اللغة العربية بين احيائها و انندثارها ؟

إن اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب بل هي وعاء الفكر و العاطفة , و كثيراً ما نلحظ مهرجانات احياء اللغة العربية الفصحى و كأنها لغة مندثرة بين كل اللهجات العامية و المحكية و خلط الجمل بمصطلحات انجليزية او فرنسية , و نستعيد باللغة العربية الفصحى  التاريخ ,فاللغة تحي أمم و تميتها و تقيم حضارات و تهدمها و تشكل الجغرافيا البشرية و لابد ان اللغة العربية هي المشترك الذي يجمع وطناً من الخليج الى المحيط و من غسان الى عدنان , و لكن متطلبات عصر العولمة تفرض معطياتها ,فهل علينا ان ندعم لغة حاضرنا ام نعود الى لغة تاريخنا ؟

و لازالت اللغة العربية لغة حية و قادرة على استيعاب لغة العصر و منتجاته العلمية , دون ان تفقد اللغة العربية هويتها , لان اللغة العربية اساساً هي وعاء حضاري لعدة لغات ,تشكلت في الوطن العربي و منها الآشورية و البابلية و الكنعانية و السريانية و الكلدانية و غيرها , و هذا يفضي على ان اللغة العربية ذات جذور متأصلة و متنوعة مع عدد من الحضارات قائمة على التنوع , و تتميز بعدد احرفها الثمان و عشرون و ثراء مفرداتها التي قلما نجد لها مشابه و تحتوي على الكثير من المرادفات و المعاني و الكلمات و القدرة على الموازنة بين كلماتها .

فاللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي تحمل كلمة حب اكثر من عشرة معاني ,مثال الغرام و الهيام و العشق و المتيم و الولهان و غيرها , و  قد كتب باللغة العربية اعظم الكتب و المخطوطات  منها الملاحم المسرحية و القصائد الشعرية.

و يضاف لعدد الاحرف العربية , التشكيل و الذي يميز كلمة عن الثانية بالرغم من كتابتها بنفس الشكل , و من انواع التشكيل الكسرة و الفتحة و الضمة و السكون , و هذا ما يدلنا على ان اللغة العربية بحر واسع من الكلمات و المفردات التي تعطي معاني مختلفة و جمل منوعة و كلها تصب بقدرة الإنسان على التعبير.