منطقة الشعلان في سوريا وسوق التنابل

738 0 آخر تحديث: 2021-12-29 12:04:55 تاريخ الإعلان: 2021-12-29 أبلغ عن مرجع ويب: 2879

الموضوع

سوق الشعلان في سوريا

تقع منطقة الشعلان في منطقة المهاجرين الممتدة إلى الصالحية في عاصمة سوريا دمشق، وتضم هذه المنطقة أعرق العائلات الدمشقية في سوريا، ويعتبر سكانها من سكان الطبقة الغنية في دمشق.

سوق الشعلان في سوريا

تشتهر مدينة دمشق بسوق كبير يمتد في حي الشعلان منطقة الحبوبي، ويعد واحداً من أشهر أسواقها، ويعد سوقاً تجارياً يعرض أنواع مختلفة من المنتجات، فيضم محلات تجارية للألبسة تعد من أرقى الماركات الخاصة بالطبقة الغنية، كما يضم السوق بعض الأسواق التجارية الغذائية، وأكثر ما يشتهر به السوق هو سوق الخضراوات والفواكه والذي يسمى سوق التنابل.

تعود تسمية سوق الشعلان بهذا الاسم نسبة إلى عائلة الشعلان والذين كانوا قديماً أمراء لدولة العشيرة العنيزية، أما اسم الشعلان عربياً فيعني الشخص الذي خالط الشيب شعره، وقد أنشئ حي الشعلان عام 1920، أي عند دخول الانتداب الفرنسي إلى سوريا، حيث قام الشيخ نوري الشعلان بشراء منزل رئيس الوزراء العراقي ياسين باشا الهاشمي الكائن في تلك المنطقة بالقرب من جامع يقع هناك، فاتخذ الجامع والمنطقة كلها اسم الشعلان نسبة إلى نوري الشعلان والذي افتتح منزله ضيافة للشعب السوري آنذاك.

سبب تسمية سوق التنابل بهذا الاسم

تقتبس كلمة التنابل من كلمة "تنبلة" والتي تأتي بمعنى الكسل باللهجة العامية في سوريا، وسُمّي سوق التنابل في منطقة الشعلان بهذا الاسم ليدل على النساء الكسولات، بما معناه سوق النساء الكسولات.

حيث يتواجد في سوق الشعلان عدة محال تجارية لبيع المواد الغذائية من خضار وفواكه بشكل جاهز، فيقوم البائع بعرض الخضراوات المقطعة، والبقدونس والحشائش المفرومة، والكوسا والباذنجان والبطاطا المحفورة، والعديد من الخضراوات الجاهزة للطبخ على الفور، بالإضافة إلى وجود أجود أنواع الفواكه والخضراوات وأفضلها بشكل معلّب وبترتيب رائع، ومن هنا تأتي النساء الكسولات على حد التعبير من أجل شراء حاجياتهم من سوق التنابل لتسهيل أمور حياتهم اليومية.

ويقوم بائعو الخضراوات الجاهزة في سوق التنابل بتشغيل عدد من النساء المحتاجات والراغبات في العمل في تحضير تلك الخضراوات في منازلهن مقابل المال، ومن البديهي أن تكون أسعار الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية الأخرى في سوق الشعلان مرتفعة قليلاً عن المعترف عليه في الأسواق الأخرى، نظراً لجودتها ولبيعها بشكل جاهز.

يُقال أن أول بائع في سوق الشعلان قام بهذه الخطوة ترجع إلى عام 1989، حيث قام بتشغيل نساءه الأربعة المتزوجات منه بحفر الكوسا والباذنجان وتقطيع الخضراوات وفرم البقدونس لبيعها جاهزة في السوق، وبعد أن لاقت الفكرة رواجاً كبيراً بين السكان، قام التجار والبائعون الآخرون بالحذو حذوه، لتحقيق أعلى نسبة من الأرباح، حتى انتشرت الفكرة في أماكن وأسواق عديدة في سوريا، ولكن بقي سوق التنابل في الشعلان هو المركز الرئيسي لها.

يرفض البعض من الناس تسمية ذلك السوق بسوق التنابل، فبرأيهم ليست كل النساء التي تبتاع الخضراوات الجاهزة هي "تنبلة" على حسب الوصف، فمن الممكن أن تضطر المرأة إلى شراء الأشياء جاهزة بسبب ظروفها التي تحكمها الحياة عليها، أو بسبب عملها ودوامها الطويل الذي لا يسمح لها بإعداد الطبخة بسرعة عند عودتها من العمل من أجل إطعام أسرتها، كما أن البعض فسّر تلك الحاجة بأن هناك الكثير من الرجال الذين يعيشون وحيدين يجب أن يعتمدوا على نفسهم في إعداد الطعام، ووجود سوق التنابل يسهّل عليهم الأمر كثيراً.

تمتد منطقة الشعلان بين مدرسة دار السلام (الفرنسيسكان) وبين حديقة السبكي وحديقة المدفع موازية منطقة الحمراء وجادة عرنوس في دمشق، وتتميز أبنية منطقة الشعلان بالواجهات البيضاء المبنية من حجر الكلس، والأسقف المرتفعة والتي تمثل الطابع الأوروبي نظراً لسكن عدد من الجنسيات الأوروبية في تلك المنطقة أثناء الاحتلال الفرنسي لـ سوريا


معلومات عامة
N-N91

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة