أهمية المحميات الطبيعية في العالم

بدايةً سنتحدث عن النظام البيئي ونعتبرهُ مدخلاً لعنواننا الأساسي ألا وهو أهمية المحميات الطبيعية
سطح الأرض مليء بالمخلوقات المختلفة من حيوانات و نباتات و أحياء دقيقة ، كلاً من هذه الكائنات تمتلك وظيفة محددة للحفاظ على التوازن البيئي في الطبيعة لكن النظام البيئي رغمَ هذا التنسيق الطبيعي قد يتعرض للخلل في إحدى مكوناته وينتج عن ذلك العديد من المشكلات التي تهدد حياة الانسان و بقاءه
لكن ماهي هذه المشكلات التي قد تسبب هذا الخلل في التوازن ؟
قد يحدث هذا الاختلال إما بفعل عوامل الطبيعة أو عوامل أخرى بشرية ، فانقراض الأنواع النباتية والحيوانية تعتبر من أخطر هذه المشكلات وفي هذه الحالة الخلل لا يحدث فقط على صعيد التوازن البيئي إنما أيضاً على مستويات التغذية المهمة التي تستطيع الاعتماد عليها
فكيف يمكن حل هذه المشكلة ؟
وإن كانَ هذا الحل هو المحميات الطبيعية فما هو مفهوم المحمية الطبيعية ؟ وماهو السبب الذي دفعنا لإيجادها ؟
المحمية الطبيعية هي رقعة جغرافية معينة من الأرض هدفها يأتي من تسميتها ألا وهو حماية المناطق الطبيعية والمَواطِن والحياة البرية والمائية بالحفاظ عليها من خطر الانقراض وذلك بتأمين كل الظروف المناسبة لضمان عيش هذه الأنواع وتكاثرها ، وهذه الظروف تساعدهم على حماية النسل الناتج أو الجيل الجديد واقتناء مجموعة من الجينات التي يمكن الإستفادة منها واستخدامها مستقبلاً في عمليات التهجين أو التحسين الوراثي في مجال الزراعة بغرض الحصول على مصادر غذائية مُحسّنة وراثياً وتعطي نتائج أفضل
إضافةً لذلك هي حماية العوالم الطبيعية التي من المحتمل أن تختفي على الأمد الطويل
و الجدير بالذكر هو الحفاظ على التنوع البيولوجي المهم والمفيد للإنسان لأنه يقوم بتقديم الكثير من الخدمات الطبيعية التي تخدُم الإنسان و تعود عليه بنتائج إيجابية ، فالغذاء مصدر أساسي للكائن الحي تعمل هذه الخدمات على توفير موارد غذائية بوجود أصنافاً متنوعة من الغذاء ، و تأمين الموارد العلاجية التي لها دور في الوقاية و الحفاظ على صحة أفضل للإنسان ، وهناك أيضاً الموارد الصناعية التي نحصل عليها من المواد الخام كصناعة الورق مثلاً الذي ينتج من مُعاملة الخشب و مشتقات النفط التي نستفيد منها في العديد من الصناعات كالوقود و الغاز و غيره من المواد الأخرى القابلة للاشتعال
أيضاً يشكل الإختلاف البيولوجي الصحيح دور مهم في ثبات مناخ الأرض و استقراره ليجعل منه مكاناً مناسباً لعيش الكائنات الحية كالإنسان ، كما يساهم التنوع البيولوجي السليم بالمحافظة على الموارد المائية من خلال الحفاظ على استمرارية دورة المياه كما أن هذا التنوع يفيد في زيادة التربة الزراعية وخصوبتها من خلال تسهيل دورة النتروجين
كما أن الإنسان يطمح دائماً للإستفادة من أي مصدر ليحقق غايته ، حيث أنه يبحث في العلم والتطور ليواكب جميع الحضارات حوله وليفهم جيداً الإرث الطبيعي ذلك كله من خلال استفادته من التنوع البيولوجي الذي يتيح له فرصة السفر و السياحة والقيام بالانشطة الترفيهية وهذا كله يندرج تحت قائمة الخدمات الثقافية

وهناك أيضاً خدمات قد تقدمها المحميات الطبيعية التي تعود بنتائج إيجابية على البيئة من أمثلتها : الدعم ؛ دعم النظم البيئية القليلة والتي تأخذ طاقة الشمس كمصدر وحيد للاعتماد عليه هذا يعود لاستخدام الانظمة الزراعية بشكل كبير للمبيدات وأسمدة التربة فهي تحتاج إلى الكثير من الطاقة التي تؤخذ من الموارد الأرضية الباطنية ، فمثلاً بناء التربة و تكوينها وتأمين موارد مناسبة تضمن المحافظة على حياة الأنواع الحية عن طريق تلبية متطلبات معينة كطرائق وضع بذور النباتات والوسائل التي نستخدمها في عملية نثر هذه البذور ، ونستنتج أن هذه المناطق المحمية تقدم خدمات مهمة للأنظمة البيئية التي تحيط بها
فإن الهدف الأسمى للمحميات هي الحفاظ على الأنواع الحية من الانقراض كما تحدثنا في البداية
فماذا كان سيحدث إن لم تكن هذه المحميات موجودة ؟
هل كان سيكون هناك وجود لهذه الكائنات ؟
هل كان ليصبح تنوع حيواني كما هو الحال الآن ؟
أعتقد أن الأجوبة عن هذه الأسئلة لن تكون سهلة
لكن مع ذلك لا خطأ من الافتراض