Jun 20, 2022

جامع آيا صوفيا حكاية تاريخية مر عليها تطورات عديدة

جامع آيا صوفيا حكاية تاريخية مر عليها تطورات عديدة  | الدين والروحانيات تركيا #3475 - 1  صورة

جامع آيا صوفيا بالاسم العريض إذا أردنا التحدث عنه هل نتناول الحديث عنه بصفته كنيسة أو جامع أو متحف ؟؟؟

حيث شهد هذا الصرح العديد من الأحداث التاريخية التي مرت عليه وما زال شامخا يحمل بشكله وإطلالته التاريخ الغابر الذي أتى منه ليخبر الأجيال المعاصرة ما شهدته البلاد .

في الواقع إن بدايات جامع آيا صوفيا كانت كاتدرائية تم بناؤها في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي كانت فترة حكمها في عام 1453  ميلادي وذلك في مدينة إسطنبول , ولكن تم تدميرها للمرة الأولى على يد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس ,ليتم بعدها إعادة بناء الكنيسة في عهد الإمبراطور قسطنطين الثاني , وبعد مضي 44  عاما على تشييد آيا صوفيا تم تدميرها للمرة الثانية نتيجة لتمرد السكان المحليين , ثم جاء عهد الامبراطور أركاديوس وتبعه عهد الامبراطور ثيودوسيوس الثاني الذي امر بإعادة بناء كاتدرائية آيا صوفيا وافتتاحها في سنة 415  هجرية وتم اعتبارها أكبر كنيسة في بيزنطة في ذلك الوقت , ولكن في سنة 532 هجرية ونتيجة لتمرد أحد القادة فقد تعرضت الكاتدرائية للحرق والتدمير لنصل إلى آخر مرحلة من إعادة بناء هذه الكنيسة والتي كانت في عهد الامبراطور جستنيان الأول حيث استغرق ترميمها خمس سنوات و جند لإكمال هذه الأعمال ما يقارب مئة مهندس معماري ولكل مهندس معماري مئة عامل تحت تصرفه والجميع تحت إشراف اثنين من أمهر و أعظم المهندسين المعماريين , حيث تم استبدال الخشب الذي كان مستخدما في بناء الكاتدرائية وتم استخدام الطوب بدلا عنه وذلك كون الطوب مقاوم للحرارة وللظروف الجوية , كما طلب الامبراطور من جميع ملوك وولاة الممالك والولايات الخاضعة له بإرسال أجود أمواع الرخاميات لاستخدامها في ترميم كنيسة آيا صوفيا , تم تلبية طلب الامبراطور فقاموا بانتزاع الرخام والقضبان والاعمدة من الحمامات والمعابد والقصور وتم تأمين وصولها إلى إسطنبول من أجل الامبراطور , تم الاتفاق على تصميم جامع آيا صوفيا باتباع فن العمارة الفارسي وتم اعتماد نموذج يدعى " أرجل الفيل " يكون هذا النموذج مبنيا من الحجر الجيري الكبير أما الجدران فتم بناؤها باستخدام الطوب , والقبة الكبيرة تم استخدام الطوب المصنوع من تربة جزيرة تدعى جزيرة روس وهو طوب يتميز بوزنه الخفيف , زخرفت القبة بأجمل الزخارف كما امتدت الزخارف من الداخل لتشمل جميع جدران الكنيسة وهكذا كان قد تم تجهيز الكنيسة ليتم افتتاحها في حفل كبير شارك فيه الإمبراطور جستنيانوس الأول وكان ذلك في سنة 537  هجري .

بعد هذه المرحلة التاريخية تأتي مرحلة فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني " محمد الفاتح " الذي اعتبر آيا صوفيا كجامع ومن أهم رموز عماية الفتح وذلك بسبب استعصائها على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون , بعد فتح القسطنطينية ( إسطنبول حاليا ) تم تحويل آيا صوفيا من كنيسة إلى جامع واعتبر جامع آيا صوفيا من أهم الآثار المعمارية والفنية على مستوى العالم .

ومن مدة قرن تقريبا تم اعتبار جامع آيا صوفيا متحفا يتم الدخول إليه مقابل مبلغ مالي أي تقريبا في العام 1934 حيث عرف كصرح فني ومعماري راسخ في منطقة " السلطان أحمد " وتابع لوزارة الثقافة والسياحة بشكل رسمي , إلا أنه سنة 2020  شهد هذا المتحف حدثا تاريخيا قد قلب الموازين لتعود آيا صوفيا كمسجد مفتوح للجميع وذلك بناء على قرار صادر من المحكمة الإدارية العليا ويصبح تابع رسميا الى رئاسة الشؤون الدينية .

آيا صوفي عند تأسيسها كان اسمها يحمل معنى " الحكمة المقدسة " وبعض المؤرخون اعتبروها ثامن عجائب الدنيا ,ولكن للأسف فإنه نتيجة لأعمال إعادة البناء والترميم المستمرة جيلا بعد جيل ومرور السنوات الكثيرة التي شهدها صرح جامع آيا صوفيا وما حملته من كوارث طبيعية  وغزوات بشرية فإنها لم تتمكن من الحفاظ على شكلها الهندسي الأصلي .