مدينة الكرك الأردنية عبر التاريخ

*مدينة الكرك عبر التاريخ*

من أقدم المدن التاريخية في المملكة الأردنية "مدينة الكرك" ، الواقعة جنوب العاصمة عمّان ضمن محافظة الكرك ، ويعود أصل تسمية الكرك في اللغة الكنعانية إلى كركا والتي تعني "المدينة المحصنة".
تضم مدينة الكرك معلماً أثرياً عظيماً وهو "قلعة الكرك" ، والتي كانت معبداً في عهد المؤابيين .
في عهد الدولة الأيوبية ازدهرت قلعة الكرك ازدهاراً واسعاً ، حيث بدأ الأيوبيين بإعادة ترميم أسوار القلعة، وتجديد وتحسين أبوابها ، كما بنوا القرى التي تهدمت في المدينة ، واستغلوا خصوبة ترتبتها وأقاموا فيها مشاريع زراعية كزراعة الأشجار المثمرة ، إضافة إلى تجميع مياه الأمطار في برك مائية .

*المعالم الأثرية في المدينة*
تعتبر قلعة الكرك من أهم المعالم الأثرية ، والتي بناها المؤابيون في البداية، ويعد تمثال القائد صلاح الدين الأيوبي الذي يتوسط الشارع في مدينة الكرك من أبرز معالمها ، إضافة إلى وجود مقام النبي نوح والخضر عليهما السلام ، وإن وجود أضرحة الصحابى جعل من المدينة إرثاً إسلامياً وتاريخياً مميزاً .

حكم العثمانيون مدينة الكرك في عام 1516 ، وتعرضت المدينة في تاريخها القديم إلى العديد من الغزوات ، فغزاها المغول وسيطروا عليها لعدد من السنوات ، واحتلها الظاهر بيبرس وبدأ بإنشاء أسوار وحفر الخنادق حول القلعة والمدينة .
ومنذ ذلك الوقت حتى الآن مازالت مدينة الكرك من المدن التاريخية العريقة في المملكة الأردنية الهاشمية .
توالت على المدينة الحروب والثورات ،واستشهد العديد من أبناء المدينة ومن أبرز ثوراتها :
عام 1910 ثورة الكرك التي اندلعت أثناء العهد العثماني.

*قلعة الكرك التاريخية*
تشهد قلعة الكرك على توالي الحضارات والأمم على أرض المدينة، والحروب والصراعات التي أقيمت فيها ، وتعتبر القلعة من أبرز قلاع الحملات الصليبية .
بنى القلعة في البداية أمير بيت المقدس ويدعى فولك ، في فترة الحروب الصليبية ، وذلك بهدف حماية بلاد الشام .

تأسست القلعة عام 860 ق.م أي في أثناء العصر المؤابي ،وعند التنقيب والبحث بين حجارتها ، وجدت تماثيل نبطية وهذا ما أكد استخدام الأنباط للقلعة وتركهم لنقوشات تدل على مرورهم عبر تاريخ القلعة .
وبعد معركة حطين تمكن القائد صلاح الدين الأيوبي من تحرير القلعة ليستطيع بعدها من تحرير القدس واسترداد المسجد الأقصى من الصليبيين ، وقد كان للمدينة قصصاً تاريخية كثيرة مع القائد صلاح الدين الأيوبي ، ولعب موقعها الإستراتيجي دوراً في أثناء الحروب التي دارت مع الملك الصليبي أرناط ، فكانت القلعة درع حماية للقدس ونقطة تفصل بين عرب مصر وعرب الشام .

حكمت القلعة من قبل الملك أرناط الذي تميز بشراسته الشديدة ، ولكن ما إن جاءت معركة حطين حتى وقع أرناط في يد صلاح الدين فقتل على يده.

وبعد كل هذه الأحداث التي مرت على القلعة ، تحولت في عام 1980 إلى متحف أثري يعرض فيه آثار للمسلمين ، إضافة إلى آثار تحكي قصة العصور التي توالت على القلعة.

*كهف لوط*
من المعالم الأثرية البارزة في مدينة الكرك ، ويتألف الكهف من باحة مرصعة أرضيتها بفن الفسيفساء الجميل ، إضافة إلى رسوم لطيور وحيوانات وأشجار تزين الجدران ، لتشكل لوحة فنية تروي أحداث حياة سيدنا لوط عليه السلام ، كما يوجد داخل الكهف كنيسة ومعبد مسيحي .

*المواقع الأثرية المحيطة بمدينة الكرك*
البالوع : موقع أثري على بعد مايقارب 25 كم من مدينة الكرك ، وهو عبارة عن قلعة بناها المؤابيين لتأمين الطريق المار ب سيل الموجب 
وتعود تسمية الموقع بهذا الاسم بسبب اكتشاف الرحالة ل "مسلة البالوع" في عام 1930 ، وهي عبارة عن حجر بازلتي منقوش عليه رسومات .

القصر : أطلق عليه الرحالة بيركهارت اسم (بيت الكرك) ، نسبة إلى الأشجار المثمرة الكثيرة فيه ، والتي تشكل الكروم الخلابة ، وتضم منطقة القصر هيكلاً نبطياً مستطيل الشكل .