Jan 21, 2022

الكويت و تاريخها الإسلامي و الحديث

الكويت و تاريخها الإسلامي  و الحديث | الدين والروحانيات الكويت #1370 - 1  صورة

تعد الكويت قطعة من شبه جزيرة العرب، فمن ذلك نستطيع أن نعتبرها دولة إسلامية أي أنها تملك تاريخاً يمتد لعصر صدر الإسلام وما قبل الميلاد أيضاً. وقد باتت الأحداث والمواقف في الكويت تتابع وتتسلل إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من تقدم وازدهار وتطور وسمو.

فقد حدثت معركة ذات السلاسل على أرض كاظمة التي تقع في محافظة الجهراء حيث تبعد ما يزيد عن 35 كيلو متر عن مدينة الكويت باتجاه الشمال، وقد حدثت المعركة في العام الثاني عشر الهجري، وهي من المعارك التي تعود للفتح الإسلامي للبلاد الفارسية، وقد كانت تحت قيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ضد الساسانيين تحت قيادة هرمز، حيث تم إلحاق الفرس بهزيمة نكراء جعلت المسلمين يتمددون نحو بلاد فارس والعراق، وفي نهايات القرن التاسع الميلادي إلى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي قد تم دخول منطقة الكويت مع العديد من أجزاء كبيرة من شبه جزيرة العرب تحت سيطرة وحكم القرامطة الذي قام بتهديد الخلافة العباسية في العاصمة بغداد، لكن بعد تفتت وموت الدولة قد تم نشوء العديد من الإمارات التي تحمل طابعاً قبلياً على أنقاضها، كما أن هذه الإمارات قد استمرت لحد الانتهاء من القرن الخامس عشر الميلادي، وقد كانت مدينة الكاظمة الساحلية بمثابة ميناء يعتبر كبوابة بحرية لشرق جزيرة العرب.

وبعد ذلك لقد وقعت دولة الكويت تحت نفوذ مملكة هرمز وقد دام حكمها على دولة الكويت لأكثر من قرنين من الزمن وهما القرنان الرابع عشر والخامس عشر، وقد حدث ذلك قبل استيلاء البرتغاليين عليها في عام 1507م وبذلك تم انتقال الحكم في دولة الكويت لهم لمدة زمنية طويلة.

وعندما قرر العمانيون أن يتخلصوا من الوجود البرتغالي وإبعادهم عنها، قد قاموا أهل قرية القرين وقرية الكاظمة في عام 1649م الكثير من السفن والسلاح والأموال إلى سلطان سلطنة عمان السلطان ناصر بن مرشد لمعاونته في تلك الحروب.

وبالحديث عن تاريخ دولة الكويت الحديث سنجد أن دولة الكويت قد تم تاسيسها في عام 1613م، وقد كانت مدينة تجارية بكل ما تعنيه الكلمة قد تربعت على ساحل خليج العرب، وقد قام باستيطانها العتوب والذين قاموا باستئذان بني خالد الذين حكموا الإحساء في عام 1715م وأعطوهم الإذن بالسكن والعيش فيها.

وقد أقاموا فيها وتنعموا من خيرها وكانوا تحت ظلال وحماية بن خالد، وقد عملوا بالتجارة والغوص بحثاً عن اللؤلؤ بالإضافة إلى تجارة بحرية من الهند وإليها، وقد بدأت أعمالهم بالازدهار وكثر عدد السكان في هذه المدينة، لكن في عام 1783 قامت الكويت بخوض المعركة الأولى والصراع الإقليمي الأول، حيث قامت معركة الرقة البحرية ضد بنو كعب وذلك بالقرب من جزيرة فيلچا، وقد انتصر الكويتيون نصراً مؤزراً، فقاموا بعد ذلك ببناء السور الدفاعي الأول وقد أحاط مدينة الكويت في عام 1783م حيث زاد طوله عن 700 متر، وقد تم تشييد سور ثان للكويت في سنة 1815م، وقد زاد طوله عن 2300 متر.

قامت الكويت بالمحافظة على الاستقلال عن الدولة العثمانية إلى بدايات عام 1871م، حيث قام العثمانيون بتوسيع نفوذهم في المنطقة الواقعة شرق شبه جزيرة العرب، حيث تمكنوا من الاستيلاء على مدن الإحساء والقطيف بمساندة ومساعدة ومشاركة أمير الكويت آنذاك، وقاموا بتأسيس لواء نجد، ثم قاموا بدمج إمارتي الكويت وقطر بشكل إداري بالدولة العثمانية، حيث أصبحتا تابعتين لولاية بغداد، وذلك جاء بعد إجراء سلسلة كبيرة وواسعة من إصلاحات إدارية تسمى التتظيمات العثمانية، وقد تم رفع العلم العثماني الملون باللون الأحمر في عام 1871م على أي سفينة تتبع للكويت، وذلك عوضاً عن العلم السليمي وقد تقلد الشيخ عبد الله بن صباح منصب قائم مقام، لكن على الرغم من كل هذه الإصلاحات الإدارية لم يكن هناك أي تغيير على أرض الواقع في العلاقات المتبادلة بين الكويت والدولة العثمانية، وأن اللقب الذي تقلدوه حاكمو الكويت قد نظروا إليه نظرة المنصب الشرفي.