"لا ترتاح كثيراً" في مهرجان فينيسيا السينمائي

بدعم من برنامج المنح الذي تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام، تم اختيار الفيلم اليمني القصير "لا ترتاح كثيراً" للمخرجة اليمنية "شيماء التميمي" للعرض العالمي الأول في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، في قسم آفاق جديدة، ضمن فعاليات الدورة الـ78 من المهرجان.

وقد أعلن مهرجان فينيسيا السينمائي للفيلم القصير عن اختيار الفيلم "لا ترتاح كثيراً" ليكون أول فيلم يمني يشارك في المهرجان على مدار تاريخه الممتد إلى ما يقارب الـ78 عاماً، والذي سيُقام خلال الفترة ما بين 1 و 11 سبتمبر المقبل.

والجدير بالذكر، أن تطوير فيلم "لا ترتاح كثيراً" كان قد تمَّ ضمن ملتقى قمرة السينمائي بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، واستمدت التميمي أحداثه من حياتها الواقعية عندما عزم جَدّها على الهجرة من اليمن إلى زنجبار بحثاً عن عمل دون أن يعرف آنذاك أن الترحال كان مُقدراً على أجيال من عائلته.

ثم تدور عقارب الزمن 55 عاماً تنقلت فيها عائلة التميمي بين خمسة بلدان مختلفة، لتجد مخرجة العمل نفسها بين جيل من اليمنيين الحائرين المهمشين والمحرومين من الكثير من الفرص نتيجة القيود التي تلازم حاملي جواز السفر اليمني عندما يعيشون خارج بلادهم.

يجمع فيلم «لا ترتاح كثيراً» مقاطع مؤرشفة وصور تاريخية وعائلية مُكتشفة ورسومات متحركة من زوايا مختلفة، إلى جانب مقاطع صوتية تبوح فيها التميمي برسائل مكتوبة إلى جَدّها تخبره فيها عن حكايا الهجرة والترحال التي عاشتها عائلتها على مدار 50 عاماً.

وقد وظفت التميمي أوساط التصوير الفوتوغرافي والسينما والصوت والكتابة في فيلمها، لتمزج ما بين الأرشيفات التاريخية والعائلية وتخلق سرديات نابضة بالحياة، تتحدّى الأفكار النّمطيّة والأحادية عن الهوية، وتؤكد على أهمية النظر بإنصاف إلى التجارب المعيشية التي تمر بها شعوب العالم.

وفي حديث للتميمي، قالت :

"بدأ هذا الفيلم كتمرين صغير للرسوم المتحركة على أرشيفات الصور ليصبح اليوم فيلماً كاملاً.

وهو قريب جداً من قلبي، وقوته تكمن في الدعم الذي تلقيته من عائلتي حتى تمكنت من إنجازه".

والجدير بالذكر أن التميمي تتناول في أعمالها موضوعات حيويّة واقعية كالهجرة والهوية والقضايا الاجتماعية المتعمقة في الذات الإنسانية، وتستخدم أسلوباً فنياً يرتكز على النمط الوثائقي المتجذر في القضايا المجتمعية التي تشغل العالم اليوم.