آلة السمسمية تعزف وجدان العقبة

528 0 Updated: 25/11/2021 14:34:27 Listed: 25/11/2021 Report WEB ID: 2317

Topic


ارتبط التراث الغنائي والموسيقي في العقبة بآلة السمسمية منذ نشأته وظهور سماته الفريدة الأولى التي أبدع فيها أهل العقبة في أفراحهم ومناسباتهم وأمسياتهم ونزهاتهم، وكانت رفيقة رحلات الصيادين على المراكب البحرية، فصدحت أوتارها بتفاصيل حياتهم اليومية وعبّرت بصوتها الشجي والعميق عن خلجات مشاعرهم من فرح ومن حزن أو تعب.

تاريخ آلة السمسمية في العقبة:

السمسمية آلة وترية، تُشد أوتارها السبعة الرفيعة على هيكل خشبي، أصلها التاريخي يعود إلى منطقة السويس في مصر، وطبعاً قدومها إلى العقبة منذ القدم بسبب العلاقات البحرية المباشرة في خليج العقبة مع سواحل مصر، ويحدد علماء تاريخ الموسيقى أن أصلها المصري يرجع إلى كونها آلة الكنارة الفرعونية، وهي تماثل آلة الهارب الحديثة إلى حد كبير، لكنها بحجم أصغر.
تسلسل قدوم آلة السمسمية إلى خليج العقبة جاء بعد أن أحضرها النوبيين المصريين من أهل الصعيد إلى قناة السويس حين عملوا في حفر القناة، ويذكر أنها انتقلت أيضاً في كافة أنحاء مصر من خلال السويس، فانتشرت في الإسماعيلية ثم في بور سعيد في ذات الوقت الذي انتشرت به في سواحل العقبة.
وفي رواية أخرى لقدوم السمسمية إلى العقبة يذكر أنها قدمت مع الحجازيين من الجزيرة العربية، إذ كانوا يستخدمون آلة مشابهة تدعى (قيثارة السامري)، وتقول هذه المصادر أنها استهوت أهل العقبة فأخذوها من أهل الحجاز، وكلا الروايتين منطقيتين للتشابه ولأن التفاعل البشري على خليج العقبة كان من كلا الاتجاهين المصري والسعودي.
أول من صنع ونذكر هنا أيضاً أن أول من صنع آلة السمسمية من أهل العقبة هو (طلب صالح)، ونشرها لتصبح الآلة الأساسية في موسيقى بحّارة الخليج.


أجزاء آلة السمسمية:

- مسند السمسمية وهو جزؤها الذي يضعه العازف على فخذه.
- وجه السمسمية.
- قاعدة مفاتيح السمسمية.
- محمل السمسمية.
- السناد وهو ذراعا السمسمية أو يسمى بمدادها أيضاً.
- مربط أوتار السمسمية.
- أوتار السمسمية أو أسلاكها.
- مجمع أوتارها.
- الرقمة وهي شباك مخرج الأصوات في الآلة.
- صحن السمسمية وهو صندوق المصوت.
- غلفة السمسمية وهي وجهها الخلفي.
- حصان السمسمية أو فرسها.


ضبط أوتار السمسمية والعزف عليها:

تضبط أوتارها وفق تتابع الدرجات الموسيقية التي يراد عزفها، وفي الغالب تبدأ من الصوت الأكثر غلظاً للوتر الأعلى نزولاً إلى الصوت الأكثر رفعاً وحدّة في الوتر السفلي.
وتعزف على أوتار السمسمية عدة مقامات موسيقية شائعة مثل النهاوند، العجمي، البياتي، الحجازي، الكرد، الراست، ومقام هزام. وأثناء عزف أحد المقامات على الآلة لا يمكن للعازف الانتقال مباشرة إلى مقام آخر دون إعادة ضبط الأوتار.
وحين يبدأ العازف على السمسمية يقوم أولاً بضرب جميع أوتارها بالمضراب، ثم يعتمد رفع إصبع من اليد اليسرى عن الوتر الذي يريده أن يخرج الصوت، بينما أصابعه الأخرى تمنع بقية الأوتار عن الاهتزاز. ويتميز العزف على السمسمية بأنه يمنح العازف حرية التشكيلات الإيقاعية الخاصة مع اللحن الأصلي، مما ميّز لون هذه الآلة عن بقية الآلات الوترية الأخرى.

                                          *    *    *     *    *

شكلت هذه الآلة وجوداً حيّاً ونابضاً في تراث العقبة الممتد حتى الآن، فهي عنصر موسيقي ثابت في الغناء الشعبي العقباوي، ومنذ أن صنعها العازف الأول لها في العقبة (طلب الصلح) مازالت تصنع بأيدي عازفيها العقباويين، ويتفننون في أذواقهم ومهارتهم في أنواع المواد وتشكيل هيكلها، ولم يتغير في شكلها الحديث أياً من أجزائها الأساسية أبداً.
ستبقى ألحان السمسمية جزءاً من فلكلور العقبة إلى أمد طويل، فهي الآلة التي وجدوا فيها ما يعبّر عن حياتهم البحرية بأعذب الألحان.
وفي ختام المقال اخترنا لكم من مقام البيات كلمات إحدى أغاني العقبة التي تعزف بكل جمال على آلة السمسمية:
يا العقبة يا عروس البحر ... يا مكللة باكليل أخضر         
يا مزوّقة بنخيل وزهر   ... لعريسك البحر الأحمر.
 


Musical-Instruments
N-h71

Contact Details

Like & Unlike:
Your Rate:

Comments

Similar Discussions