Apr 15, 2022

قصر العظم في دمشق و تاريخه

قصر العظم في دمشق و تاريخه  | عقارات سوريا #2872 - 1  صورة

تضم دمشق على عدد كبير من المنشآت التاريخية والتي بقيت على مدى عصور طويلة وتحولت الى معلم سياحي يقصده الزوار من كافة العالم ومن المعالم

قصر العظم في دمشق وهو  من أهم المباني التاريخية الضخمة التي توجد في مدينة دمشق وكذلك يعد من اروع نماذج العمارة التي كانت مبكرة للبيوت الدمشقية الكبيرة وهو من أهم معالم دمشق القديمة ويعد أروع وأجمل المباني الإسلامية فهو يمتد بمساحة تقدر إلى 5500 متر مربع.

وحيث إن قصر العظم هو القصر الوحيد الذي تبقى من قصور حكام دمشق و التي تعد من أقدم المدن  المأهولة بشكل مستمر في التاريخ فقد عمل في القصر ما يقارب 800 حرفي فقد كانوا من افضل وامهر الصناع والعمال وهم  أبناء الفيحاء الذين تم تجميدهم خلال ثلاث سنوات من أجل إتمام  صناعة هذا القصر كما

ويعتبر  القصر قمة في  الأناقة ومصمم بمهارة في الصناعة والفنون التقليدية والحدائق والمياه التي تتدفق ما يظهر الإبداع وحسن الضيافة السورية  والكرم عن طريق النوافير والحدائق في قصر العظم فهي تعد مشهد من الجنة بعدد من الاشكال المتنوعة وحيث ان كل واحدة منها ذات تصميم فريد فبعضها كبير يرش الماء في الهواء يكون جو الإيوانات رطب حيث يكون أفراد العائلة مجتعمون لتبادل الأحاديث والراحة في اوقات بعد الظهر والمساء وبعضها الآخر يكون متدفق  على صحيفة رخامية السلسبيل في غرف الاستقبال الخاصة والحمامات وكما ان بعضها يعطي  الماء على شكل متاهة دائرية توجد  فيها براعم الورود وتمتد وتصل إلى مركز حجارة المتاهة ناشرة عبيرها في الجو.

 ويقسم قصر العظم إلى الحرملك الخاص بالعائلة وضيوف نساء المنزل وهو يتألف من طابقين يتم استخدام الطابق الثاني للنوم في الشتاء لانه يكون دافئ  بسبب حرارة الشمس المختزنة ويشغل الحرملك القسم الأكبر من مساحة القصر حيث يحتل ثلثي المساحة الإجمالية

وقد تم استخدام في بناء القصر اكثر من  ألف شجرة تبعا لدراسات و حسابات في  الفترة العثمانية أرسل بعضها بمثابة هدية لأسعد باشا من قبل حكام الأقاليم الذين كانوا برفقة الباشا في حكمه لإقليم دمشق وقد تم استخدام عدد كبير من هذه الألواح الخشبية في بناء هيكل قصر العظم وعدد كبير من أشجار الحور في صناعه جزء من السقف الخشبي فقد كان متعدد الطبقات و مزخرف وهو يشير   على غنى البيوت في تلك العقود.

وتم تزيين الكثير من السقوف داخل قصر العظم بالخشب المزخرف ذو تصميم نباتي هندسي وبفن الخط العربي والملون بألوان قوس قزح وتم استخدام الجبص والصمغ العربي لصناعه سطوح مزخرفة نافرة من اجل تعزيز التركيبة الفنية سمي بالعجمي وتضم قاعة الاستقبال  السقف الأكثر زخرفة وغنى من البيت فهي قد استخدمت ليتم فيها استقبال  ضيوف الباشا المميزين وتمت زخرفتها ببذخ بالرخام والنافورات الداخلية وتمت كتابة فوق الباب من الداخل تشييد أسعد باشا العظم الذي بني هذا القصر 1749 ميلادي 1163 هجري.

وتم استخدام الخط العربي من اجل زخرفة السقوف و كناراتها وكانت في اغلب الاوقات يكتب  به سور من القرآن الكريم و حكم أو نص فلسفي  والأبيات الشعرية أو ابيات المديح.

وخلال عام 1954 قامت مديرية الآثار بترميم كافة أقسام قصر العظم الداخلية والخارجية وكذلك القاعات وحولته إلى متحف شعبي بعد أن تم اعادته إلى حالته الأولى فهو يعد شاهداً على تاريخ دمشق منذ القرن الثامن عشر وشاهد على الفنون الدمشقية في العمارة وقد تم تحويله إلى متحف للتقاليد الشعبية ويتم عرض فيه الصناعات اليدوية وتم تجهيز قاعات فيه لتعرض الكثير من العادات والتقاليد وتكون بخدمة تمثيل الفلكلور السوري فهو مكان  من أهم مقاصد السياح في  دمشق القديمة والذي يعد  بناء إسلامي.