Jul 24, 2022

اسرار حدائق بابل المعلقة الموجودة في العراق

تضم جمهورية العراق معالم سياحية دينية واثرية وطبيعية تميزها عن غيرها. فنجد في العراق واحده من اهم عجائب الدنيا السبع وهي الحدائق المعلقة التي تقع في مدينة بابل العراقية ويطلق عليها ايضآ اسم اخرى وهو حدائق السامريين.

 اظهرت حدائق بابل ظاهرة معمارية فريده من نوعها فكانت التجربة الأولى للعراق ضمن مجال الزراعه بشكل عمودي وهذا الامر ترك بصمه فنية رائعه في تاريخ العراق.

حيث تم الاستعانه بالكثير من الاعمده المصنوعه من الحجارة الصلبة لرفع الابنية وتعليقها في الهواء الطلق واعتبرت حدائق بابل المعلقه بمثابة اسطورة اثارت الجدل بين الكثيرين. يعود بناء حدائق بابل الى زمن نبوخذ نصر الثاني ذاك الحاكم الذي حكم مدينة بابل خلال الفتره الممتده من ٥٦٢ حتى عام ٦٠٥ قبل الميلاد.

وكما اعتقد المؤرخون ان الحدائق المغلقة دمرت بفعل زلزال قوي اصاب تلك المنطقة وحولها الى انقاض وقضى على الحديقة الخضراء الاسطورة التي زينت الصحراء القاحله. حيث يقال ان الحاكم نبوخذ نصر الثاني كان قد تزوج امرأة من بلاد فارس تلك البلاد الخضراء الغنية بالمعالم الطبيعية الجميله والحدائق والاشجار وعند قدومها الى مدينة بابل حاولت التأقلم مع الطبيعية السهلية الجافه والحياة الصحراوية ولكن حنينها الى طبيعة بلادها كان أقوى فطلبت الملكه من زوجها نبوخذ نصر الثاني ان يبني لها حديقة على تل ويكثر فيه التراسات والازهار والاشجار وهذا ما حصل فقد سارع نبوخذ نصر الى بناء الحدائق المعلقة بارتفاع قدره ٢٤ متر وكانت مساحة حدائق بابل ١٤٤٠٠ متر مربع محاطه بسور سميك حيث وصلت سماكته الى ٦.٧ متر اما طوله فقد وصل الى ١٧ متر.

لقد احتاج تصميم الحدائق المعلقه الكثير من المواد والدعائم فتم استخدام اعمده حجرية واشجار النخيل بأعداد هائله لرفع هذه الحدائق بالاضافة الى استخدام تربة وحجارة اللبن من نوع جيد مدعم بالرصاص لدعم هيكل الحدائق. ومن الناحية الجمالية زينت الحدائق والمباني بأنواع مختلفه من الازهار والاشجار التي تم اختيارها بعناية لتكون مميزه وكان يتم ري هذه الحدائق  بمياه يتم ضخها من نهر الفرات الى الاعلى بواسطة نظام يظوي للضخ مكون من الاخشاب والحجارة وخزان ماء كبير يتم ضخ الماء منه باستخدام عجلات مرصوصه عددها اثنان يتصل بها كابل ضخم وضع عليه عدد من الاواني لتجميع المياه فعندما يتم تحريك العجلات يتحرك الكابل فيتم تعبئة الاواني بالمياه وترتفع الى الحدائق ثم تعود للنزول الى الخزان لتتكرر العمليه مرات اخرى فيتم سقاية المزروعات وتزويد النوافير بالماء لتكسب المكان بروده وانتعاش وتساعد في عملية السقاية لاحقآ. اتاحت الحدائق المعلقه الموجوده في العراق فرصه للابداع في مجال العمارة والتصميم حيث تم تجاوز القواعد الروتينية وسعى مهندسو العمارة الى ابتكار تصاميم هندسية تناسب الحدائق المعلقة لتحافظ على ثباتها ومتانتها وجمالها واهم ما تم العمل عليه هو الاعمده التي تم تصميمها على شكل مكعبات مفرغه وتم تعبئتها بتربة خصبه من ارض العراق لتسمح بنمو البناتات التي تم استيرادها من خارج العراق.

اثبتت العراق مدى خبرات مهندسيها ومدى قدرتهم على الابداع والانجاز والتميز من خلال عملهم في تصميم حدائق بابل وتعبهم المتواصل للوصل الى هذه التحفه الفنية بكل تفاصيلها ابتداء من فكرة اقامة فسحات خضراء في وسط الصحراء ثم العمل على تجهيز الاعمده والركائز لرفع المباني ثم الطرق التي تم التفكير بها لرفع مياه نهر الفرات الى الحدائق وهنا سندرك أن حدائق بابل المعلقة التي نسبت الى جمهورية العراق هي بالفعل اسطورة وأعجوبة تستحق التخليد.