السلط تراث حي تحرسه المدينة الذهبية

موقع مدينة السلط

وسط محافظة البلقاء الأردنية العريقة تقع مدينة السلط، تحمل بين جوانبها بصمات تاريخية قديمة قدم التاريخ، اُكتشف منها الكثير ومازالت تخبئ الأكثر من أسرارها.
على سفوح جبال البلقاء وعلى ارتفاع يقارب الـ900 متر فوق سطح البحر تقع مدينة السلط ، على طريق رئيسي قديم يصل مدينة عمان عاصمة الأردن بالقدس، علماً أن مدينة السلط تبعد عن عمان حوالي الثلاثين كيلو متر فقط. ويُذكر أن مدينة السلط كانت العاصمة الأولى للأردن، وهي في الحاضر إحدى أهم مدنها وتحتل الترتيب الرابع لأكثر عدد سكان في مدن المملكة، إذ يقارب عدد سكانها المئة والخمسين ألف نسمة.

أصل التسمية والوسم

اختلفت بعض المصادر عن أصل كلمة السلط، فبعض الكتب التاريخية تقول بأنها اُشتقت من كلمة سالتوس اللاتينية نسبة لاسم القائد اليوناني الذي دخلها في عهد الإسكندر المقدوني، ومصادر أخرى تنسب اسم السلط للغة السريانية إذ تعني (سلطا) السريانية حجر الصوان، ومصادر أخرى تقول بأن معنى الاسم هو الغابات المشجرة الكثيفة، ومنهم من نسب الاسم لكلمة سلطانة العربية التي تُطلق على نوع لذيذ من الزبيب. ومهما تعددت أنساب الاسم فكل نسب يُستدل به على وسوم التصقت بهذه المدينة العريقة، فقد لُقبت بمدينة العنب والتين، فهي ذات مياه عذبة وتربة خصبة تترع بمحاصيل الفاكهة والخضراوات الريانة، ويشتهر فيها وادي شعيب الغني بالمساحات الزراعية وخيراته الوفيرة من الزيتون والعنب والأشجار المثمرة الأخرى.
إضافة لأن مدينة السلط تتفرد بتضاريس جبلية تتنوع فيها أنواع الأحجار ومنها الحجر الأصفر الذي طبع بناءها العمراني فلقّبت أيضاً بالمدينة الذهبية.

آثار السلط

أُدرجت مدينة السلط الأردنية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي وذلك استحقاقاً نالته المدينة بتاريخها الإنساني القديم، وحرصاً من حكومة المملكة على الحفاظ على التراث الإنساني العظيم الباقي فيها، ورغم تاريخ السلط المحيّر إلا أن فيها آثاراً باقية من القرن الثالث الميلادي، وسنستعرض هنا أبرز المواقع الأثرية وفق التقرير الموثق في وزارة الداخلية للملكة الأردنية:


1- قلعة السلط:
وهي المعلم الأثري الأقدم الذي مازال صامداً، بنيت في 1220، وتقع على مرتفع في خندق السلط.

2- مباني السلط التراثية:
تضم مبانٍ طينية محمولة بجذوع الشجر إضافة لدخول الحجر الغشيم في بنائها، وهذه المباني تعود إلى فترة ما قبل عام 1860، كما تضم المباني التي توثقَ تاريخها بعد 1866 التي اتخذت الطابع العمراني المدني المشابه لمباني القدس ونابلس حيث دخلت الحجارة الصفراء والزخرفة والنحت والقباب وتعددت الطوابق. ومباني المرحلة التالية ترجع لما بعد 1890 إذ ظهرت التأثيرات الأوروبية في البناء من قرميد وفولاذ وشرفات.
كانت مدينة السلط تضم أكثر من 2000 مبنى تراثي، لم يبق منها سوى ما يقارب 900 نتيجة للهزة الأرضية التي أثرت على منطقة السلط 1927.

3- المتحف الإنجليزي:
بني ليكون مستوصفاً طبياً 1883، ثم تم تجهيزه ليكون مستشفى كاملة عام 1904، وهو يستضيف الآن أكاديمية لتأهيل معلمين اختصاصيين في تدريب الصم والبكم.


4- المتحف التاريخي:
بني هذا المتحف عام 1892، واكتمل في 1905، وأقام فيه الأمير عبد الله الأول بن الحسين عام  ليكون مقراً للإمارة آنذاك وعمل على تحويله إلى متحف ودليل للسياح، وضم مركزاً للدراسات والاستعلامات والأبحاث تاريخية.

5- المتحف الأثري:
هو مبنى تراثي يعود إلى قرابة 1905، ويقع في حي السلالم ليضم مجموعة نادرة من القطع الأثرية يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.

6- مدرسة السلط للبنين:
كانت أول مدرسة ثانوية في عهد إمارة الأردن، تأسست منذ عام 1918، وجددها الأمير عبد الله بن الحسين عام 1923 لتأخذ دورها الريادي في المجتمع المستمر حتى الآن.

7- صرح الجندي المجهول:
وهو صرح أقيم إبان الحرب العالمية الأولى 1918، يضم تحته مقبرة للجنود الأتراك الذين قُتلوا في الحرب.