Jun 15, 2022

علم تركيا تاريخه و القوانين الخاصة به و دلالة ألوانه

علم تركيا تاريخه و القوانين الخاصة به  و دلالة ألوانه | تذاكر-الخبرات تركيا #3453 - 1  صورة

إن كل دولة تمتلك رمزاً خاصاً وشعاراً يميزها عن غيرها من الدول، كما أنها تتمتع بوجود قانون تقوم بالاستناد عليه، كما أنه يوجد علم لكل دولة هو مستوحى من تاريخ حافل مرت به البلاد، كما أن كل لون يتميز بدلالة معينة، بالإضافة إلى أن أي تفصيل دقيق قد يتمتع بدلالة عميقة، فعند الحديث عن تركيا لا بد لنا أن نستحضر علمها المميز باللون الأحمر الذي يتخلله الأبيض الناصع، حيث تم تصميمه في سنة 1844م، كما أن الدولة العثمانية قد اعتمدته، وكان يحمل دلالات عديدة أهمها أن اللون الأحمر يحمل بين طياته دلالة على دماء الشهداء الذين استبسلوا وضحوا في سبيل الوطن في أثناء حرب الكوسوفو، فهذا ما أدى إلى جعل اللون الأحمر اللون الوحيد والأساسي للعلم، حيث أن أهمية اللون الأحمر لم ولن تتغير بالنسبة للأتراك منذ تلك الحرب، فمهما تغيرت ملامح العلم يبق اللون الأحمر ثابتاً، كما أن علم تركيا يتميز بوجود هلال ونجمة ذات ثمانية رؤوس، وقد توالت الأساطير في تفسير وجود الهلال النجمة على علم تركيا، حيث أن بعض هذه الأساطير أخذت على عاتقها دلالتهما على دم الشهداء أثناء الحروب والمعارك من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن وجود الهلال والنجمة ما هو إلا تعبيراً عما رآه عثمان غازي المؤسس الأول للإمبراطورية العثمانية في منامه، حيث أن هذا المنام يعتبر فريداً من نوعه فما رآه كان قمراً يتعلى من صدر أب زوجته القاضي ويقوم يالانتقال إلى سماء البلاد وبعدها يكتمل ويصبح بدراً، وبعد أن بات هذا الهلال بدراً كاملاً نزل إلى صدره، ومن ثم نمت شجرة كبيرة من صدره وتزايد نموها حتى غطت العالم أجمع، حيث بات ظلها يغطي الكون بأكمله بما يحويه من الجبال والوديان والكائنات الحية، وقد شاهد أيضاً أن أنهاراً عدة خرجت من جذعها من ضمنها نهر الفرات والدانوب ودجلة والنيل أيضاً، أما بالنسبة لأوراق هذه الشجرة فقد كانت تأخذ شكل سيوف حادة كثيراً ظلت تلعب بها الرياح إلى أن جعلتها تصل إلى مدينة أسطنبول.

حيث جاء أيضاً في بعض المخطوطات والكتب التاريخية سبباً ثانياً لوجود النجمة والهلال على علم تركيا وهو أن وجود الهلال يرمز إلى شهر رمضان المبارك وأن النجمة دلالة على دين الإسلام وهذا ما جعل السلطنة العثمانية أن تضع الهلال والنجمة على العلم ضمن اللون الأحمر.

وفي سنة 1936م وعلى وجه الخصوص والتحديد في التاسع والعشرين من أيار لقد أُقر قانون مخصص في علم تركيا، حيث نص على كل تفصيل قد يخص علم تركيا ويشمل رموزه ودرجات لونه الإحمر وما يحويه من أشكال هندسية وماهية الأبعاد التي تناسبه، ليكون هذا العلم تحت ظلال ورعاية قانون يعرفه الجميع سواء أكانوا مواطنين أم موجودين في السلطة، حيث نص قانون العلم التركي على أهمية علم تركيا وركز على وجوب احترامه وتقديره، حيث يحظر على أي كان الإقدام على استخدامه بشكل غير لائق من شأنه أن يقلل من قيمته وشأنه، حيث أنه يحظر على الجميع استخدام العلم التركي ممزقاً أو متسخاً أو أن يكون بتصميم آخر غير تصميمه ولو كان مشابهاً، كما يمنع رفعه إن كان متأثراً بعوامل الجو والمناخ من شحوب في اللون أو مجعد أو ما شابه ذلك، فقد جاء هذا القانون لمنع أي تصرف يقوم على تنقيص شأن وقيمة وقدر العلم التركي.

كما أن القانون الصادر بما يخص علم تركيا يحظر الجميع من استخدامه كغطاء لمنصة أو طاولة أو أي شيء مهما كان إلا إذا كان لهدف رسمي فقط.

وبذلك نكون قد قدمنا فكرة صغيرة عن علم تركيا وشرحنا أسباب اختيار ذلك اللون الأحمر بدرجته المحدد، وسبب اختيار كل من رمز النجمه الثمانية ورمز الهلال وفق عدد من الاعتقادات والأساطير التي اختلفت وتنوعت مصادرها وواختلفت أيضاً في مدى صحتها.