لمحة عن أسرار بحر الملح: البحر الميت

*لمحة عن أسرار "بحر الملح" أو مايعرف بالبحر الميت*

يعد البحر الميت من الظواهر الطبيعية النادرة في العالم ، ويعرف بأنه أدنى بقاع الأرض، ويشتهر بشدة ملوحة مياهه ، وسمي عند البعض ب "بحر الملح" ، ويعود السبب في شدة ملوحته إلى أنه يعتبر المصب النهائي للمياه ، ولايوجد أي مخرج أو منفذ للمياه بعده.
يعتبر البحر الميت بحيرة ملحية مغلقة ، حيث تبلغ نسبة الأملاح في مياهه مايقارب 34% ، إضافة إلى أن نوعية وكمية الأملاح فيه تختلف بحسب العمق ، فيختزن البحر الميت في داخله كميات كبيرة جداً من الأملاح التي تدخل في تركيبة العديد من الصناعات الحديثة ، ولم تتفق النظريات على سبب وجود وتكّون هذه الأملاح ، وهناك ثلاث نظريات حاولت تفسير كيفية تشكل هذه الأملاح ومنها :
▪️نظرية تجمع الأملاح التحتية: ترجع هذه النظرية سبب وجود الأملاح في البحر الميت إلى مياه نهر الأردن والينابيع المجاورة له ، فهي تحتوي على كميات ضخمة من الأملاح ، وتقوم برفد مياهها إلى البحر الميت مباشرة ، مما يسبب زيادة كميات الأملاح فيه.

▪️نظرية ترسيب الأملاح البحرية : 
بحسب هذه النظرية فإن المصدر الرئيسي للملوحة هو الترسيب الجوي والترسيب المائي.

▪️نظرية الأمطار البركانية : يعود سبب ملوحة المياه بحسب هذه النظرية إلى وجود قوم معذبون تحت البحر ، وهم قوم لوط الذين استقروا بالقرب منه قبل العذاب.

*تسمية البحر الميت*
عُرف البحر الميت بعدة أسماء وألقاب في العهود القديمة ، مثل : "بحر العربة" ، "بحر الملح" ، و "عمق السديم" ، كما أُطلق عليه "بحر الموت" في عهد السيد المسيح .
أما عن سبب تسميته ب "بحر الزفت" فيعود إلى أنه عند وقوع الزلازل كانت قطع من الزفت تطفو على سطح البحر ، حينها أطلق عليه البعض اسم "بحر الزفت".
أما اسم البحر الميت فقد أطلقه عليه الإغريق وذلك لإنعدام وجود الحياة داخله.

*مناخ البحر الميت*
يمتاز البحر الميت بسمائه الصافية التي لا تغيب عنها الشمس على مدار العام ، تتباين درجة الحرارة فيه صيفاً بحدود 32 و 39 درجة مئوية ، أما شتاءً فلا تنخفض درجات الحرارة أكثر من 20 و 23 درجة مئوية ، وتتساقط الأمطار على البحر بأقل من 50 ملم .
أفضت بعض الدراسات الجوية التي طُبقت على طبقات الغلاف الجوي فوق منطقة البحر الميت إلى أنه بسبب تبخر المياه فوق البحر ووجود طبقة غنية بالأوزون ، أدى ذلك إلى فلترة الأشعة فوق البنفسجية في المنطقة .
ويعرف البحر الميت بأنه المنطقة الأكثر انخفاضاً في العالم ، وهذا ما أدى إلى زيادة تركيز الأوكسجين في الهواء ، حيث تصل نسبته إلى 36% ،أما بالنسبة للضغط الجوي فيعد البحر الميت المنطقة الأعلى نسبة ضغط جوي في العالم .

*منسوب مياه البحر*
وفق الدراسات البيئية الجارية في مراقبة البحر الميت بلغ في العام 2010  مساحة قاربت 650 كم² ، وفق طول البحر وعرضه اللذين تقلصا حتى 70 كم طولاً  و17 كم عرضاً.
مؤخراً بات منسوب مياه البحر الميت متراجعاً بشدة ومساحته تتقلص رويداً رويداً بمعدل وصل 35% خلال الأربعين سنة الماضية ، ويعود هذا الإنخفاض إلى عدة أسباب أهمها الإستخدام المستمر والمكثف لمصادر المياه مثل "نهر الأردن" وضخ كميات هائلة من المياه في الحوض الجنوبي ، ونتيجة التراجع المستمر في منسوب المياه ، أدى ذلك إلى جفاف الجزء الجنوبي من البحيرة ، واستغل الإسرائيليون هذا الجفاف ، وبدأوا بتجميع البرك وضخ كميات كبيرة من مياه البحر الميت فيها وتبخيرها لإستخراج المواد الكيميائية مثل : المغنسيوم، والبرومين ، والبوتاس والمجنيز ، و إنتاجها في المصانع الخاصة بهم ، وهذا ما أدى بدوره إلى انخفاض مستوى سطح البحر الميت.

*أهمية البحر الميت اقتصادياً*
إن تركيبة عناصر مياه البحر الميت المختلفة عن باقي عناصر المياه الطبيعية الأخرى، ووجود كميات كبيرة من البوتاسبوم والكالسيوم في تركيبته ، كل هذا جعل منه مصدراً مهماً للصناعات
كما يعد البحر الميت مهم جداً للسياحة ، بسبب وجود معالم دينية وأثرية في منطقة البحر مثل : 
كهف النبي لوط و خربة قمران 
ويلعب المناخ السائد دوراً هاماً في جعل منطقة البحر الميت المنطقة الأكثر جذباً للسياحة عالمياً.