Jun 15, 2022

علم تركيا حكايته و رموزه و الوانه و دلالاته

لكل دولة رمز خاص بها وشعار وقانون محدد تستند عليه. ولكل دولة علمها الذي تم استيحائه من التاريخ التي مرت فيه تلك البلاد فلكل لون دلاله ولكل تفصيل معنى عميق. وبالحديث عن تركيا على وجه الخصوص التي كان علمها لافتاً للنظر ذو لون احمر يعود تصميمه الى العام ١٨٤٤ م وهو نفسه العلم العثماني الذي تم اعتماده من قبل الامبراطورية العثمانية حيث رمز اللون الاحمر الى دم الشهداء الذين ضحوا في سبيل اوطانهم في حرب كوسوفو وهذا ما جعل اللون الاحمر هو اللون الوحيد للعلم ولم تتراجع اهميته عند الاتراك منذ ذلك الوقت فمهما حدث م٢ن تغيير في شكل العلم الا ان اللون الاحمر فيه ثابت. يوجد على علم تركيا هلال ونجمه ثمانية وقد كثرت الاساطير التي دلت على معنى وجود النجمة والهلال على علم تركيا فبعض الاساطير اخذت بعين الاعتبار انعكاس الهلال والنجمة على دماء شهداء الحروب والمعارك

ومن جهة اخرى يعتبر اساس وجود الهلال والنجمة ذات اللون الابيض على علم تركيا هو ما شاهده عثمان غازي مؤسس دولة العثمانيين في منامه وهو حلم فريد من نوعه حيث شاهد القمر يصعد من صدر والد زوجته القاضي وينتقل الى السماء ليصبح بعدرها بدر مكتمل

ورأى أيضا ان هذا القمر بعد ان اكتمل ليصبح بدر واضح عاود النزول الى صدر عثمان وبعد ذلك صعدت من صدر عثمان شجرة صغيرة وبدأت تنمو وتكبر حتى اصبحت غاية في الكبر وطغى ظلها على الكون اجمع من جبال ووديان وكائنات وخرجت الانهار من جذعها حيث رأى نهر الفرات ونهر الدانوب ونهر دجله ونهر النيل كلها تنبع من جذع هذه الشجرة الكبيرة اما اوراق هذه الشجرة باتت على شكل سيوف حاده لعبت بها الرياح حتى اوصلتها الى اسطنبول

كما جاء في بعض كتب التاريخ سبب اخر لوضع النجمة والهلال على علم تركيا وهو ان الهلال رمز لشهر رمضان الكريم والنجمة دلاله على الاسلام لذلك ارتأت الدول العثمانية وضعهما على العلم. وفي عام ١٩٣٦ ميلادي في التاسع والعشرين من شهر ايار تم اقرار قانون خاص بالعلم التركي جاء فيه كل ما يخص تفاصيل علم تركيا من رموز ودرجه اللون الاحمر والشكل الهندسي للعلم والابعاد المناسبة له ليكون العلم بأدق تفاصيله برعاية قانون معروف بالنسبة للجميع من مواطنين وحكام، وقد نص قانون العلم التركي أيضا على اهمية العلم وضرورة تقديره واحترامه فلا يسمح باستخدامه بأي طريقه تقلل من شأن حيث لا يمكن استخدام العلم اذا كان متسخ او ممزق او بتصميم اخر او مشابه ولا يمكن استخدام علم تركيا مرقع او مجعد او متأثر بالعوامل الجوية ولونه شاحب فقد منع هذا القانون كل شيء من شأنه تقليل قيمة العلم الذي يستحقها. كما منع القانون استخدام العلم لتغطية المنصات والطاولات او تغطية اي شيء اخر الا اذا كان بغرض رسمي صريح

وبالنسبة الى اهم ما جاء في قانون علم تركيا فقد تم ذكر ابعاد علم تركيا والمواصفات العامة له حيث نص القانون على ان يكون البعد الفاصل بين الخط الذي يصل طرفي الهلال الحادتين مع بعضها البعض  والجهة الداخلية لدائرة الهلال هو ٨٠٠ × ٢٧٩.

لقد كان علم تركيا رمزاً من رموز الدولة التي اشتهرت على مر السنوات والقرون، فهو كان منذ قيام الدولة العثمانية رمزاً يستحيل المساس أو العبث به، فهو مثله مثل غيره من أعلام الدول مقدس عند جميع المواطنين.