مخزون الكرك التراثي (المعتقدات الشعبية)

876 0 آخر تحديث: 2021-11-21 14:22:36 تاريخ الإعلان: 2021-11-21 أبلغ عن مرجع ويب: 2235

الموضوع

مخزون الكرك التراثي الشعبي يحوي الكثير من زخم المفردات والمعاني التي اتخذها أهل الكرك القدماء دلالات تصف أدق تفاصيل حياتهم اليومية الاجتماعية والمعيشية، سنستعرض في هذا المقال بعضاً من أشهر المعتقدات الشعبية القديمة في الكرك، التي مازال حتى اليوم الكبار والمشايخ يتداولونها كمسلمات في حياتهم.

أشهر المعتقدات الشعبية عند أهل الكرك:

معتقد شجرة بذان المباركة:
بذان إحدى قرى الكرك في منطقة السيل، تقع على الروابي الغربية التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن مركز مدينة الكرك، وفي قلب بذان شجرة دوم ضخمة معمّرة، يقال أن عمرها تجاوز المئة عام، تشكل بالنسبة للموروث الشعبي الكركي قدسية خاصة ويؤمنون بقدرتها على جلب الخير أو الشر، فيتجهون نحوها بطقوس تقديس ومباركات خاصة، منهم من يعلّق على أغصانها أشرطة قماشية أو خيوطاً ملونة، ومنهم من يشعل عند جذعها سراجاً أو شموعاً، ومنهم من يتقدم بالذبائح تحت فيئها، حتى أنه قديماً كان للشجرة سادنة توكل إليها خدمة الشجرة المباركة.

معتقد الوليّ الصالح علي بن عليم:
يؤمن الكثير من أهل الكرك القدماء بشخصية وليّ باسم (علي بن عليم)، ويعتقدون بوجود ضريح له في منطقة الوادي ضمن الكرك، بعضهم يعتقدون بأنه من الأولياء الصالحين وآخرون يعتقدون بأنه صحابيّ جليل، وفي كلا الحالتين يقدمون طقوس تقديسهم له في وادي الكرك من خلال الذبائح، وضمن طقس معين يكون بتقديم ذبيحة السماط التي تكون عادة ذبح أول خروف من موسم الأغنام، ويحرصون على اتباع تقليد ألا يأكلوا أياً من منتجات موسمهم من اللحم أو السمن أو الألبان إلا بعد ذبح السميط للمباركة والحلال، وأكثر من يؤمن بهذا المعتقد من أهل الكرك هم أهل (الشراقا).

معتقد شجرة البطيمة المباركة:
وهي من الأشجار المعمّرة القديمة أيضاً في وادي البطيمة شرق مدينة الكرك، يعتقد أهالي الكرك القدماء بمباركتها وقدسيتها، وأيضاً لا يتوانون عن ممارسة طقوس الرجاء والأماني عندها، فيعلقون قطع القماش الملون على أغصانها، ويوقدون البخور مع الدعوات بالخير والتوفيق لأعمالهم، وخاصة عند السفر فقد جرت العادة أن يربط المسافرون من أهل الكرك عليها قطعة قماش على نيّة التوفيق وتيسير السفر.

معتقد الوليّ الصالح عبد السيّد:
وهو معتقد بوجود الوليّ الصالح عبد السيّد ضمن أحد الأضرحة الواقعة في بلدة راكين غرباً مواجه وادي الكرك، ويقوم بطقوس مباركته أهل (الغرابا) من الكرك.

معتقد شجرة الخلّة:
وهي شجرة بطم معمرّة قديمة جداً، تقع قرب قرية فقوع الكركية، لكن أهل الكرك يعتقدون بقدرتها على الأذى فلا يمارسون طقوس مباركات ودعوات قربها بل العكس، يتجنبونها تماماً لاعتقادهم بأن كل من يأخذ منها غصناً أو ورقة سيصيبه الأذى.

معتقد عيدان المشاعل المباركة:
وهي معتقد شعبي لأهل قرية فقوع الكركية، حيث أن المشاعل عبارة عن سبعة عيدان تؤخذ من شجرة الصفير أو من نبات اللبان يضعونها في عملية تجميع القشدة أو الزبدة أو السمن من الحليب، ويقوم الطقس الخاص بها أيضاً على وضعها في الطبق المقدّم لمباركة الضيوف المكون من الخبز المقفر بالسمن وإشعال العيدان وسطه، ويؤمنون بقدرة هذه العيدان على الاحتراق وسط طبق الطعام دون رماد فيحرصون على انهاء الطبق للتبارك منها.

معتقد اللجم:
وهو معتقد خاص بالرعاة والمزارعين، فإن ضاعت إحدى غنامهم أو شعروا بأن أحد اللصوص يترصد قطيعهم يقومون بغمد سلاح (سيف أو خنجر) ويتلون آية الكرسي أثناء إدخاله في الغمد، ويبقون السلاح داخل غمده حتى يتم إيجاد الغنم المفقود أو ينتهي الخطر المحدق بهم.

معتقد سيرة الفدّان:
وهو معتقد عند مجتمع المزارعين أيضاً في الكرك ويخص أهل فقوع، فسيرة الفدان مرتبطة بموسم الحراثة والزراعة، حيث لا يبدأ الموسم إلا بعد إيعاز من عشيرة (النجادات)، التي تحدد يوم الحراثة وتقوم باستقبال المزارعين ضمنها وتقديم مأدبة إفطار للجميع على نية التوفيق ثم تبدأ عملية الحراثة من فدادين عشيرة النجادات أولاً فإذا تم الأمر بيسر وسهولة تبعتها العشائر الأخرى في حراثة فدادينها، وكان مجتمع مزارعي الكرك يتابعون هذا المعتقد فيبدأون بالحراثة في ذات الوقت بعد أن يخبروا بعضهم بالعبارة الشهيرة المتداولة (سارت عشيرة النجادات) أو (فدانهم سلك).

 


ثقافة
N-h49

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة