Jul 28, 2022

تطور الشكل العمراني للمباني في كربلاء عبر التاريخ

تطور الشكل العمراني للمباني في  كربلاء عبر التاريخ  | اعمال بناء العراق #4045 - 1  صورة

في وقت  العهد الأموي كانت  كربلاء رمزا لعدد من الثورات ضد الحكم الأموي منها ثورة المختار الثقفي وثورة التوّابين عندما كانوا في زيارة قبر الحسين في  عام 65 هـ قبل الرحيل إلى عين الوردة طافوا حول قبر الحسين، وكان العدد يقارب 4 آلاف رجل وكانو مجتمعين  حول القبر بشكل كبير مثلما يكون الاجتماع على الحجر الأسود عند لثمه، وبعد الانتهاء إلى قبر الحسين بكوا جميعا و قد تمنوا ان يستشهدوا معه، فقام سليمان بن صُرَد بالتوجه إلى القبر قائلاً  ثم انصرف وذهب معه القوم بعدان مكثوا عنده يوماً وليلة من اجل مواجهة الجيش الأموي، فأن بدأ انتشار مخافر الشرطة كان في العهد الأموي  حول كربلاء من اجل حجب الزوار من زيارة مشهد الإمام الحسين. و خلال العهد العباسي شهدت  كربلاء عدد  من الأحداث فأنه خلال  عهد الخليفة العباسي المعتضد  زار كربلاء حسن بن زيد العلوي والذي يلقب بـ (الداعي الكبير) وهو ملك طبرستان وديلم. وعمل على بناء الحضرة الحسينية وبنى حولها مسجدا، ولكنه مات قبل ان تكتمل وتابع بناءها أخوه محمد بن زيد العلوي والذي يعرف بـ (الداعي الصغير) الذي تولى الخلافة من أخاه وأهتم في كربلاء ومرقد الإمام الحسين. و اثناء دخل البيويهيون الى بغداد وأصبحوا الحكام الاساسيين في زمن الخليفة العباسي المستكفي سنة لاقت مدينة كربلاء الاهتمام والرعاية.

وكان أول من ذهب اليها من السلاطين البويهيين، السلطان معز الدولة، وقد أولى كربلاء  عناية كبيرة  واهتمام وكان يزور كربلاء كل سنة وبعدها قام عمران بن شاهين والي إمارة البطائح، وهي التي توجد بالقرب من واسط الواقعه في جنوب العراق، بالاهتمام بمرقد الإمام علي الموجود في النجف ومرقد الإمام الحسين في كربلاء، حيث قام بتشييد رواقاً في القسم الغربي من حرم الإمام الحسين كان يعرف برواق أبن شاهين، وهو  اليوم يعرف برواق السيد إبراهيم المجاب ويوجد بجواره مسجد ، وقام المنتصر العباسي ببناء المشاهد في كربلاء وكذلك بني الدور بجوارها بعد ان تم قتل أبيه المتوكل الذي هدم ما في المدينة  ، ثم استوطنها  السيد إبراهيم المجاب الضرير الكوفي بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم وولده. بعد ان سيطر السلاجقة على كربلاء ، وكان أول من زار كربلاء  السلطان السلجوقي أبو الفتح جلال الدولة ملكشاه برفقة الوزير نظام الملك مع حاشية كبيرة.

ثم بدأت مدينة كربلاء بمرحلة عمرانية جديدة بعد ان تولي الشاه إسماعيل الصفوي على العراق عام 914هـ  حيث عمل الصفويون على بناء والاهتمام بالمراقد المقدسة والمباني الدينية وتزيينها. وعملوا  على تطوير المدينة فقد بنوا بيوتاً جديدة بمساعدة  نخبة من البنائين وعدد من الفنيين الماهرين من جميع البلاد الإسلامية والذين ساهموا في بناء القباب  والعقود والقبب وفن تزيين العمائر بالبلاط  «القاشاني» الملون وكذلك زخرفة الخشب والنقوش الجبصية وبدأو باستخدام الطابوق في البناء بشكل فني رائع . وعملوا على شراء المواد البنائية الاغلى سعرا، مثل الرخام والمرمر والخشب النادر وغيره ليتم اكساء عدد من المباني وزخرفتها.

 وعند النظر الى الطابع المعماري للأبنية الدينية في كربلاء والمدن المقدسة غيرها في العراق والتي تم بناؤها في العهد الصفوي، فنجد انها مزيج من العناصر المعمارية التي وجدت في أبنية العراق وإيران خلال  مدة زمنية مختلفة مثل الإيوان الكبير، والبهو الواسع الذي تغطي بعقود نصف دائرية، والفناء المكشوف الذي يتوسطه حوض ماء (نافورة). وفي سنة 984 ه  عمل والي العثمان علي باشا الوندزادة  بتشييد ضريح الأمام الحسين وعمل على تشييد المسجد والقبة والرواق  وقام بترميم وبناء عدد من قباب الشهداء في كربلاء.