فخر أبناء الكرك: دولة الدكتور عبد السلام المجالي

1287 0 آخر تحديث: 2021-11-17 15:30:50 تاريخ الإعلان: 2021-11-17 أبلغ عن مرجع ويب: 2169

الموضوع

فخر أبناء الكرك دولة الدكتور عبد السلام عطا الله المجالي، المولود في قرية الياروت ضمن لواء القصر في محافظة الكرك. الدكتور عبد السلام المجالي هو أحد أبناء أكبر عشائر الياروت عشيرة المجالي، وقد صدّرت عشيرة المجالي للمملكة الأردنية أبرز القادة والوزراء إضافة للدكتور عبد السلام مثل أخيه الأكبر معالي رئيس الوزراء السابق عبد الوهاب المجالي ورئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي.

من الياروت في قلب الكرك بدأ الدكتور عبد السلام المجالي قصة كفاحه وعلمه التي خطها قلمه في كتاب سيرته المشرّفة (رحلة العمر..من بيت الشعر إلى سدّة الحكم)، ولم يبخل الدكتور عبد السلام في سيرته بتفاصيل حياته الأولى وطفولته في أحياء الكرك ومدرستها الثانوية (مدرسة الكرك للبنين) التي خرّجت أهم الشخصيات الأردنية الوطنية المؤثرة، وأثناء ذكره لتفاصيل طفولته ذكر لنا كيف أن طفولة جيله وطفولته تحديداً كانت تتسم بالوعي الاجتماعي الأكبر من مستوى الطفولة، فوالده كان يلاعبه طاولة الزهر وهو في السادسة فتعلم الدقة والتفكير والحسابات المنطقية باكراً، وحين أصبح في العاشرة من العمر كان يجالس ضيوف والده ويستمع مصغياً إلى كل تفاصيل الحياة اليومية وقضاياها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتداولة بين أبناء الكرك، فوصل الدكتور عبد السلام إلى الثامنة عشر من عمره مكتمل النضوج الفكري.

يذكر لنا الدكتور عبد السلام بعضاً من قصص أيام دراسته في مدرسة الكرك، مثل أنه فتح مدرسة في منزله عندما كان في الصف السابع ليعلم بها أشقاءه الأصغر وأبناء جيرانه العلوم واللغات التي يتعلمها في المدرسة، فقد تميز الدكتور عبد السلام المجالي منذ أيام طفولته ودراسته بشغفه وتوقه للتعليم ولنشر الثقافة والوعي بين أبناء جيله. وفي قصة أخرى يرويها لنا الدكتور المجالي عن صفه السابع في مدرسة الكرك، أنه في زيارة لمدير المعارف الأردنية للمدرسة الوزير الأسبق لوزارة التربية (أحمد طوقان) سأل الطلاب عن طموحاتهم في المستقبل وكانت إجابة الدكتور المجالي ملفتة كشخصيته المتميزة منذ ذلك الحين: (أريد أن أتعلم الطب، وأعمل في الجيش الأردني، وأصبح معلّماً) وطبعاً تعجب المدير من إجابته فأكد له الدكتور عبد السلام: (نعم أريد أن أصبحهم كلهم). ولم تكن مفارقة أن شغل د.عبد السلام المجالي هذه المناصب كلها وأكثر، وبجدارة وتأثير كبير أبهر الجميع، فشخصية الدكتور عبد السلام المجالي شخصية تعلي من شأن العطاء منذ صغره، وهذه المهن الثلاثة التي تفوق فيها كلها مهن عطاء، أعطى من علمه وعمله في الطب حياة للمرضى، وقدّم وقته وعلمه وفكره الناضج للوطن مع الجيش، كما قدم خلاصة فكره وعلومه وفلسفة حياته كلها للطلاب والجيل الناشئ في التدريس.

وفي حديث لمعالي الدكتور عبد السلام المجالي عنما سئل عن سبب التحاقه بالجيش الأردني بعد أن تخرّج من كلية الطب قال: "لقد تعرضت فعلاً للانتقاد وخاصة من الأقرباء، فراتب الجيش ضعيف مقارنة بالعمل الحر للطبيب، والأطباء الأردنيون كانوا قلائل جداً في تلك الفترة، فترة 1948، وأنا طبيب ناشئ لم أتجاوز الثالثة والعشرين والأحرى بي أن ألتفت لعمل مربح أكثر، لكني فضلت أن أخدم في الجيش، فإن لم أخدم أنا وغيري من سيقدم خدماته للجيش، فالجيش في تلك الفترة أيضاً كان بأشد الحاجة للدعم والنهوض بخدماته الطبية خاصة، وأدركت تماماً ما أنا مقدم عليه، فالجيش حينها كان يضم كتائب من الضباط الأقل تعليماً مني، ومنهم لم يتجاوز أكثر من المرحلة الإعدادية، وحين دخلت بينهم وضعت نصب عيني أن أقدم لهم العلم إضافة للارتقاء بالخدمات الطبية، فكنت خلال فترات الاستراحة أحدثهم وأعلمهم وأحاورهم بالعلم والمعرفة، فواجبي في الجيش لم يكن أن أقدم حبة مسكن لوطني بل واجبي أن أقدم له من علمي وأدبي الذي منحني إياه لبقية أفراده الذين لم يستطيعوا تحصيله، لقد اعتبرته واجباً مقدساً أخذته على عاتقي وحاولت أن أقوم به بأكمل وأفضل صورة، وأرجو أنني حققت مقصدي."  


 


ثقافة
N-h35

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة