نصب السيف الدمشقي التذكاري في دمشق

3185 0 آخر تحديث: 2021-12-13 16:36:21 تاريخ الإعلان: 2021-12-13 أبلغ عن مرجع ويب: 2624

الموضوع

نصب السيف الدمشقي في دمشق

يرمز نصب السيف الدمشقي في العاصمة السورية دمشق إلى قوة أمجاد تاريخ سوريا وشموخها اللذان يربطان ماضيها العريق بإنجازات حاضرها، كما يطلق عليه اسم عامود المعرض، وقد دارت نقاشات عديدة حول دلالات هذا النصب، بين أصحاب رؤية أن هذا النصب يدل على السيف الدمشقي الأصيل والشهير، وأصحاب رؤية أن هذا النصب يمثل رمزاً صناعياً لا علاقة له بالسيف الدمشقي.

تصميم نصب السيف الدمشقي في دمشق

قام المهندس هشام المعلم والمهندس عاطف السيوفي بتصميم وإنشاء هذا الصرح في عام 1958 تحت إشراف المهندس سامي قدح، وقد تم رفع نصب السيف في زمن الوحدة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية، وقام المهندس عبد المحسن القضماني بوضع لمساته الأخيرة على النصب مع تنفيذ المهندس حسن سعدو للهيكل الحديدي بداخله، ليتم افتتاحه رسمياً في عام 1960.

وضع نصب السيف في ساحة الأمويين مقابل مكان معرض دمشق الدولي، حتى تمت تسميته بعامود المعرض دلالة إلى ذلك، حيث تم ربط رمز النصب بمعرض دمشق الدولي، واتخذه المعرض رمزاً للحدث الموسمي المميز له، وقد شٌيّد على أنه منصة أعلام جميع الدول التي تشارك في معرض دمشق الدولي، حيث تم وضع لوحات بلاستيكية شفافة في داخله، ويطبع عليها أعلام تلك الدول المشاركة، والتي يتم تغييرها كل عام من دورة المعرض بحسب المشاركات، كما اتخذت القناة الأولى في التلفزيون السوري شعار النصب رمزاً لها سابقاً.

وقد تبدل تصميم الأشكال الهندسية المجردة لذاك النصب عندما انتقل مقرض معرض دمشق الدولي إلى مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي، فقام الفنان إحسان عنتابي والفنان عبد القادر أرناؤوط بإعادة تصميم واجهة النصب باستبدال الأشكال الهندسية، بأشكال زخرفية تمزح بين شكل الوردة وشكل النار، ليصبح ذلك النصب أكبر واجهات الزجاج المعشّق في العالم.

النصب بين رمز السيف الدمشقي وبين رمز الوحدة بين سوريا ومصر

انقسم الرأي حول رمزية نصب عامود المعرض بين اتجاهين متعاكسين، وهما:

  • أصحاب رؤية أن هذا النصب يدل على الرمز الصناعي تبعاً لما وضع عليه من أعلام الدول المشاركة في معرض دمشق الدولي، وأنه من غير الممكن أن يكون رمزاً للسيف الدمشقي، حيث أن السيف الدمشقي منحني بشكله، اما النصب وإن اعتبرناه يشكل سيفاً، فإنه بتصميمه يشبه السيف الإنكليزي وليس السيف الدمشقي المميز، بالإضافة إلى أن تشييد هذا السيف تم في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، أي في زمن السلم بعيداً عن الحروب، ولا يمكن لنصب السيف الدال على الحروب أن يُشيّد في وقت السم.
  • أصحاب رأي أن هذا النصب يعبر عن دلالة السيف الدمشقي، وخاصة بأنه وُضع في ساحة الأمويين، مما يرمز إلى السيف الأموي، فهو عبارة عن نصب تذكاري يعبر عن القوة والشموخ اللذان اتصفت فيهما سوريا عبر التاريخ بأمجاد عبقت برائحة النصر والنجاح، كما تم اتخاذ اسم السيف الدمشقي اسماً رسمياً للنصب عبر وسائل الإعلام السورية.

السيف الدمشقي

اشتهرت مدينة دمشق قديماً بصناعة السيوف الفولاذية، والتي تميزن بكثرة نقوش البروكار والزخارف عليها، كما اشتهرت بمقاومتها للاهتراء وصلابتها وصرامتها وقدرتها الكبيرة على القطع بفعل شحذها وسنّها لتصبح حادة، حتى باتت قادرة على قسم شعرة ساقطة على نصله.

اشتهرت دمشق بصناعة السيف الدمشقي أيام العهد الأموي حيث كانت دمشق عاصمة الأمويين، وكانت قطع الفولاذ الصلب تصل إليها من الهند حتى بات صيت صناعتها للسيوف ينتشر في منطقة الشرق الأوسط كاملاً، وبفعل مرور الزمن والتطور اندثرت تلك الصناعة الدمشقية للسيف الدمشقي، واقتصر استخدام ذلك السيف كتحفة شرقية متوارثة بين العائلات.

أصبح نصب السيف الدمشقي رمزاً تراثياً متعارف عليه في جميع أنحاء سوريا، حتى بات يصنع رموزاً مصغرة عنه توضع ضمن ديكورات المنازل والبيوت، فقد صمم بأشكال مختلفة بمواد الذهب والفضة والأحجار الكريمة والخشب والألوان.

 

 


معلومات عامة
N-N40

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة