المسرح تداعيات و اسباب تبقيه متاح و ضروري

على شواطئ الفن منذ الظهور الأول لإنسان الكهف ارخ الانسان القديم لحياته واحلامه وافكاره ورحلات صيده وحياته عن طريق الفن مما ساعده على فهم ذاته ومحيطه وبيئته وتتطلعاته ورويدا رويدا اصبح الفن ملازما للإنسان في حله وترحاله ليتطور هذا الفن من رسم ونحت ورقص الى الحكاية التي ما ان دخلت كل بيت بمسمى  الفن .

حتى اخذ الفن يصبح اقرب للإنسان بوجود الحكاية صار بالإمكان الاضافة من المخيلة وهذا ما مهد الطريق لأساطير الشعوب والتي ارخت فيما بعد لهذه الشعوب وكيفية رؤيتها لذاتها والعالم والاشخاص والاحداث والاقدار ومع التراكم الفني المعرفي للشعوب لتشكل ما يعرف اليوم باسم المسرح .

و نضج المسرح وكان له عناصره من مؤلف وممثل ومخرج وجمهور في الحضارة اليونانية فظهر هناك اسخيلوس وسوفوكلس وغيرهم وبعد مشوار طويل للحضارة الانسانية بشكلها المعماري والفلسفي والاسطوري والفني بشكله الخاص والذي بدوره شكل تاريخ الشعوب وحفظ ثقافتها وموروثها.

لقد رأى كثيرون ان الظاهرة المسرحية التي اكتملت في العصر اليوناني لم تكن لولا التراكم الحضاري لكل شعوب المنطقة وكان الفيلسوف اليوناني ارسطو والذي وضع كتاب فن الشعر والذي تكلم فيه عن وحدة الزمان والمكان والحدث في المسرح والذي لا يزال الى يومنا هذا صالحا

النظرية المسرحية تتطور مع تتطور النظريات الفنية وتتطور الرؤية النقدية والاخراجية والقدرة الكبيرة على تحليل النصوص وفهمها وتقديم الافضل, حيث  لايزال الفن صديقا مخلصا للإنسان و يطرح من خلاله علاقته بالذات والحياة وصراعاته الوجودية ورسالته وتناقضاته واماله وتتطلعاته وشكل العلاقات الانسانية لكل عصر من العصور وتأثير العالم عليه وما يؤثر هو بالعالم واليوم هل نتخيل حياتنا المعاصرة دون فن دون دراما

وهل يا ترى نحن نفهم جوهر حياتنا من خلال المحاكاة التي يظهرها الفن؟

و يؤكد المسرح على فكرتين ,ربما كانتا الفكرتين الأساسيتين لبقائه في عصر المسلسلات و الافلام , فأن تفاعل الجمهور الذي يخلقه المسرح و حضوره المباشر للعرض و إيهامه بأن الشخصية الممثلة هي حقيقة امامه و تشعر كما يشعر بها هو و ليس في برج عاجي تؤدي مشهدها عبر كاميرا , و الفكرة الثانية هي فكرة التطهير التي تعمل على محاكاة النفس البشرية بشكل مباشر .