جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص

جامع خالد بن الوليد في حمص

يعد جامع خالد بن الوليد من أهم المعالم الأثرية لمدينة حمص، ويسمى بمرقد سيف الله المسلول نسبةً إلى وفاة الصحابي خالد بن الوليد في حمص ودفنه في الجامع، حيث كان يطلق عليه لقب سيف الله المسلول نظراً لأنه لم يخسر أي معركة في حياته أبدا.

تاريخ جامع خالد بن الوليد في حمص

قام القائد الظاهر بيبرس ببناء الأسس الأولى لجامع خالد بن الوليد في مدينة حمص في عام 1262، حيث أقام مرقده هناك بتصميم مهيب لائق بصحابي جليل مثله، ولكن ومع مرور الزمن في أيام الاحتلال العثماني قام السلطان عبد الحميد الثاني بإعادة هيكلية الجامع وبناء جامع آخر على أنقاض الجامع القديم، وقام بتصميمه وفق طراز عثماني بألوان حجارة تتراوح بين الأبيض والأسود وذلك في نهاية القرن التاسع عشر.

موقع جامع خالد بن الوليد

يقع جامع خالد بن الوليد في شمال شرق مدينة حمص في حي الخالدية، وتبلغ مساحته ما يقارب 4399 متر مربع، ويشبهه الكثيرون بأنه يشبه في تصميمه جامع السلطان أحمد في تركيا بشكل كبير جداً، وتبلغ مساحة بيت الصلاة داخل جامع خالد بن الوليد ما يقارب الثلاثين متراً، أما صحن الجامع فتبلغ مساحته ما يقارب سبع وأربعون متراً.

معلومات عن مسجد خالد بن الوليد

• يوجد في فناء جامع خالد بن الوليد (صحن المسجد) أربع قاعات على الجهة الشرقية منه وهي: قاعة الوضوء، وقاعة متحف القن الإسلامي، وقاعتين للكتّاب حيث كان طلب العلم هناك قديماً.
• يضم الجامع درجين من الخشب يؤديان إلى سدة لوقوف المصلين.
• يوجد داخل المسجد ثلاثة محاريب للصلاة.
• يوجد في المسجد غرفة تخص أمتعة المسجد، وثماني غرف من أجل الفقراء الذين يأوون إلى المسجد في حال لم يكن لديهم سكن.
• يضم الجامع غرفة للمطبخ، وغرفة للخلاء، بالإضافة إلى غرفة الحطب.
• له تسع قباب ملونة باللون الأبيض وذات أحجام مختلفة.
• تعد القبة المتوسطة هي أعلى قبة في جامع خالد بن الوليد حيث ترتفع ما يقارب ثلاثون متراً.
• تعلو المسجد مئذنتين مرتفعتين.
• يتميز جامع خالد بن الوليد بالزخرفة الموجودة على جدرانه وأعمدته، حيث ترصف المحاريب بالفسيفساء الملونة بطريقة هندسية جميلة، وتنتصب أعمدة المحاريب الرخامية باللون الأبيض، وتدهن واجهة المنبر الخشبي بشكل عجمي مميز.
• يضم مسجد خالد بن الوليد حديقة خارجية كبيرة تحيط به من كل جانب.
• يحيط بمقام الصحابي خالد بن الوليد داخل الجامع في حمص، تابوت خشبي أثري مزين بالألوان، على شكل متوازي المستطيلات، تعلوه زخارف كتابية لآية الكرسي.
• يعتبر جامع خالد بن الوليد درة جوامع حمص، نظراً لجمال تصميمه وزخارفه الكثيرة.

قصة بناء جامع خالد بن الوليد

كان السلطان عبد الحميد الثاني رجلاً شديداً غريب الطباع، وفي يوم من الأيام مرضت شقيقته، وأدت شدة المرض بها إلى ملازمة الفراش بلا حول ولا قوة، وقام السلطان عبد الحميد الثاني بإحضار أكفأ خبراء الطب، ولم يجد الامر نفعلً، حيث بقيت أخته تعاني من أمراض شديدة لا تقو بها على الحركة بالرغم من استدعاء أفضل أطباء الصين وألمانيا، ولكن لم يجدوا لها دواء، وبعد حيرة السلطان قام العلماء بإعطائه نصيحة، ألا وهي أن يستدعي خبير الطب النبوي الشريف الشيخ محمد سعيد زين العابدين المشهور في حمص آنذاك، لم يتردد السلطان ثانية واحدة لاستدعاء الشيخ تبعاً لما سمع عنه من مديح في براعته في تحضير الأدوية والأعشاب.

بعد معالجة الشيخ محمد سعيد زين العابدين لشقيقة السلطان عبد الحميد الثاني، شُفيت الأميرة وعادت إليها صحتها، مما أثار إعجاب السلطان ورضاه، أصرت الأميرة والسلطان أن يقدموا مكافئة للشيخ زين العابدين، بأن يذهب إلى إسطنبول ويختار ما يشاء منها، فذهب الشيخ إلى هناك وعاد بعد ثلاثة أيام، وأبدى للسلطان عن إعجابه وذهوله بجمال مسجد السلطان أحمد هناك، وطلب من السلطان عبد الحميد أن يبني مسجداً مشابهاً له في حمص فوق ضريح الصحابي خالد بن الوليد، فوافق السلطان وأمر ببناء الجامع على طلب الشيخ زين العابدين.

يضم مسجد خالد بن الوليد بالإضافة إلى ضريح الصحابي خالد بن الوليد، ضريحين آخرين بالقرب منه، وهما ضريح لعبد الله بن عمر بن الخطاب، والضريح الآخر لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد.