ماذا يعني ان تصبح اباً في حياة القرن العشرين ؟

في خضم الحياة والتحديات والدراسة والعمل هناك احساس ملح يدق في داخلك انه الزواج تكوين اسرة انجاب الاولاد رؤيتهم وهم يولدون صرختهم الاولى اول الكلمات اول المشي حاجاتهم الى الحب والطعام يا ترى اي احساس ينتاب الاب عندما يرزق بأول مولود ماذا اسميه وكأن شيئا ما تغير في نفسه في مشاعره في وجدانه لقد اصبح اليوم اكثر رقة واكثر حنانا وبات يفزع لأدق تفصيل يصيب ابنه او ابنته هل رق الاب مع كل قوته بمواجهة تحديات الحياة لذلك الكائن الصغير الذي اتى من صلبه قطعة منه اي معجزة تلك اي سعادة غامرة تلك التي تملؤ البيت رغم الام الولادة ومخاوفها وتعبها ولكن اليس في المقابل هناك اباء لا يشعرون بكل تلك الاحاسيس اما لضيق ذات اليد ام  لانهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وفرحهم ام انهم لا يمتلكون ثقافة التعامل مع مولود جديد ام انهم لم يتلقوا الحنان او الرعاية في بيئتهم ولديهم جفاف عاطفي لا يسمح لهم بإعطاء الرعاية والاهتمام المناسب لأطفالهم ام انها قسوة ظروف الحياة احيانا وهنا نسال الا يجب ان يكون هناك دورات يخضع لها الرجال من الذين ينتظرون مولودا جديدا لتوعيتهم ونصحهم ماذا يجب عليهم فعله وما هي الطرق المناسبة للتعامل مع هذا الوضع الجديد وعدم ترك الاباء وحدهم في هذه التجربة والتي احيانا تسبب لهم مشاكل ومتاعب واخطاء ايضا بتربية الاولاد والتعامل معهم قد تكلفهم وتكلف اولادهم الكثير.

اليوم ومع ما بات يعرف بتعقد الحياة العصرية ومتطلباتها التي لا تكاد تنتهي ومع ان العالم بات قرية صغيرة فقد انتجت هذه الحياة العصرية بما صار يعرف بتدني الرضا عن الذات وعن الحياة نتيجة ما بحصل عليه بعض الناس ولا يستطيع الحصول عليه البعض الاخر فيكفي اليوم ان تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وترى ما يفعله الناس من نشاطات خاصة بهم حتى ينخفض لديك الرضا عن حياتك وهذا ما ينعكس سلبا على الاسرة التي تجد نفسها ورغم الجهد الكبير الذي تبذله من اجل العيش بكرامة نسبيا فأنها لا تحقق النتائج المرجوة من حياتها
 فتصاب هذه العائلة بالإحباط وتشيع في هذه الاسرة ما يسمى بالعنف وتأنيب الذات
 ومن هنا لا يجب عينا ان نقف وندافع عن اسرنا والتي باتت مهددة بكثير من الامراض التي تهددها وان نحميها ويكون هناك ضوابط وقوانين تحمي اسرنا من ضغوطات العصر وعثراته والتي غالبا ما يدفع ثمنها الاولاد.