المشروع البيئي في منتزه العقبة البحري

في ظل التطور الكبير على كافة القطاعات السياحية والاقتصادية الذي تشهده العقبة كمنطقة بحرية استراتيجية كان الخوف البيئي على خليج العقبة طبيعياً وضرورياَ ودفع الحكومة الأردنية لإجراءات حقيقية تجعل من منطقة الخليج محمية تصون البيئة البحرية الأصلية فيه.
تولى مشروع العمل البيئي الأردني إنشاء منتزه العقبة البحري سنة 1997 بدعم وتمويل من البنك الدولي ومنظمة البيئة العالمية لاهتمامهم ببيئة الحياة المرجانية الفريدة ضمن خليج العقبة.
يهدف مشروع منتزه العقبة البحري أولاً في الحفاظ على البيئة وذلك من خلال تنظيم كافة الخدمات والفعاليات الإنشائية والمجتمعية على شواطئ الخليج ضمن ضوابط وقوانين مبنية على أسس استدامته، وتنظيم كل ما هو صديق لبيئة العقبة البحرية من مواقع غوص أو مرافئ أو مراسي قوارب وسفن، إضافة لحرصه على الاستدامة البيئية في الشواطئ العامة جنوب الخليج وجعلها متاحة للجميع وفق ما يضمن الحد الأدنى من الأثر البشري في تلويث البيئة، وفي ذات الوقت تبقى الملاذ الطبيعي الأكثر جذباً لأهل المنطقة وللزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
المنتزه البحري هو الاسم الذي أعلن على منطقة الشواطئ الجنوبية لمدينة العقبة، وهو يضم أهم تنوعات الشعاب المرجانية وأكبرها في الخليج، يقدر طول المنتزه نحو سبعة كيلومترات تبدأ من ميناء الركاب في شمال الخليج إلى موقع نادي الضباط جنوباً، ويمتد على البرّ نحو خمسين متراً شرقاً، ويمتد داخل البحر نحو ثلاثمئة متراً غرباً.

تحددت مناطق الاستخدامات المتنوعة ضمن منتزه العقبة البحري بما يتوافق مع المشروع البيئي لحماية المنطقة ومن أجل الحد من التدخل البشري غير المدروس على المنطقة أو التنازع على استخدامها. فتقسمت مناطق المنتزه البحري وفق الأنشطة والاستخدامات إلى خمس مناطق رئيسية:

أولاً- المحمية الطبيعية في منتزه العقبة البحري:

 منطقة محظورة من النشاطات والأعمال الإنشائية أو البنائية أو سير المراكب والآليات إلا وفق ضوابط معينة، فهذه المنطقة خصصت لحماية الكائنات البحرية والشعاب المرجانية بحالتها الطبيعية دون أي عوامل لها تأثيرات مباشرة.

ثانياً- منطقة القوارب في منتزه العقبة البحري:

وهي المنطقة المخصصة لسير المراكب والقوارب ضمن حركة آمنة وممرات تؤمن دخولها الشواطئ دون أي تأثير على التضاريس البحرية المحيطة ضمن المنتزه، الغوص والسباحة والصيد والأنشطة البشرية البحرية عموماً ممنوعة في هذه المنطقة وبذلك تدخل القوارب شاطئ الخليج بكل هدوء وبتأثير لا يكاد يذكر.

ثالثاً- منطقة السباحة والترفيه في منتزه العقبة البحري:

خصصت هذه المنطقة للأنشطة البحرية الترفيهية ذات الحركات الخفيفة ضمن الخليج، مثل السباحة والغوص، ولا يسمح للقوارب دخولها إلا القوارب المخصصة للغوص، وكذلك لا يسمح فيها للأنشطة البحرية ذات الحركات الكثيرة والعنيفة مثل الدراجات المائية وركوب الأمواج ولا الصيد.

رابعاً- منطقة السباحة بالقصبة والغوص في منتزه العقبة البحري:

وهي المنطقة الأجمل لعشاق رياضة الغوص لما تضمه هذه المنطقة من أماكن غوص رائعة وآمنة فيها أجمل المناظر الداخلية البحرية تحت الماء، أيضاً هي مسموحة للغوص والسباحة فقط بينما يمنع فيها الأنشطة الأكثر حركة مثل دراجات الماء والقوارب والصيد.

خامساً- منطقة شاطئ منتزه العقبة البحري:

هي برّ هذا المنتزه وشواطئه الساحرة، إدارة المنتزه تمنع أي نشاط إنشائي ضمنه أو فعاليات أو استثمارات أو حتى مركبات وآليات، تم وضع مقاعد ومظلات للجلوس والتنزه فقط ليستمتع به كل الزوار ويبقى مكاناً طبيعياً قدر الإمكان، ولضرورات التنزه البسيطة سمحت إدارة المنتزه البحري في العقبة لبعض أكشاك الطعام ومقاهي الرصيف البحري ومحلات بيع التذكارات ولوازم السباحة فقط بالبيع ضمن منطقة الشاطئ. كما تشدد إدارة المنتزه في تطبيق كافة قوانينها وضوابطها للحفاظ على نظام وبيئة المنتزه ولا تتساهل في فرض العقوبات على المخالفين وتغريمهم.