الثقافة الثالثة ما قدمت لنا و ما أخذت منا

1578 0 آخر تحديث: 2024-05-07 21:28:56 تاريخ الإعلان: 2021-05-31 أبلغ عن مرجع ويب: 1224

الموضوع

لمدة طويلة من الزمن كانت الثقافة هي من الحاجات العليا ويعد اصحابها من المفكرين والادباء والفلاسفة والحكماء وكانوا يشكلون رموزا وقامات تسدل بها الشعوب وتقوم النهضات والثورات على اساسها الى ان جاء عصر الثقافة الثالثة  وعلماءها المرموقون وثورة الاتصالات وثورة المعلومات وثورة العلم والمكتشفات المذهلة ابتداء من الخلية  انتهاء بالكون الواسع ولم يعد للمثقف ان يكون مثقفا دون الالمام بقدر معقول من المعلومات التي تدور في حقول العلم وحقوله وتطبيقاته وتطورات العصر ولقد صقل الانسان بفضل الثقافة الثالثة وهي ثقافة العلم وعيه واصبح اكثر حدة ببصره ووعيه للعالم الذي بعيش فيه زمانا ومكانا واضحى اكثر قدرة على اتخاذ القرارات في ما يخص حياته وما سيكونه الفرد واكثر قدرة ووضوحا على اختيار مجال تخصصه الذي يلاءم مواهبه وقدراته الخاصة وتحديد اتجاهه بشكل  اصوب وان يكون عطاؤه انجح ومردوده اكثر اتساعا وابهاجا واكثر انتاجا لمجتمعه وارفع قيمة ولكن وبالمقابل الا يمكن ان يكون هذا البعد المعرفي الذي هو وراء المحرك المادي للحياة التي نحياها في الحياة العصرية في عصر العلم وان هذا اللهاث وراء الثقافة الثالثة اضحى العالم اكثر سطحية واكثر هشاشة في علاقاته ومعتقداته واصبح يتخلى عن المحتوى الانساني والفكري والفلسفي مما ادى لضرر بالفرد والنسيج المجتمعي الانساني اوليس هذا الثقافة الثالثة جعلت حياتنا اكثر تجريدية اصبح العقل العلمي هو الحاكم على حياتنا وعلى الطبيعة والتي تحكم بها ايضا وقادها الى اختلال في توازنها وحطمها احيانا .

و نحن اليوم اصبحنا في عصر الثقافة الثالثة , ثقافة العلم و الكتاب , فأين نجد مثقفنا العربي , هل يا ترى مثقفنا العربي بشكله القديم و أدواته و طريقة تفكيره ,اذ كان يكفيه سابقاً الاطلاع على بعض الثقافات و الأداب الإنسانية و الفلسفة حتى يقال عنه مثقف , اما اليوم في ثقافة العلم و المعرفة فأن العالم يتطور يوماً بعض يوم و لم يعد هناك مكان للثقافة الثابتة المغرقة في الذات فقد انفتح العالم على ثقافة العلم و التي بدورها تقدم رؤية جديدة عن العالم في كل يوم .


ثقافة
1

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة