مخزون الكرك التراثي (الأمثال الشعبية)

1330 0 آخر تحديث: 2021-11-20 18:47:00 تاريخ الإعلان: 2021-11-20 أبلغ عن مرجع ويب: 2220

الموضوع

الكرك نبع لا ينضب من المخزون التراثي والثقافي والشعبي، فهي منطقة متجذرة في التاريخ، تأصلت الحياة البشرية فيها عبر العصور الطويلة على أرضها.
ومجتمع الكرك حتى هذه اللحظة هو مجتمع يحافظ على تراثه وأصالته ويعتز بها مهما تطور في مناحي الحياة الحديثة المختلفة، ومازالت المجالس التي يعقدها أهل الكرك تتناول الثقافة الشعبية والتراثية الكركية القديمة بكثير من الاحتفاء والتقدير والفخر.

في موروث أهالي الكرك جعبة كبيرة من اللغة الشعبية الفريدة التي تشكل صلة ربط قوية بينهم وكأنها لغة خاصة يفقهون معانيها العميقة أكثر من الظاهرية، فعند أهل الكرك المثل الشعبي هو نتيجة قصة وعبرة قديمة بالتأكيد، تحمل أبعاداً نفسية واجتماعية أثرت في المجتمع حتى باتت مثلاً يضرب حتى الآن.


أشهر أمثال الكرك الشعبية ومعانيها:

- (إن غاب سرحان البلاد وذيبها قيّل فيها يا أبو الحصيني ونام): مثل يضربه أهل الكرك لبعض الأنذال الذين يستغلون غياب القادة أو غياب من يردعهم على فعل السوء، فالسرحان هو نوع من الذئاب المشهورة في أراضي الكرك، وأبو الحصين هو لقب الثعلب المكّار، والفعل قيّل أي نام قيلولة، فكأن المثل الكركي يقول: (إن غاب الذئب اطمئن الثعلب)، والمعنى المقصود هو أكثر معنى من الظهري الحرفي بالطبع.

- (قيس قبل ما تغيص، إن وقعت ما أصعب التخليص): وهذا المثل يضربه أهل الكرك لمن يدخل في أمر قبل أن يحسب له جيداً، والمعنى الظاهري هو أنه يجب أن تقيس الحفرة قبل الغوص فيها، لأن الوقوع في الحفرة دون دراية بعمقها سيجعل تخليصك منها صعباً.

- (اللي قرصته الحية بيخاف من جرة الحبل): ويضرب هذا المثل في الكرك في حال من ذاق تجربة مريرة جعلته يخاف أن يكررها، والمعنى الحرفي للمثل يقول بأن من ذاق لدغة الحية يصبح حتى تحرك حبل أمامه يخيفه ويرعبه.

- (الحق مباري السيف) و(السيف الطايل بيحمي الحق إن كان مايل): ويضرب هذان المثلان في الكرك في أن الحق يجب أن يترافق بالقوة أيضاً.

- (اقلع شوكك بايدك): وهذا المثل الشعبي في الكرك يدل على ضرورة الاعتماد على النفس في حل المشاكل الخاصة.

- (بيت بلا كبير ما له تدبير): ويضرب هذا المثل في ضرورة مشورة العاقل والحكيم في كل مسألة، مثل مشورة رب البيت الضرورية لتسير كل الأمور بحكمة وتدبير.

- (ما ينفع البر عند الغارة): ويضرب أهل الكرك هذا المثل للتنبيه أن الاستعداد لأي شيء عظيم لا ينبغي أن يكون متأخراً، فالبر هو القمح والشعير، والمثل الحرفي يقصد أن إطعام الحصان القمح في أثناء الغارة لا يجدي إنما يجب إطعامه قبل الانطلاق، ويستخدم لهذا المثل كلا الكلمتين (البر) أو (العليق) والعليق هو أيضاً كل ما يعلف به الخيل.

- (عد رجالك ورد الما): ويقصد بهذا المثل أيضاً وجوب الاستعداد من كل النواحي قبل الإقدام على أمر مهم، وهذا المثل بحرفيته كان يستخدمه أهل الكرك، لما كان لموارد المياه في المنطقة من أهمية وأحياناً يضر أهل المنطقة الدفاع عنها بالقوة، فالمثل يشجع التكاتف على حماية مورد المياه الذين يعتمدون عليه في حياتهم.

- (المية بتكذّب الغطاس): ويقصد من هذا المثل الشعبي أن التوهم بالشيء لا ينفع دون اختباره، والتباهي بالقدرة على فعل الشيء قبل قياس قدرته على ذلك هي مجازفة.

- (كلمة بالمجلس تسوى حصان) و(كلمة بت ولا عشرة لت): ويضرب أهل الكرك هذين المثلين في أهمية الكلمة وكونها حدّ ولها مفعول قوي إن قيلت في مكان هام كمجالس تضم ذوي الأهمية والقيمة في المجتمع، وفي الشكل الموازي يقصد بالمثل الثاني أن كلمة حق واحدة تغني عن الكثير من الكلام الذي لا يحمل قيمة، فـ (كلمة بت) البت بالشيء أي الجزم فيه والفعل، وكلمة (لت) الشعبية بمعنى الكلام الفارغ.

 


ثقافة
N-h45

معلومات المستخدم

أعجبني:
تقييمك:

تعليقات


مواضيع مماثلة