موسم الدراما الرمضانية لعام 2021 هو الموسم الأصعب والأكثر قسوة على شركات الإنتاج اللبنانية الدرامية في تاريخها الحديث الذي كان محلقاً ومتصاعداً بقوة في السنوات الأخيرة، نظراً لاستحسان الجمهور للأنماط الجديدة المشتركة في العمل الدرامي وافتتانه بالصورة المرئية الباذخة التي توفرها شركات الإنتاج الخاصة اللبنانية.

بدأت أزمة شركات الإنتاج اللبنانية مثل غيرها من شركات الإنتاج العالمية أثناء جائحة فيروس كورونا، والحجر الإلزامي الذي طال في بداية الجائحة وكبّد الشركات الإنتاجية الكثير من الخسائر لتوقف الأعمال الدرامية وغيرها، لكن انتشار الفيروس الكبير في دولة لبنان وعدم السيطرة على تزايده زاد الطين بلّة، لتأتي خلاله أيضاً تصاعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي بشكل هائل مقابل هبوط قيمة الليرة اللبنانية، وهذا أثر بشكل سلبي كبير على قطاع الإنتاج اللبناني.

ارتفاع الدولار في لبنان جعل القطاع التلفزيوني كاملاً في حالة من الضياع وحالة من إعادة النظر في العقود الموقعة بين شركات الإنتاج وبين المحطات والقنوات الفضائية، بسبب الفرق الكبير الذي أحدثه ارتفاع صرف الدولار، فشركات الإنتاج اللبنانية لا تبيع المسلسل الدرامي إلا بـ الدولار، والموازنة المالية ضمن المحطات والقنوات التي تشتري الأعمال الإنتاجية تكون بـ الدولار أيضاً.

أحد أشهر المنتجين اللبنانيين (صادق الصبّاح) رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج المعروفة اللبنانية (صبّاح إخوان) يذكر في حديث صحفي له مؤخراً أن موضوع ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان قد أثر على الشركات وعلى المحطات، والمحطة التلفزيونية تعاني أكثر من شركة الإنتاج أيضاً بسبب قلة الإعلانات المعروضة وانعدام مردودها، وكذلك شركات الإنتاج تأثرت كثيراً وبالأخص الشركات التي لم تتعاقد مع محطات خارجية واكتفت بالمحطات المحلية فهي ذات الوضع الأصعب حتماً، ومثل شركة (صبّاح إخوان) وضعها أفضل بقليل لأنها تمتلك العديد من المشاريع الأخرى خارج لبنان مثل مشاريع الإنتاج في مصر، وهذه المصادر الخارجية هي التي ساهمت باستمرار عمل شركة صبّاح إخوان.
من حديث السيد صادق صبّاح نفهم مسألة الدولار في قطاع الإنتاج اللبناني، حيث يؤكد بأن الأزمة حدثت جرّاء دفع المحطات اللبنانية شيكات لشراء الأعمال من شركات الإنتاج اللبنانية، وأساس التعاقد مع المحطات اللبنانية هو الدولار، ووفق سعر صرف الدولار في المصارف الحكومية منخفض جداً ولا يمنح شركات الإنتاج حقها، وبالتالي فإن هذه الشيكات المصرفية أصبحت معدومة القيمة بالنسبة للشركات وهذا مجحف حقاً في ظل الأزمة الاقتصادية الكبيرة في لبنان.

من جانب شركة إنتاج لبنانية أخرى شركة (مروى جروب) يتحدث السيد مروان حداد صاحبها عن الأوضاع الخانقة أمام شركات الإنتاج اللبناني في ظل ارتفاع الدولار، فيشرح مدى ارتفاع الأسعار الجنوني بما يخص استئجار مكان التصوير أو مستلزماته كافة مثل الملابس والمكياج والسيارات والإضاءة وحتى أبسط الأمور مثل الطعام. وأكد أيضاً السيد مروان حداد على أهمية البحث عن مصدر خارجي لتستمر شركة الإنتاج في عملها، وحذّر متأسفاً على أن استمرار ارتفاع الدولار وعدم استقرار سعره فستنتهي مهنة الإنتاج الدرامي داخل لبنان.
لكنه من ناحية أخرى أبدى السيد حداد أن هناك عامل إيجابي وجده في ارتفاع الدولار حيث لم تعد المحطات اللبنانية قادرة على شراء الدراما التركية المدبلجة، فالمسلسلات التركية المدبلجة تكلف صناعتها مبالغاً ضخمة وحصراً بالدولار.

ومن جانب هام آخر داخل أروقة شركات الإنتاج اللبنانية ارتفاع سعر الدولار يجعلهم في مفاوضات دائمة منها العادل والمنصف ومنها الجائر في حق أجور الممثلين، فالممثلون أيضاً نوعان منهم من يتعاقدون بـ الدولار، والغالب من الممثلين اللبنانيين يحصل على أجره بالليرة اللبنانية وأيضاً يواجه الأزمة الاقتصادية العامة وأزمة الأرصدة والمصارف.


 


وسائل الإعلام
N-n98

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة