متحف آثار السلط ( مبنى آل طوقان)

1214 0 آخر تحديث: 2021-10-18 19:47:25 تاريخ الإعلان: 2021-10-18 أبلغ عن مرجع ويب: 1655

الموضوع

مدينة السلط من أهم مدن المملكة الأردنية وأقدمها، تتميز بمبانيها العمرانية التراثية التي تتجاوز ست مئة مبنى والتي تحولت معظمها إلى متاحف تضم آثار السلط والمناطق المحيطة، لتحفظها مصانة تتعرف عليها أجيال السلط القادمة ويفخروا بانتسابهم لأرض أردنية أصيلة عاشت مختلف الحضارات السابقة، وكي يستلهموا من هذه الذكريات المغرقة في القدم القوة لإبراز حضاراتهم الجديدة على أسس هذه الأرض العريقة.

مجموعة من الآثار الباقية شكلت متحف آثار السلط، تأسس كمتحف أثري عام 1983، وجرى نقله بين عدة مبانٍ تراثية في مدينة السلط، إلى أن حضنه مبنى آل طوقان واستقر فيه حتى الآن.

مبنى آل طوقان هو أحد المباني التراثية التي بنيت في أوائل القرن التاسع عشر، يقع على أحد الشوارع الرئيسية في السلط (شارع الميدان) ويطل على وسط مدينة السلط بطابع عمراني ملفت بحجارته الجيرية الصفراء، وسكنته عائلة طوقان لفترة طويلة من الزمن، ولهذا المبنى مكانة تاريخية أيضاً، فهو أحد أهم المباني التي شهدت نهاية حكم العثمانيين في المنطقة، وعائلة آل طوقان هي من العائلات العريقة الوافدة من نابلس إلى السلط في تلك الفترة، إذ كانت مدينة السلط مركزاً حضارياً يقصده الناس الوافدين غرباً من القدس ونابلس وشمالاً من لبنان وسوريا.
  
تاريخ بناء أساسات المبنى غير محدد تماماً، لكن يذكر أنها بنيت على عدة مراحل، فعلماء الآثار يحددون فترة 1900-1905 تاريخاً تقريبياً بناءً على عمر حجارته وأسسه، وعُرف لزمن أنه منزل بناه السيد علاء الدين طوقان.

الطابق الأرضي من المبنى يمتد بمساحة مئة وسبعين متراً مربعاً، مدخله من شرفة على الواجهة الأمامية، يضم مساحة داخلية تدعى الليوان محاطة بثلاث غرف وحمام ودرج، يليه الطابق الأول الذي يتصل بالطابق الأرضي من خلال درج خارجي ويمتد على مساحة مئتي متر مربع، يتوسطه باحة مكشوفة محاطة بسبع غرف، منها غرفتان على الجهة الشرقية والغرف الأخرى على الجهة الغربية تتصل بالباحة الداخلية من خلال رواق.

بقيت عائلة آل طوقان في المبنى في مدينة السلط حتى أواسط الخمسينيات، وبعد انتقالها إلى العاصمة عمان استعمل المبنى كمدرسة لأبناء السلط، وقرابة 1985 هُجر المبنى لفترة من الزمن، لتقوم مؤسسة إعمار السلط بترميمه بمساعدة ودعم أبناء السلط، ثم تمّ تحديث ترميمه وتأهيله بتعاون إعمار السلط مع مديرية الآثار وبدعم وتعاون من السفارة الهولندية في المملكة التي أبدت اهتماماً خاصاً ومحبة شديدة لمدينة السلط وجمالية مبانيها وما تضمه بين جدرانها من آثار إنسانية عريقة، إضافة لأن مثل هذا المشروع في السلط هو داعم للشراكة الأردنية الهولندية في المشاريع السياحية العديدة.

تم الانتهاء من أعمال التهيئة وافتتاح متحف آثار السلط عام 2007، ليعرض متحف آثار السلط قطعه الأثرية المكتشفة في المنطقة والتي يعود بعضها إلى العصر الحجري النحاسي المكتشفة في تليلات الغسول، أي ما يقارب الألف الرابعة قبل الميلاد، وتتالى تاريخ قطعه الأثرية حتى العهد الإسلامي بطبعات نقوده المعروفة. تتنوع القطع بين الحجر والصوان والفخار والزجاج والمعادن والفسيفساء والمسكوكات، ويبلغ عدد القطع الأثرية في متحف آثار السلط 1007 معروضة.

 توزعت القطع الأثرية في متحف آثار السلط على أربع من القاعات الرئيسية، وكل قاعة تضم مجموعة خزائن للعرض، وسميت القاعات وفقاً لمكنوناتها وترتيبها الزمني التاريخي، فكانت قاعة (الدولمن) قاعة العصور الحجرية والصوان والعصر النحاسي، لتليها قاعة (فترة بناء المدن) التي تظهر بدء الآثار المدنية، وقاعة (من الحصون إلى القرى)، وقاعة ( البيئة الريفية)، إضافة لوجود قاعة مخصصة للفعاليات التعليمية والطلاب.

جاء ترتيب متحف آثار السلط وتقسيماته فريدة ومتميزة عن غيره من المتاحف حيث يستطيع زائر المتحف أن يلمس الترابط الزمني والنسق التاريخية والحضارية والإنسانية لكل موجوداته ويعيش نفحة من زمن بالغ القدم.


ثقافة
jo-32

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة