عادات وتقاليد أهل الشام في الزواج

عادات أهل الشام في الزواج

تتميز عادات الزواج عند أهل الشام بعدة مراحل حتى يتم الزفاف ويحصل الزواج، وبالرغم من تطور العلاقات الاجتماعية عبر الزمن، وتغير عادات التعارف بين الأشخاص إلا أن مراحل عقد الزواج في الشام ما تزال قائمة غالباً حتى وقتنا الحاضر.

مرحلة ما قبل الخطوبة

كانت نساء الشام قديماً يقمن بالبحث عن عروس لابنهن الراغب في الزواج، فيدخلن بيوت معارفهن وأقربائهن لرؤية البنات القابلات للزواج، فتقوم أم الشاب بتفحص العروس ومدى جمالها ومدى نشاطها في أعمال المنزل، وذلك لكي تختار أنسب فتاة للزواج من ابنها، ولكن وعبر تطور الزمن بدأت هذه العادة بالاندثار إلا في حالات استثنائية ضمن عائلات متحفظة جداً عند أهل الشام، حيث أصبحت وسائل التعارف بين الشباب والبنات كثيرة، منها التعارف في الجامعة أو خلال أيام الدراسة أو عن طريق الصدفة أو عن طريق الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، فيقوم الثنائي بالتعارف وتدور الأحاديث بينهما ليتفقا على الخطوبة أولاً.

فترة الخطوبة عند أهل الشام

تتميز فترة الخطوبة في الشام باتفاقات عديدة بين الطرفين، طرف أهل العريس وطرف أهل العروس، حيث يقوم والدا العريس أو أحد أقربائه بزيارة رسمية إلى منزل أهل العروس لطلب يد العروس رسمياً لولدهم، فيقدمون طلب الزواج ويشرحون وضع الشاب من طبيعة عمله وعمره وإمكانياته المادية، وأحياناً عن بعض طباعه، وتتكرر هذه الزيارة عدة مرات إلى منزل أهل العروس، وبعدها يقررون بقبول عرض الزواج أو يرفضون.

فإذا لاقى العريس موافقة من والدا العروس وأولياء أمورها، يقرأون سورة الفاتحة وذلك كعادة متوارثة عبر الأجيال دلالة على نية التوفيق بين العروسين، وهنا تقوم العروس بالدخول وتقديم القهوة إلى الزوّار كدلالة على الموافقة، وبعدها يبدأ اهل العريس بمناقشة أمور المهر (المتقدم والمتأخر من مهر المرأة) وفترة الخطوبة وتلبيس الذهب.

فقد توارث أهل الشام عادة تلبيس الذهب منذ القدم، حيث يذهب أهل العروسين معاً إلى محلات الصاغة ليشتروا بعض القطع الذهبية من المجوهرات والحلي حسب مقدرة العريس وإمكانياته المادية، ومن ثم يقوم أهل العروس بدعوة أهل العريس إلى العشاء في منزلهم، كدلالة على تشارك الخبز والملح بين الطرفين على أنهم عائلة واحدة، ويختار الطرفين إمكانية إقامة حفلة خطوبة لإعلان ارتباطهم أما الناس والمجتمع.

تدوم فترة الخطوبة حسب الموعد المحدد من قبل الطرفين، يأتي العريس لوحده إلى منزل أهل عروسته وقد تذهب الفتاة أيضاً بعض الزيارات إلى منزل أهل خطيبها وذلك للتقارب والتعارف على أسلوب الحياة الجديد، إلى أن يتقرر موعد الزفاف بتاريخ معين فيصل الطرفان إلى مرحلة جديدة ألا وهي تحضيرات الزفاف.

مرحلة تحضير الزفاف في الشام

بمجرد أن يتم إعلان موعد الزفاف بين الطرفين، يقوم أهل العريس بدعوة أهل العروس إلى بيت الحياة الزوجية الذي سيجمع العروسين، وذلك لتفحصه ولرؤية ما ينقصه من تحضيرات، فإذا كان المنزل محضراً وجاهزاً تقتصر التحضيرات على شراء المفروشات والأثاث المنزلي وبعض الحاجيات اللازمة التي يختارها الطرفين بأنفسهم، وقد يكون اتفاق الزواج مقرراً السكن ضمن بيت العائلة على حسب الظروف أو على حسب العادات، فيقتصر الأمر على شراء أثاث غرفة النوم فقط وقد بدأت هذه العادة بالتناقص مؤخراً.

وقبل حلول موعد الزفاف يقوم العريس بإعطاء خطيبته بعض المال والذي يسمى (ملبوس البدن) ويعني المصروف المالي الذي تحتاجه العروس لشراء الملابس الجديدة لحياتها الزوجية الجديدة، فتذهب مع أحد أقربائها إلى التسوق لاختيار ما يناسبها.

مرحلة الزفاف والزواج في الشام

تنتشر عادة إقامة حفلات الزفاف المنفصلة بين أهل الشام بشكل كبير، حيث يتم حجز صالة خاصة بالنساء وصالة أخرى خاصة بالرجال، وذلك لتوارث بعض العادات والتقاليد كمجتمع محافظ لا يجوز فيه اختلاط الرجال بالنساء المتبرجات واللاتي تكسوهن الزينة والثياب المكشوفة وذلك لتدارك الفتنة.

أما عن الرجال فغالباً ما يتم حضور العريس إلى الصالة مع عراضة شامية (سيف وترس) ليدخل قبل نهاية الحفل إلى صالة النساء لأخذ عروسته إلى بيت الزوجية وإلباسها الخاتم في يدها اليسرى.

تتميز فترة الزفاف في الشام بالهلاهيل والزلاغيط التي يطلقها النسوة مع بعض الزغاريد احتفالاً بالعروسين، كما يقوم أفراد العراضة الشامية بترديد بعض الأغاني الفلكلورية احتفالاً بالعريس ومباركة له بزواجه.