مسيرة الفن الثلاثي في الكويت قديما

على الرغم من أن المجتمع الكويتي يعد من المجتمعات المحافظة ,لكن لابد لنا أن نذكر تاريخا من جميع جوانبه . فالفن في حياة جيل الأمس والزمن الجميل كان لديه قصصه وحكاياته, من عشق الغناء وكانت تبث هذه الأغاني في تلفزيون الكويت قديما ,لكن بسبب إغلاقه باكرا كانوا الشباب ينتقلون للإذاعة . وكان لإذاعة الكويت قديما مساهمة في تأصيل الفن الغنائي وذلك عندما خصص ساعة لأغاني نجوم الفن العربي مثل ( أم كلثوم, فريد الأطرش, فيروز , )وكان الشباب يحرص على سماعها كل حسب ما يهوى ويرغب .

أبحرت الموسيقى في الكويت قديما وتحديدا عام 1927 ما يعنون بالمرحلة الثانية من تطورها والتي استمرت حتى عام 1955 بتطور كبير . حيث برزت في هذه المرحلة الأسطوانات وذهب بعض الفنانين الى الخارج هذا ما اكسبهم خبرة من خلال اندماجهم و تعرفهم على فنون البلدان الأخرى .

والجدير بالذكر فقد برز في هذه المرحلة أسماء في عالم الغناء منهم (عبدالله الفضالة , محمود الكويتي, داوود وصالح الكويتي).

يشكل فن الصوت العلامة الفارقة للموسيقى في الكويت قديما , حيث كانت الموسيقى عبارة عن غناء تراثي يرافقه من الآلات الموسيقية العود والمرواس والتصفيق لزيادة الحماس خلال تقديم الاغنية سواء كانت كلماتها بالعامية أو باللغة الفصحى . للتوضيح لابد من أن تحوي الأغنية في نهايتها على موال ويكون حصرا من الشعر العربي الفصيح .

في السياق ذاته كان أهل الكويت قديما يستخدمون أداة الصك والعود بشكل واسع , أما أهل البادية يقومون باستخدام الربابة وهم جالسون في بيوت الشعر ويدندنون أغانيهم التراثية التي ينبع منها عبق الماضي ويسردون من خلالها معاناتهم الحياتية وعذابهم في الحب أيضا .

بالتأكيد كانت العراضات أيضا تقام في الكويت قديما ومازالت حتى يومنا هذا .

صحيح أن الكويت قديما كانت تعتمد على الصيد في البحر صيفا واستخراج اللؤلؤ شتاء , لكن هناك متسع من الوقت لديهم وخاصة الصيادون حتى يقيموا بضع تمثيليات , ونتيجة ذلك قدمت أول تمثيلية في المدرسة الأحمدية عام 1924 بمناسبة افتتاحها , أما بعام 1938 فقدموا تمثيلية هزلية تحت عنوان ( الدختر الأمريكاني ) .

أما بالنسبة للمسرحية الجادة فقدمت لأول مرة عام 1938 وتعتبر هي بداية المسرحيات في الكويت قديما وكانت تسمى ( إسلام عمر).

للتوضيح لم يكن للعنصر النسائي موجودا في التمثيل المسرحي كان الرجال هم فقط من يؤدون المسرحيات وكان تقديمها حصرا باللغة العربية الفصحى , ومن أبرز الأسماء التي تركت أثر في هذا النوع ( زكي طليحات ).

من ناحية أخرى كان للسينما أيضا وجود في الكويت قديما رغم تأخرها في الظهور مقارنة بباقي الفنون , حيث بدأت السينما في الكويت قديما مع افتتاح أول دار للعرض السينمائي في 18 نوفمبر عام 1955 وتسمى (دار الشرقية ).

الأهم من ذلك كله أن السينما في الكويت قديما كانت تعتمد على استيراد أفلامهم من دول أجنبية , ولأنها متحفظة كانت تحذف المقاطع الحساسة وفي حال كان الفيلم مليء بالمقاطع الفاحشة فكانوا يقرروا بإلغائه كليا .

أول فيلم روائي انتجته الكويت كان عام 1972 اسمه ( بس يا بحر ) يتحدث عن حياة الكويت قديما قبل اكتشاف النفط وعن مهنة صيد السمك والغوص .

في الختام يتواجد الغناء  والمسرح وتبهج الموسيقى الأنفس رغم التهكم من قبل البعض في الكويت قديما, فهي جزئية مهمة من حياة الناس  في الكويت قديما.