حمامات العمارة الدمشقية في دمشق القديمة

1019 0 آخر تحديث: 2025-08-29 12:08:25 تاريخ الإعلان: 2021-12-07 أبلغ عن مرجع ويب: 2533

الموضوع

حمامات العمارة الدمشقية

يعتبر الحمام الدمشقي من أبهى تفاصيل العمارة الدمشقية، فبالرغم من وجود الحمامات في بيوت الشام القديمة، إلا أن حمام السوق كان سائداً كتراث وعادة متعارف عليها من عادات أهل الشام.

تاريخ حمامات السوق في دمشق

يعود بناء حمامات العمارة الدمشقية أو كما تعرف بحمامات السوق إلى العصر الأموي، قد كانت تبنى بجانب مدخل الجوامع نسبة إلى علاقة الصلاة بالطهارة والوضوء، وأصبحت حمامات العمارة الدمشقية من أهم المعالم التراثية الهامة في العاصمة دمشق.

عناصر حمام العمارة الدمشقية

يقسم حمام السوق في دمشق إلى:

  • البراني: أي القسم الخارجي من الحمام، حيث يوجد فناء مسقوف بقبة تعتليها النوافذ، وتحيط بها المساطب المفروشة بالمساند والتي يستخدمها الزوار للجلوس والاستراحة وتبديل ثيابهم قبل الاستحمام وبعده، يتوسط ذلك الفناء البراني بركة ماء " بحرة" تصدر منها نافورة المياه، يعتبر قسم البراني ذات حرارة رطبة وباردة نوعاً ما.
  • الوسطاني: وهو القسم الثاني من حمام السوق، يستريح فيه المستحمون أثناء استحمامهم على مساطب تحيط به من جميع الجوانب، وهو مسقوف تتسرب منه أشعة الشمس من خلال فتحات زجاجية تعتليه، ويعتبر قسم الوسطاني ذات حرارة معتدلة داخل الحمام.
  • الجواني: وهو القسم الثالث من حمام السوق، ويتألف من إيوانين يتوسطهما بيت النار الذي يعطي الحرارة لمياه الاستحام، ويحوي كل إيوان على مخزن أو جرن للمياه للمياه الساخنة والتي تصل إليه من بيت النار عن طريق شبكة مائية، ويعتبر قسم الجواني ذات حرارة مرتفعة جداً تبعاً للمياه الساخنة التي تصدر منه، يتفرع الإيوان إلى عدد من المقاصير التي يستخدمها المستحمون في الاستحمام لحفظ الخصوصية والاستقلالية.
  • القميم: ويسمى القميم بذلك الاسم نسبة إلى العامل الذي يستخدم القمامة والوقود لإشعال النار في بيت النار، ويلحق ذلك القسم بالحمام ويحوي على غرفة سكن العامل " القميم".

طقوس حمام السوق

كان لحمام السوق قديماً أهمية كبيرة في حياة الدمشقيين، حيث كان مقصداً للقاء الأصدقاء والأقارب سواء للذكور والإناث، حيث كان أصدقاء العريس وأقرباءه يجتمعن بالحمام قبل زواجه، ليساعدوه بالاستحمام، ويتراشقون بالمياه ويأكلون ما لذ وطاب ويقومون بعرض العراضة الشامية كنوع من اللهو والتسلية والاحتفال بزواجه.

اما عن النساء كان يجتمعن أيضاً للاحتفال بالعروس ويجعلنها تستحم بماء الورد نظراً لخصائصه الجمالية ورائحته الزكية، ومن ثم يقمن بإطلاق الزغاريد والغناء وإهداء العروس المناشف المطرزة المصنوعة من الحرير، كما كان النساء قديماً يجتمعن داخل حمام السوق للاحتفال بالنفاس "فترة حديثات الولادة" على فترتين، الأولى منها بعد سبعة أيام من ولادة المرأة وهو ما يسمى بحمام الفسخ، أما الفترة الثانية فهي بعد أربعين يوماً من ولادتها أي ما يسمى بحمام الأربعين، فتقوم النسوة بدهن المرأة حديثة الولادة بالعسل من أجل شد الجسم المترهل بعد الحمل والولادة ولمقاصد جمالية، كما يقمن بتقديم شراب الحليب الممزوج باللوز وجوز الهند لها، مما يساعد على إدرار الحليب النافع للطفل.

ومن طرائف حمام السوق بالنسبة للنساء أن كثيراً من الأمهات قديماً كن يقمن بزيارة الحمام لمقاصد البحث عن عروس لأولادهن، حيث يبحثن عن الفتيات غير المتزوجات داخل الحمام من أجل التأكد من جمالها دون وضع مستحضرات التجميل.

وضع حمامات العمارة الدمشقية في وقتنا الحاضر

لا شك بأن حمام السوق بدأ بالاندثار منذ قرون مضت بسبب توفر الحمامات في المنازل بشكل طبيعي، وبعد أن كانت حمامات السوق تشكل وجهة سياحية للكثير من السياح اندلعت الأزمة السورية لتشكل تراجعاً كبيراً في عدد الزوار، وبقيت تلك الحمامات موضع لهو وترفيه بالنسبة للسوريين.

وبالرغم من تراجع دور حمام السوق ومن التطور الحضاري والعمراني في دمشق، ما زالت الحمامات تحافظ على هويتها العمرانية والتي تعد تراثاً دمشقياً قديماً.

ومن اهم حمامات العمارة الدمشقية التي بقيت إلى وقتنا الحاضر هي، حمام الناصري في الشاغور، حمام القاعة بالقباقبية، حمام أمونة، حمام البكري في باب توما، وحمام المسك في طالع القبة.

 


معلومات عامة
n-n21

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة