قصة أمجاد شعار الكويت الوطني ورحلته الطويلة

مر شعار الكويت بثلاث محطات حتى أتم رحلته واستقر على شعاره الحالي , حيث شهدت دولة الكويت خلافات سياسية عديدة أولها الاحتلال البريطاني في النصف الأول من القرن الماضي , وكان لهذه الفترة شعارها الخاص .

أول شعار كان عبارة عن علمين متقاطعين , وضعه الشيخ أحمد الجابر الصباح في عام 1921 ثم تغير عام 1940 ليصبح علمين مثلثين متقاطعين وفوقهما صقر .

لكن وقبل استقلال الكويت تم وضع شعار الكويت الثالث عام 1956 في عهد الشيخ عبدالله السالم , وهو لون أزرق سماوي فوقه أمواج البحر وتحوي سفينة بنية اللون بلونها الطبيعي وفي الوسط صقر يرفرف عاليا وخلفه علمين لدولة الكويت متقاطعين .

وفي نفس السياق وبعد حصول دولة الكويت على استقلالها عام 1961 تم تغيير علم دولة الكويت مما اضطر الأمر إلى تغيير الشعار أيضا , ليصبح صقرا فاردا جناحيه ويحتضن سفينة مستقرة في قعر البحر تخليدا لماضي الكويت البحري القديم .

وبعد كل هذا التغيير تم اعتماد شعار الكويت وخلدته الدولة الكويتية وزينت عملاتها النقدية من فئة عشرة دنانير بشعارها الجديد , فقد كان هذا رمزا لسطوتها البحرية ودليلا على مهارة صناعها وجسارة بحارتها , ونجاح تجارتها وتعاضد أهلها .

الأهم من ذلك أن شعار الكويت يتكون من أجزاء عدة ترمز إلى حضارة وتراث دولة الكويت وماضيها العريق وهذه الأجزاء تتألف من :

أولها سفينة كويتية ترمز إلى تاريخ الكويت في صيد واستخراج اللؤلؤ.

ثانيا : الصقر وهو طائر تتميز به دول الخليج العربي وهو أحد رموز الحضارة الكويتية أيضا .

ثالثا : رمز الوطن ألا وهو العلم الكويتي ذو الألوان الرباعية ( الأحمر , الأخضر بالإضافة للأبيض والأسود)

شعار الكويت حكاية ملحمية شعرية من طراز فريد يمتزج فيه التراثي بالحضاري و القديم بالجديد , ليعلن شعار الكويت لغة شعرية جميلة في صورة محكمة النسج و الإحكام , بقدرة فذة على التصوير و عكس صورة الكويت بلداً رحيب و مبدع و ما يكشف عن تجليات شعار الكويت الألوان الممتدة و المتقلصة في رغبة دائمة بالتحرر و الانطلاق نحو الأفضل , و استشراف أفق من الحرية و القوة و اليقين .

إذاً فيأن شعار الكويت متألق بكل وضوحه و عمقه , واضح الهدف و عميق التفاصيل ,شعار الكويت يستنهض العزائم و يعزز روح الانتماء و يعلي شأن الوطنية بامتلاء المعاني و تكثيفها و اختصارها في مكان و احد و صورة واحدة و كلمة واحدة يجسدها شعار الكويت.

يتواجد شعار الكويت و خلفه تقاليد الشعب الكويتي و أرثه و حضارته متخذا ماضيه قدوة عطرة للوصول للمظهر الجمالي و التشكيلي يقدم شعار الكويت كخلاصة للتجارب و نموذج و نهج لاتباع الابناء ما وصل اليه الاجداد من حب لهذه الأرض ,ينتقل شعار الكويت من الاباء الى الابناء كتقليد حضاري جميل و إرث إنساني مرتبط بالهوية الوطنية و يبهج الذات و يحترم أنفاس المواطنين.

ينتشر شعار الكويت و يتداول بثبات و استمرارية لكثافته و أصالته حيث الغوص لأعماق البحار و التحليق الى أعالي السماء و تداولات الحياة العملية في رحاب دولة الكويت من خلال شعار الكويت .

وأخيرا البحر المرتبط بالخليج العربي كون الكويت هي دولة ساحلية آسيوية تطل على الخليج العربي.

في الختام بقي الكويتيين متمسكين بحضارتهم الأصيلة وماضيهم العريق وجسدوا ذلك في شعارهم الذي زين العملات النقدية وتسلق على مباني مؤسساتهم الحكومية يضيئها بروعته .