فن القدود في حلب وأبرز منظميها

309 0 آخر تحديث: 2021-12-19 12:02:18 تاريخ الإعلان: 2021-12-19 أبلغ عن مرجع ويب: 2742

الموضوع

فن القدود في حلب

يعتبر فن القدود في حلب فناً تراثياً أصيلاً وعريقاً في المجال الموسيقي، ويعبر عن نظم غنائي مبني على أساس ألحان مدنية أو دينية، وتعود تسميتها بالقدود إلى كلمة "قد"، بمعنى قدر، فتستفيد من شيوعها حتى تحقق حضورها.

فن القدود الحلبية

يشتهر أهل حلب في سوريا باهتمامهم الكبير بالموسيقى، حتى تميز الكثير منهم بأصواتهم الجميلة والأصيلة الصالحة للغناء، ولقبت حلب منذ القدم بعاصمة الموسيقى نظراً لاحتلال الموسيقى جزء كبير من حياة أهلها، وأنجبت حلب العديد من الموسيقيين الكبار الذين أضافوا للموسيقى العربية الكثير من التميز.

أنواع القدود في حلب

هناك نوعان رئيسيان للقدود الحلبية يقومان على منظومات مختلفة، وهما:

  • القد الموشح: يُبنى القد الموشح على نظام الموشح الكلاسيكي لكن بتوزيع وصياغة أكثر حداثة، ويُستخرج من الأغاني الفلكلورية والتراثية، والموشحات الأعجمية كالأغاني التركية والأغاني الفارسية، أو من الأناشيد الدينية التي تتداول في الموالد بشكل عام.
  • القد الشعبي: وهو القد الذي يقوم على منظومات قديمة توارثتها الأجيال دون معرفة أصلها من كتابة ولحن.

القدود والموشحات في حلب

  • من حيث النوع الموسيقي: تختلف القدود الحلبية عن الموشحات التي كانت منتشرة قديماً من حيث النوع الموسيقي، فيوصف الموشح بأنه أمتن صنعة وأعلى ترابطاً وتأليفاً من القدود، التي توصف بأنها أصعب صنعة من حيث الإيقاع.
  • من حيث النص الشعري: يتشابه الموشح كثيراً مع القدود الحلبية من ناحية النص الشعري، فيوصف كلاهما بالشعر رفيع المستوى رقيق المحتوى.

أشهر الموسيقيين ممن غنوا القدود الحلبية في حلب

  • عمر بن محمد اليافي: شاعر فلسطيني، انتقل إلى سوريا وعاش واستقر فيها، ألّف عدة دواوين ورسائل منها (ديوان اليافي، مجموع الوافي، سفينة الوافي، رسالة مراعاة حق الوالدين، رسالة في باء البسملة، رسالة في الجواب على سؤال)، عاش عمر اليافي حياة الصوفيين وقد قام بتدريس علوم الدين حتى وفاته.
  • محمد خيري: من أشهر أعلام الموسيقى في حلب، عُرف بحسن صوته وجمال أدائه، عمل مؤذناً في جوامع حلب حيث تعلم حفظ القرآن وتجويده على يد أبيه، ومن ثم حفظ العديد من الأناشيد الدينية، ولُقب لاحقاً بملك الموشحات، نظراً لتعلمه الموسيقى على يد أحمد الفقش، حيث تعرف على أصول الغناء والتوشيح والقدود، بدأ حياته الفنية من خلال غنائه في المناسبات والأفراح، ومن ثم بدأ غناء القدود الحلبية على المسارح في حلب، وبعد أن ذاع صيته وزادت شهرته انتقل للعيش في دمشق وشارك في العديد من البرامج الموسيقية التلفزيونية، توفي محمد خيري بعد أن عانى العديد من الأمراض نتيجة إهماله لصحته وفوضوية حياته، حيث سقط على المسرح أثناء تقديمه حفلاً، ومن أشهر موشحاته (فاتر الأجفان، زارني تحت الغياب، خلا العذر).
  • خالد ترمانيني: وُلد خالد ترمانيني في حلب، كان له حب للموسيقى والغناء منذ صغره، قام بتلحين العديد من الأغاني لأشهر الفنانين، كان مديراً فنياً في نادي شباب العروبة للآداب لسنوات عدة، قام بتلحين الكثير من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، وله أثراً إيجابياً على صعيد القدود الحلبية نظراً لتخرجه من المعهد العربي للموسيقى.
  • صباح فخري: من أشهر أعلام الموسيقى والغناء في الوطن العربي، درس الغناء والموسيقى في سن مبكرة في معهدي حلب ودمشق للموسيقى، تعلم الموشحات ورقص السماح والصولفيج من قبل كبار الموسيقيين السوريين أمثال علي الدرويش ومجدي العقيلي ومحمد رجب، أقام العديد من الحفلات الموسيقية في بلدان عربية وأجنبية متربعاً على عرش القدود الحلبية.
  • شادي جميل: من أشهر الفنانين التي أنجبتهم حلب، يتميز بصوته الحسن وخامته الأصيلة، أتقن فن القدود الحلبية والموشحات الأندلسية، تتلمذ على يد نديم الدرويش وتعلم منه رقصة السماح، قدم العديد من الحفلات الموسيقية في بلدان عربية وأجنبية مختلفة حاملاً صوت حلب إلى العالمية.

تم إدراج فن القدود الحلبية على لائحة التراث الثقافي من قبل منظمة اليونيسكو في شهر كانون الأول من عام 2021، ومن أشهر القدود الحلبية الشائعة (قدك المياس، تحت هودجها، يا مال الشام).

 


الفنون الحرف-الخياطة
N-N57

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات

مواضيع مماثلة