الثقافة في سوريا وأبرز أوجهها هناك

الثقافة في سوريا

أدى تعاقب الحضارات والثقافات على الأراضي السورية منذ التاريخ إلى تكوين ثقافة سورية مميزة تطورت عبر الزمن بدءاً من اللغات وأنماط البناء والازياء والموسيقى انتهاءاً ب المطبخ السوري والرياضة والمعارض والمتاحف والمسرح والسينما والتلفزيون.

التجمعات الاستعراضية في سوريا

اشتهرت سوريا منذ إيام الاحتلال العثماني لأراضيها بوجود تجمعات استعراضية كونت جزءاً من ثقافتها الحالية، فكان حضور الحكواتي في المقاهي أمراً في غاية المتعة بالنسبة إلى أهاليها قديماً، فيجلسون ويتسامرون الحكايات ليستنتجوا منها القيم والمبادئ المهمة، كما انتشر قديماً ما يسمى الكركوزاتي الذي يقدم عروضاً في مسرح خيال الظل، أما عن العراضة الشامية فتعتبر إحدى التقاليد المتعارف عليها حتى وقتنا الحالي وخاصة بين أهالي العاصمة دمشق الذين يدعون العراضة لرقصة السيف والترس احتفالاً بالمناسبات المختلفة.

النمط التقليدي للبناء في سوريا

تمتاز بعض البيوت في سوريا بنمطها التقليدي الذي حافظ على معالمه حتى وقتنا هذا، فتنتشر البيوت العربية في الكثير من محافظات سوريا، حيث تتميز بفسحة سماوية يتخللها نور الشمس، مع وجود أحواض الزرع في زوايا المكان وتوفر المياه عبر ما يسمى البحرة والنافورة، وبالرغم من الانتشار الكبير للأبنية الحديثة والأبراج والأبنية السكنية ما زالت البيوت العربية تحفظ معالمها جيداً كأيقونة ثقافية للعمارة السورية.

الأزياء واللباس في سوريا

تميزت كل منطقة من مناطق سوريا قديماً بلباس خاص بها كأزياء تقليدية معروفة، فاشتهر أهل الشام من النساء بارتداء المنديل والغطاء الأسود اما الرجال فكانوا يرتدون القمباز والشروال والطربوش، ومع مرور الزمن تبدلت تلك الأزياء في جميع أراضي سوريا، وأصبح أهلها يواكبون الموضة والأزياء الحديثة.

ثقافة الموسيقى في سوريا

تعرف القدود الحلبية بأنها أشهر ما يميز سوريا موسيقياً، وقد ولدت سوريا الكثير من الموسيقيين الذين لاقوا ونالوا نجاحاً باهراً وشهرة واسعة على مستوى الوطن العربي والعالم، ولا يُستغرب الأمر طالما أن أول نوطة موسيقية وجدت في العالم كانت في أوغاريت الواقعة في سوريا القديمة، تتميز الموسيقى السورية بأنها مزيج متكامل من جميع الحضارات التي تعاقبت عليها، وتعتمد على أدوات التخت الشرقي في تشكيلها، ومن أهم الموسيقيين والفنانين السوريين الذين كانوا وما زالوا أحد أهم معالم الموسيقى في سوريا: أبو خليل القباني، صباح فخري، وميادة الحناوي، وجورج وسوف، سهيل عرفة، إياد الريماوي، إلياس كرم، طارق العربي طرقان وغيرهم الكثير، ويعتبر معبد عشتار الواقع في مدينة دير الزور في مملكة ماري الأثرية، من أقدم مشاهد الفرق والآلات الموسيقية والإيقاعية والهوائية عالمياً.

كانت سوريا وما زالت تمثل محطة بارزة في التطور الموسيقي وداعمة أساسية لانتشار ذلك التطور عالمياً.

المطبخ السوري

يتميز المطبخ السوري بالكثير من الأصالة للأكلات التراثية التي توارثتها الأجيال عبر الحضارات، وتشتهر كل محافظة من المحافظات السورية بنوع طعام معين يتميز بلذّته وشهيته حتى بات رمزاً لتلك المحافظات، فيشمل المطبخ الشامي العديد من الأطباق الرئيسية المميزة كالفتة الشامية والأوزي والتبولة والحلويات، أما المطبخ الحلبي يبدع بأكل الكبة بأنواعها والكباب الحلبي المميز، وتشتهر مدن الجزيرة السورية بأكل الثريد والمدن الجنوبية بأكل المناسف الشهير.

كما تنتشر في سوريا بعض المأكولات والمشروبات الرمضانية التي تضفي طابعاً جمالياً على الشهر الفضيل كعادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال، كالحلويات الدمشقية والقطايف والناعم والكعك والتمر هندي وقمر الدين والتوت الشامي.

أقيم عدداً من المتاحف في سوريا من أجل إبراز ذلك التراث الثقافي السوري بغية تعريف الأجيال الجديدة عليه بغية الحفاظ عليه وحمايته، كالمتحف الوطني في دمشق، يُذكر أن دمشق قد اختيرت عاصمة للثقافة العربية في عام 2008.