الآن سيأتيك البعبع و تأثيراته على الطفل

اليوم مع تقدم الابحاث العلمية اثبت العلم وفي اخر ابحاثه ان الخوف ليس من الغريزة, وانه يتم اكتسابه من خلال التربية كل اولادنا في سنواتهم الاولى للنطق والحركة يكونون ممتلئين بالنشاط والحيوية والحياة بكل مشاعرها , والتي لا بجد حرجاً بالتعبير عنها ,حتى انها من اكثر مباهج الحياة وانت ترى الاطفال بكامل فرحهم وعفويتهم وضحكاتهم ودهشتهم يقفزون يلعبون يصرخون يضجون بالحياة ,ورويداً رويداً يبدؤون بالخفوت ,يقل نشاطهم وتهدأ ضحكاتهم ,ويميلون الى ما يشبه الانطواء والصمت ,وتلك النظرات المتوهجة "تخفت", انه الخوف من ضغط الاهل وعقابهم ,انه الخوف بدا يتسلل الى النفس ,وكل ذلك بحجة التربية "أجلس" "اسكت" " الآن سيأتيك البعبع " "اذهب واجلس في الغرفة لوحدك" , كلها شكل من اشكال العقاب المباشر او لا مباشر, واثبتت الدراسات النفسية ان هذا الخوف الذي غرس في نفس الطفل يرافقه عندما يكبر ,وهو صديق غير مريح فإما ان يسبب له الانكفاء او انه يقوم بأفعال غريبة تحت مسمى الشجاعة ليثبت لنفسه انه ليس خائف مما ينعكس سلبا على الانسان وشخصيته وحياته وانتاجيته, وعلى طريقة حياته, اما كان من باب اولى تشجيع اولادنا واستيعابهم وحتى اللعب معهم حتى نزرع فيهم القيم والامن والاخلاق ,فهذا هو الفيلسوف الالماني "إيمانويل كانت "والذي غير بفلسفته الاخلاقية العالم يقول: "لقد كان لأمي والقيم الاخلاقية التي  زرعتها في الاثر الكبير في نفسي وفي كتاباتي" , اما آن لنا ان نرمي البعبع خارج حياتنا ؟ونعيش  ونحيا مع انفسنا واولادنا ثقافة القيم والتشجيع.

واليوم السنا في امس الحاجة لإيقاظ الطفل الذي بداخلنا ذلك الطفل الذي يفرح من اجل الفرح لا لأجل الاشياء المادية وانتظار المقابل الطفل الذي يضحك لأنه يحب الضحك ,الطفل الذي يحب الحياة ويرضى بأبسط الاشياء تلك النظرة في عيني الطفل الذي كناه نظرة ملؤها الحب والحياة والامل والفرح والسرور والحركة ,

اما ان لنا ان نرمي الاثقال التي وضعتها علينا الحياة بحجج واهية عن التربية لتحولنا الى اناس مثقلين بالهموم والحزن والكآبة بحجة التربية والنضج فلنقذ الطفل الذي بداخلنا الذي لا يعرف الكراهية والذي يعرف كيف يعيش ويحيا ويلعب ويبتسم من المسؤول اليوم عن عبوسنا ومن افهمنا ان النضج يعني العبوس فلنعد الاعتبار لحياتنا من خلال جمال الطفل في داخلنا