سد الملك طلال المشروع السياحي الذهبي الذي لم يصقل بعد

لمحة عن سد الملك طلال:

سد الملك طلال أحد أكبر وأجمل سدود الأنهار في المملكة الأردنية الهاشمية، يقع في محافظة جرش، على نهر الزرقاء الرافد الأكبر الثاني لنهر الأردن بعد نهر اليرموك، والذي ينبع من عمان باتجاه الشرق نحو مدينة الزرقاء، ويصبّ في بحيرة جرش. ويقع سد الملك طلال تحديداً في مرتفعات تل رمان على فرع نهر الزرقاء الثالث البادئ من جسر حسيا والمنتهي عند سد الملك طلال، والذي تتكون مياهه الجارية من مياه الينابيع ومياه الأمطار الموسمية.

تم الانتهاء من مشروع بناء سد الملك طلال عام 1977، بارتفاع مئة وثمانية أمتار وطول ثلاثمئة وخمسين متراً، ليستوعب تخزين خمسة وسبعين مليون متر مكعب من المياه، وقدرة تصريفية تُقدّر بأربعة آلاف وخمسمئة متر مكعب في الثانية. وبنية سد الملك طلال ركامية ترابية غير متجانسة، تحتوي على أنفاق لمناسيب متعددة تضم أجهزة مراقبة الأداء خلال عمليات تعبئة السد وتفريغه، وتُستخدم هذه الأنفاق أيضاً لأعمال الصيانة الدائمة، كما يوجد عند مفيض سد الملك طلال بوابات خاصة لتصريف مياه الفيضانات. يضم موقع سد الملك طلال محطة توليد كهربائية قدرتها ستة ميجا-وات في الساعة، ومرافق خدمية للمنشأة ومكاتب إدارية وسكن إداري وطاقم عمال متكامل للتشغيل والصيانة الدورية.
يستفيد من سد الملك طلال أكثر من مئة وخمسة عشر دونماً من الأراضي في الأغوار الجنوبية والوسطى، بالإضافة لعمله في توليد الطاقة الكهربائية.

أهمية سد الملك طلال السياحية:

سياحة السدود هي نمط من أجمل أنماط السياحة دولياً، فكثير من الدول اهتمت بتطوير مناطق السدود لتكون وجهة سياحية بالإضافة لاستثمار الطاقات فيها، فمنطقة أي سدّ نهري تمنح السياح منظراً بانورامياً خلاباً لمساحة طبيعية كاملة بتضاريسها المتنوعة، ومنطقة سد الملك طلال تتسم بكل المقومات التي تجعل السد مقصداً سياحياً يستمتع به أهل المملكة الأردنية وسواحها الكثيرون.

 منطقة تل الرمان التي يقع ضمنها سد الملك طلال منطقة تشتهر بالمرتفعات الطبيعية المذهلة، وبأشجار الرمان القديمة، وقد جرى فيها أقدم سباق سيارات في الشرق الأوسط، ومازالت تجري حتى الآن هذه السباقات برعاية ومشاركة ملكية، حيث شارك في أول سباق فيها 1953 الملك حسين بن طلال، وأصبحت تجري باسمه كل عام (سباق الحسين لمرتفعات تل الرمان). كما أن منطقة تل الرمان الآن تضم الكثير من المطاعم السياحية الراقية.

بحيرة سد الملك طلال تتميز بكونها بحيرة خلابة ربيعاً وصيفاً، تمنح الجلسات والنزهات إليها الزوار استجماماً رائعاً مع الطبيعة المنتعشة حولها، محاطة بالأشجار والأزهار المتنوعة، وفيها مجموعات الإوز والبط العائم، بأجواء تضج بتحليق الطيور المهاجرة، الناظر إلى بحيرة سد الملك طلال من تل الرمان سيجد نفسه أمام لوحة فنية بألوان طبيعية رائعة، إضافة لكونها مقصداً لمحبي صيد الأسماك النهرية.

يمكن الوصول إلى سد الملك طلال عن طريقين معروفين للسياحة، أولهما عن طريق قرية خربة السوق وهذا الطريق يطلّ على تلال قرية بورما يبتعد بمقدار خمس ساعات عبر طريق منعزل ومشجّر، والطريق الثاني إلى سد الملك طلال عن طريق قرية رمين أطول بساعة أو أكثر من الأول حيث يمرّ السائح أو قاصد سد الملك طلال عبر المناظر الطبيعية المتنوعة من غابات وشلالات، ويتميز عن الطريق الأول بأنه مليء بالمعالم الأثرية والدينية السياحية مما يجعله مفضلاً لدى السياح.

كل مقومات سد الملك طلال تجعله مشروعاً سياحياً واقتصادياً ذهبياً إلى جانب قيمته الأساسية كمصدر وطني هام للطاقة والري، فالارتقاء بالسد نحو تنمية سياحية ترفد بشكل مباشر التنمية الاقتصادية للمملكة عدا عن كونه وجهة محبوبة لدى أهل المملكة الذين يتمنون المزيد من الاهتمام بـ سد الملك طلال والعمل على حل المشاكل البيئية التي تهدده.