Jul 24, 2022

العراق تحتوي على حدائق بابل المعلقة ما هو تاريخها

العراق تحتوي على حدائق بابل المعلقة ما هو تاريخها | حديقة خارجية العراق #3980 - 1  صورة

تمتلك العراق مقومات كثيرة ومتنوعه تميزها عن بقية دول العالم العربي ففيها حضارات عريقة وتاريخ اصيل ومعالم سياحية دينية  يقصد السياح من جميع انحاء العالم حيث تعتبر العراق الارض التي ولد عليها الكثير من الانبياء بالاضافة الى وجود مراقد للأئمة والانبياء ومساجد وجوامع وكنائس على ارض العراق المقدسه.

 كما تحتوي العراق على واحده من اهم المعالم الطبيعية والتي تعتبر من عجائب الدنيا السبع الا وهي الحدائق المعلقة الموجوده في مدينة بابل في العراق وهي بمثابة اسطورة تاريخية.  تحمل حدائق بابل المعلقة اسم اخر الا وهو حدائق السامريين اما قصة هذه الحدائق فهي قصة فريده من نوعها.

حيث ان جذور الملكة زوجة الحاكم نبوخذ نصر الثاني من بلاد فارس وهي بلاد معروفة بتضاريسها وطبيعتها ومعالمها الخلابه حيث تكثر فيها التلال والاشجار والازهار. وبعد ان جاءت الملكة الى بلاد زوجها الحاكم نبوخذ نصر الثاني وجدت سهول يعتريها الجفاف وصحراء قاحلة تخلو من كافة انواع الحياة والتفاصيل الرقيقة فتقدمت الى زوجها نبوخذ نصر وطلبت منه ان يقيم لها حديقة تستعيد بها جزء من طبيعة بلادها الخضراء وكان الامر فعلآ حيث سارع نبوخذ نصر الى اقامة الحدائق المعلقة لتصبح حديث العالم. حققت العراق من خلال حدائق بابل المعلق  تجربة فريده وغنية ومميزه حيث تم تجريب الزراعه بالشكل العمودي كما تم اظهار الابداع الهندسي والابتكار المعماري والقدره الكبيرة على خلق ديكورات استثنائية لتناسب الاعمال الجديده التي يتم اقامتها على ارض العراق. وقد تم توظيف مواد بناء كثيرة وادوات عدة واليات غريبة من اجل انجاح هذا العمل حيث استخدمت اعداد هائله جدآ من جزوع شجرة النخيل والاعمدة الحجرية الفارغة التي تأخذ شكل المكعب والتي تم ملئها بتربة من ارض العراق الخصبة لتنمو بها كافة انواع الازهار والاشجار والنباتات التي تم جلبها من خارج العراق من اجل تزيين الحدائق وبالتالي تساهم هذه الاعمده  في رفع حدائق بابل المعلقة واستخدم ايضآ اللبن  المدعم بمادة الرصاص من اجل تدعيم هيكل الحدائق بشكل صحيح. لم يتم اهمال زينة الحديقة بل تم اختيار اجود انواع الاشجار والازهار ليتم زرعها في الحديقة وفق تنسيق معين يظهر رونق الحدائق وجاذبية الازهار وروعة الديكور. ولأن هذه النباتات بحاجة الى الماء لتحافظ على بريقها تم تصميم نظام يدوي للري بالاعتماد على مياه نهر الفرات الذي يمر من العراق فقد تم العمل على بناء خزان كبير للماء وكذلك صنع عجلتين ملتصقتين مع بعضهما البعض وربط بهما سلسلة علق عليها اواني كثيرة على ان تدار هذه العجلات فيتم دوران السلسلة المعلقه بهما لترتفع الى الحديقة وخلال هذه المرحلة تمتلئ الاواني بالمياة من الخزان وترفع هذه المياه الى الحديقة ويتم تفريغها ثم تعود فارغه الى الخزان لتتكرر هذه العملية حتى يتم الاكتفاء من الماء. عملية الضخ هذه ساهمت بالحفاظ على حياة النباتات الخضراء واعطاء ماء للنوافير لتقوم بوظيفتها الجماليه.

وحسب ما ورد في كتب التاريخ ان مساحه الحدائق المعلقة الموجوده في العراق تعادل ١٤٤٠٠ متر مربع وتم حمايتها بواسطة سور على محيط الحدائق وقد كان طوله ١٧ متر اما سماكته فقد وصلت الى ٦.٧ متر. وترتفع الحدائق المعلقة عن الارض مسافة ٢٤ متر.

كل هذة التفاصيل كانت بمثابة ملحمه تاريخية للعراق فانجاز هذه الحدائق قد خلق فسحة من الحياة والخضار على ارض جرداء قاسية بالاضافة الى انها اكدت على وجود الكثير من العقول النيرة والمبدعه السباقة دومآ الى التطور والتميز والعمل لاعلاء اسم العراق الى مكانة مرموقة.