قصة حي المزه في العاصمة السورية

642 0 آخر تحديث: 2021-12-29 14:30:41 تاريخ الإعلان: 2021-12-29 أبلغ عن مرجع ويب: 2895

الموضوع

*قصة حي المزه*
 هي إحدى مناطق دمشق تقع في الجهة الغربية الجنوبية على امتداد جبل المزه باتجاه الغرب، حيث كانت تابعة منذ القدم منطقة المزه لغوطة دمشق الغربية و لهذه المنطقة تاريخ قديم عريق فقد زارها الكثير من رجال الدين والصحابة حيث سكن فيها واستقر الصحابي دحية الكلبي و الصحابي أسامة بن زيد، ويعود اسم منطقة المزه إلى حافظ المزي وهو من أحد تلاميذ ابن تيمية و مخترع كتاب تهذيب الكمال ، وكذلك تحدث عنها الروائي الكبير ابن بطوطة وقال فيها أنها هي من أعرق قرى دمشق ، وفيها جامع يعد من أكبر جوامع المدينة وقال كذلك عنها ابن جبير قرية كبيرة وهي من أحسن القرى،  ولم يقتصر ذكر هذه المدينة عند الصحابة والروائيين فقط بل تجاوز ذلك وكان لها دور كبير في أثناء الثورة السورية الكبرى فقد خرج منها العديد من الثوار ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم ومنهم ديب علي بكر المعروف بإسم الحجار ومحمد عيد و إبراهيم الصالحاني والكثير الكثير من الأبطال ، تعود منطقة المزة إلى العهد الروماني فهي قرية قديمة جداً عثر فيها منذ القدم على قطعة من الحجر الكلسي الديراني كتب على هذه القطعة عشرة أسطر بالأحرف اليونانية وهي إلى نباهة اليوس ستانوس بأن يضع حجر يحدد أرض المزه ، و مع مرور السنوات أصبح يطلق على منطقة المزه باسم (مزة كلب) وذلك نسبة لقبائل يمنية سكنت في تلك السنوات في المزة فأخذت هذه المنطقة تتطور وتنشأ وتزداد أهمية في العصر الحديث، حيث بنى فيها الفرنسيون مطار المزة العسكري الذي كان سابقاً مطار دمشق الرئيسي قبل إنشاء مطار دمشق الدولي الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة دمشق ، وكذلك تم فيها إنشاء سجن المزة المعروف عنه سمعته الغير حسنة وتم إغلاقه لاحقاً، وأخذت هذه المدينة تتوسع من الناحية العمرانية بعد استقلال سوريا لتصبح جزء من مدينة دمشق وإحدى أهم ضواحي دمشق الحديثة، وأخذت الحكومة السورية تعتني وتطور هذه المنطقة فأنشأت أول مشروع سكني وكان ذلك خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر و أطلقت عليه اسم مشروع "مساكن الوحدة الشعبية: ، وكان في حي الجلاء، ومع بداية الستينات أخذت المنطقة تشهد تطور عمراني ملحوظ حيث تم بناء حي المزة جبل وحي مزة فيلات غربية وكان كل ذلك تحت إشراف مؤسسة الإسكان ، وكذلك في أوائل السبعينيات تم بناء اوتوستراد المزة، و في الثمانينيات من القرن العشرين تم إعمار القصر الرئاسي والذي هو قصر الشعب فكان على قمة جبل المزة ، وتم فيها إنشاء الكثير من الوزارات والدوائر الحكومية ففيها قصر العدل وكذلك أنشئ فيها صالات رسمية للبعثات الدولية، وكذلك يوجد فيها مقابر كثيرة لصحابة الرسول وأولياء الله، وبناء على ذلك عُدت مدينة المزه من أهم ضواحي العاصمة دمشق فقد تحدث عنها العديد من المؤرخين عن تاريخها الواسع والعريق فقد كتب عنها المؤرخ الراحل الكبير شمس الدين محمد بن طولون ودقق هذا الكتاب محمد عمر حمادة والذي صدر في دور النشر دار قتيبة عام 1983، ونتيجة للتطور العمراني ومواكبة لتحديثات العصر ونظراً لموقع المزه الجغرافي غرب دمشق شهدة المزه أهم توسع لدمشق الجديدة في المنطقة حيث تمتعت بمخطط عمراني جديد وحديث لائق بالحداثة فكانت حديثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ببنية تحتية جديدة وحديثة و خدمات متطورة وشوارع و اوتوسترادات وحدائق وملاعب و مدينة رياضية شملت كل أنواع الملاعب والمسابح والأسواق التجارية والأبنية الجميلة التي أصبحت معظمها مقرات للبعثات الدبلوماسية و التي استطاعت تلبية كل الخدمات، ولا ننسى أنها تتموضع على الجهة الغربية من دمشق فهذا يعني هواءها العليل وتحيط بها البساتين والتي يطلق عليها بساتين الرازي .


ثقافة
N-sy79

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة