فعاليات في الكويت

لقد شهدت أسواق دولة الكويت نهضة كبيرة كما أنها كانت شاهدة على أصالتها وعراقتها وتاريخها، وبالأخص الأسواق الشعبية والتراثية التي كانت بمثابة شاهد على تلك العراقة والأصالة، ومن أبرز الأسواق التي تم تشييدها في الكويت، والتي يقوم بتناولها في مقالنا هذا، ألا وهو سوق المباركية، والذي تمت تسميته بهذا الاسم بالنسبة لسمو الشيخ مبارح الصباح، حيث يمتاز سوق المباركية بتصميم مشابه لأسواق الكويت القديمة، حيث يعتبر صرحاً من صروح دولة الكويت التراثية، حيث أن سوق المباركية زاخر بعدة أنواع من لحوم وأسماك ومواد غذائية واستهلاكية وحلويات شعبية وتمور وعسل بالإضافة إلى وجود محلات للعطارة وملبوسات نسائية ورجالية، بالإضافة إلى وجود محلات للإكسسوارات والتراثيات وتحف الزمان القديم، بالإضافة إلى أنواع من السلع التذكارية والخزفية وهي تباع بأسعار تناسب الجميع، بالإضافة إلى كل ذلك إن سوق المباركية يحوي قسماً لشراء وبيع القطع الذهبية والثمينة.

حيث أن في سوق المباركية يوجد مقاهٍ شعبية واستراحات، ومطاعم قد تم تصميمها وفق ديكورات قديمة، تقوم هذه المطاعم بتقديم المأكولات والمشروبات الشعبية. لقد تم افتتاح كشك في سنة 1897م بأمر من سمو الشيخ مبارك الصباح، حيث تم اعتبار هذا الكشك بمثابة ديوان يقوم بإدارة شؤون العباد العامة، بالإضافة إلى سماع آرائهم ومقترحاتهم، وبات هذا الكشك بمثابة أول محكمة في دولة الكويت، وقد بات هذا الكشك كمتحف أثري في سوق المباركية، يقوم باستعراض ما كان سمو الشيخ مبارك الصباح يقتنيه، بالإضافة إلى ما كان يستخدم في الحياة في قديم الزمان.

وكما قلنا في بدايات المقال أن سوق المباركية قد تمت تسميته بهذا الاسم بالنسبة لسمو الشيخ مبارك الصباح، وقد تم تشييده وإنشاؤه على أيدي تجار دولة الكويت، حيث أنهم جلبوا البضائع والسلع من دولة العراق ودولة الهند، وقارة إفريقيا بواسطة السفن، وقد كان التجار آنذاك يقومون بالالتقاء ببعضهم وتبادل بضائعهم فيما بينهم. وقد ذيع صيت سوق المباركية بشهرة كبيرة على مستوى دول الخليج العربي، حيث أن سوق المباركية يعتبر من الأسواق التي تتغذى عليها دول الخليج العربي، وقد بات بعد ذلك مقراً لالتقاء التجار الخليجيين.

إن سوق المباركية يحوي العديد من الأسواق التي ما تزال موجودة وبعض منها قد تمت إزالتها ومنها سوق للذهب، وسوق للصرافين، وسوق للسمك، وسوق للخضراوات والفواكه، وسوق للتمور، بالإضافة إلى سوق للعطارة والبهارات وسوق أيضاً للمسابيح.

كما أن سوق المباركية يحتوي على محلات مختصة بالحلويات اللذيذة التي تصنع على الطريقة الكويتية، ومن هذه الأنواع الرهش والدرابيل والزلالبية والبقصم، بالإضافة إلى أشهى أنواع وأصناف البقلاوة التي يحبها ويعتادها أهل دولة الكويت خاصة وأهل الخليج العربي بشكل عام.

مهما كان وحدث سيبقى سوق المباركية سوق ينال شعبية وشهرة كبيرة، حيث يقوم باستقطاب مواطني الكويت بالإضافة إلى الزوّار والسياح ليتمكنوا من إمضاء سهرتهم التي تقوم بإرجاعهم إلى ماض قد تم تحميله بأعباق تراث جميل، بالإضافة إلى تقديم أكلات شعبية ومشروبات لذيذة.

كما يتخلل سوق المباركية عدد كبير من مقتنيات دولة الكويت الأثرية التاريخية التي يعود أصلها إلى مئات الأعوام، كما أن سوق المباركية قد تن تصميمه وفق هندسة تراثية تسمح للسياح والزوار أن يعيشوا الأجواء التراثية في هذا السوق، وذلك بالمقتنيات التي يحتويها والتصاميم التي تم تصميمه عليها. لقد اشتهرت دولة الكويت بتراثها الجميل وتاريخها العريق، فقد كان سوق المباركية شاهداً حيّاً على هذه العراقة والأصالة، بما يحويه من تصاميم وسلع وآثار منتشرة في كافة أرجائه و انحائه.