مدينة العقبة عروس البحر الأحمر

*مدينة العقبة " عروس البحر الأحمر "*

تعتبر مدينة العقبة الواقعة في أقصى جنوب المملكة الأردنية من أكبر المدن في الأردن ، وأكثر تعداداً للسكان بين مدن خليج العقبة ، كما أنها المدينة السياحية الوحيدة في الأردن لوقوعها على ساحل البحر الأحمر ، ويعتبر ميناء العقبة معبراً بحرياً ذو أهمية بالنسبة للدول المجاورة للمملكة ، ولذلك سميت العقبة ب "عروس البحر الأحمر " .
تبعد المدينة حوالي 330 كيلو متر عن العاصمة عمان ، وصنفت كخامس أكبر مدن المملكة الأردنية حيث تبلغ مساحتها 375 كيلو متر مربع .

*الموقع والأهمية*
تتميز مدينة العقبة بموقعها الإستراتيجي الذي يتوسط الطرق التجارية بين كل من قارة إفريقيا وآسيا .
إضافة إلى وجودها في أعلى شمال شرقي خليج العقبة أحد فروع البحر الأحمر ، واعتبارها منفذاً بحرياً ، كل هذا جعل منها مدينة بارزة الأهمية عبر السنين.
ولمدينة العقبة حدوداً برية وبحرية مع الدول العربية المجاورة .
وبسبب شواطئها المطلة على البحر الأحمر ، أصبحت مدينة العقبة مقصداً لمحبي الغوص .
كما أن للعقبة دوراً هاماً في تنمية وتطوير الإقتصاد الأردني ، حيث تضم عدداً من المنشآت والمراكز الصناعية إضافة إلى وجود مناطق تجارية حرة داخل المدينة ، وتعتبر مصدراً مهماً لكل من الفوسفات والصدف ، ومركزاً لإنتاج النحاس وتجارته لقربها من مناجم النحاس وذلك خلال مايسمى ب " العصر النحاسي"

*تاريخ العقبة*
كانت العقبة قديماً مقصداً للكثير من الشعوب وذلك بفضل وجودها على مفترق طرق بين قارات أوروبا وآسيا وافريقيا ، وبسبب موقعها على البحر الأحمر الذي أكسبها صفة الإستراتيجي .
كانت المدينة طريقاً للقوافل التجارية القادمة من جنوب الجزيرة العربية والحجاز متجهة إلى بلاد الشام أو مصر ، فأصبحت العقبة بذلك معبراً للطرق التجارية والدولية .
أما خلال العهد الروماني فكان هناك مايسمى بطريق فيانوفاتريانا المتجهة جنوباً من مدينة دمشق مروراً بالعاصمة عمان ، منتهياً بمدينة العقبة ، ومن هناك تتصل بالطرق المتجهة نحو الغرب باتجاه مصر وفلسطين.

*السياحة في العقبة*
تنشط السياحة في مدينة العقبة لعدة أسباب ، والسبب الرئيسي أنها منطقة ساحلية على البحر الأحمر ، وتعتبر العقبة مقصداً للسياح لوجود أماكن سياحية عديدة يمكن زيارتها ، إضافة إلى تمتعها بطقس لطيف وجاذب .
صنفت الأردن عامة والعقبة بشكل خاص كمنطقة مهمة عالمياً لهجرة الطيور بحسب تصنيف Birdlife international ، ولذلك أقيمت في العقبة أهم المشاريع السياحية وهي محطة العقبة لمراقبة الطيور والتي تعتبر مقصداً لملايين الطيور المهاجرة بين قارتي أفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى وجود غابة للأشجار الكبيرة وعدد من المسطحات المائية ضمن المشروع ، وبذلك أصبح المشروع مقصداً لأنواع نادرة ومختلفة جداً من الطيور وهذا مادفع علماء الطيور والمهتمين بمراقبتها لزيارة المشروع وعمل العديد من الأبحاث والدراسات الخاصة بعلم الطيور .

*تسمية العقبة*
سميت العقبة بإسم "آيلة" ، ولم يتوصل أهل العلم القدماء إلى السبب الرئيسي في تسمية المدينة بهذا الاسم ، فمنهم من أرجع سبب التسمية نسبة إلى الملك آيلة بن هوبر العمليقي ، الذي يعتبر أول رجل دخل المدينة وقام ببنائها وأصبحت مسكناً له 
أما السبب الثاني لتسميتها ب "آيلة" لأنها تعتبر مقصداً للجميع 
وهناك سبب آخر يرجع تسميتها نسبة إلى إمرأة سكنت فيها.

أعطت المملكة الأردنية لمدينة العقبة أهمية كبيرة ، باعتبارها الميناء الأردني الوحيد ، حيث بدأت المملكة بعملية تطوير وتنمية المدينة ، فوضعت العديد من الخطط الساعية إلى استقطاب الإستثمار الأجنبي في المدينة ، إضافة إلى إعفاء العقبة من الرسوم والضرائب ، وبسبب تأسيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في عام 2001 أصبحت عجلة الإقتصاد تدور وتتحرك بسرعة كبيرة ، وسعت المدينة أيضاً إلى اجتذاب الشركات العالمية اللوجستية ، وهذا ماجعل منها مركزاً للخدمات اللوجستية .
تمتعت مدينة العقبة بالإستقلال الإداري عن العاصمة عمان ، وتم إنشاء المنتجعات والمشاريع السياحية لاستقطاب أكبر عدد من السياح والمواطنين مثل خليج تالابي وسرايا العقبة، وغيرها من المشاريع التي جعلت من المدينة مركزاً لاجتذاب الاستثمارات السياحية الكبرى على مستوى الإقليم.