مواصفات بيت شامي قديم: أقسامه وميزاته

بيت شامي أقسامه وميزاته

إن أي حديث عن بيت شامي هو حديث مهم وممتع، نظراً لأن البيوت الشامية القديمة مازالت حتى عصرنا هذا  أيامنا هذه ، ظاهرة مدهشة في علوم العمارة.
وكذلك يعد أي بيت شامي هو كنز حضاري متوارث عبر الأجيال . وعرف بمسميات عديدة عبر الحقب الزمنية المختلفة التي تلت المرحلة التي تم بناء هذه البيوت فيها.
من هذه الأسماء نذكر البيت الدمشقي، بيت شامي، بيت عربي.
مصطلحات كثيرة أطلقت على ما يسمى بيت شامي وهذه المصطلحات جاءت نظراً لأهمية هذه البيوت عبر حقبة زمنية طويلة في كونها تمثل الحضن الدافىء الذي تلتم فيه العائلة .
ولأن كل بيت شامي ليس مجرد منزل فقط، إنما هو عبارة عن نظام متكامل من الأجنحة أو الغرف التي تتكامل أدوارها لتلبية متطلبات السكن وغيرها من الأشياء التي يحتاجها سكان كل بيت شامي.
تتألف المنازل العادية من ما يعرف بمطبخ وهو المكان الذي يتم إعداد الطعام فيه.
وأيضاً الصالون وهو المكان الذي يتم استقبال الضيوف فيه.
وأيضاً غرف النوم وتستخدم للمنامة وأيضاً الحمام والتواليت wc .
قد نجد في المناطق الشعبية أن الصالون يتحول لغرفة جلوس مع مدة عربية أي اسفنجات .
كل بيت شامي هو بيت عادي ولكن ليس اي بيت عادي هو بيت شامي .
يتكون كل بيت شامي من عدة أقسام سنقوم بذكرها بطريقة تجعل القارىء يتخيل هذا المنزل بكل تفاصيله الرائعة والساحرة .
نبدأ بما يسمى الزقاق او مايقال له باللهجة الشامية، الصئاء . وهذه الكلمة باللهجة الشامية وهي ليست خطأ املائي.
وهو باب كل بيت شامي ويوجد عليه حلقة نحاسية، اعتبرت 
كبديل لجرس الباب الكهربائي في المنازل الحديثة .
ننتقل الآن الى ما خلف الزقاق .
يسمى الدهليز، في البيوت العادية نجد مصطلح كاريدور يعبر عن هذا المكان، وهو ممر طوله عدة أمتار أو متر لكنه ضروري الوجود، لأنه يشكل المنطقة التي ستكون حرمة البيت مكشوفة بعدها، وكان أهالي الشام عندما يصلون ودخلون مع ضيوفهم وأثناء وجودهم في هذه المنطقة ينادون بلفظة يالله يالله والقصد أن يتأهب أهل البيت من أجل دخزل الضيوف .
بعد منطقة الدهليز يأتي ما يسمى في كل بيت شامي بأرض الديار أو أرض الدار.
ويطلق غليها البعض اسم صحن الدار، وتتكون من مساحة كبيرة بشطل مربع أو مستطيل، وأحيانا بشكل دائري تماماً .
تتوسط هذه المساحة ما يسمى ببحرة .
والبحرة هي موحودة في جميع البيوت الشامية على اختلاف مساحاتها .
وتحتوي البحرة في منتصفها على نافورةماء، وغالباً ما كان يضع أهالي دمشق في البحرة زهور النارنج، وكذلك الليمون الحامض والبرتقال.
المساحة أو هذه الفسحة مكشوفة للسماء تماماً .
ونلاحظ أن هذه الفسحة ذات أرضية رخامية مرصوفة من الرخام الفخم.
باستثناء بعض الأجزاء التي تأخذ شكل أحواض، تكون هذه الأحواض مزروعة بأشجار كالبرتقال أو الليمون أو النارنج.
إضافة إلى أن كل بيت شامي يحتوي العديد من انواع الأزهار وخاصة الياسمين الدمشقي الذي تسمى دمشق نسبة له ببلد الياسمين.
تتألف باقي أقسام كل بيت شامي من الأقسام التالية 
والتي بدورها تعني أشياء وتفاصيل لا نجدها  في أي بيت آخر عادي.
هذه الأقسام هي عبارة عن الديوانية أو الأيوانية باللهجة الشامية ويقول البعض عنها أن اسمها الليوان .
وهنالك أحد الأقسام التي تدعى المربع وقسم آخر يدعى المندلون .
تعرف باقي الأقسام بأسماء المشرقة أو المشراقة .
وعند الحديث عن أي بيت شامي يجب أن نذكر أن أرض الديار. تحتوي أيضاً على بئر ماء .
وهذا البئر معلق به دلو يستخدم لرفع مياه البئر واستخدامها في احتياجات المنزل .
تعتبر البيوت الشامية ذات أسعار مرتفعة جداً خصوصاً في الوقت الخاضر كونها تشكل إرثاً حضارياً ومعمارياً .
ويعتبر كل بيت شامي هو بيت العيلة الذي تجتمع في العائلة في المناسبات والأعياد.