Jan 21, 2022

وزارة التربية الكويت و عودة تاريخية لتواجدها

وزارة التربية الكويت و عودة تاريخية لتواجدها | التعليم الكويت #1367 - 1  صورة

العلم هو الأساس الذي تنهض منه الأمم وتسمو به انطلاقاً من هذه الرؤية تولي دولة "الكويت" العربيّة اهتماماً خاصاً وكبيراً بقطاع التربية والتعليم حيث تشكل نسبة الإنفاق على التعليم ما يقدر  ب3.8% من إجمالي الناتج القومي للدولة ويؤكد الدستور الكويتي على أنّ التعليم حقٌّ متاح لجميع المواطنين وإلزامي حتى المرحلة الثانوية و يكلل هذا الكلام تواجد عملي من خلال وزارة التربية الكويت .

في البداية دعونا نتعرف إلى بدايات التعليم وانطلاقته في دولة الكويت فيما قبل تأسيس وزارة التربية مثل أغلب الدول الإسلاميّة كانت "الكويت" تعتمد الكتاتيب والدروس في المساجد فمثلاً كان "مسجد البحر" أول مسجد اتخذ كمدرسة ومكان للخطبة والصلاة من قبل عالم الإحساء "محمد بن فيروز" ،وفي هذه المرحلة كان التعليم مقتصراً على تعلم القرآن الكريم وحفظه وتعلم اللغة العربيّة الفصحى.

تلت مرحلة الكتاتيب مرحلة المطوع والملا وفي هذه المرحلة تم التركيز على تعليم حسابات الجص المستخدمة في بناء البيوت  وتعليم الخط وحسن رسمه وجماله فلقد كانت فرص العمل لدى التجار متاحةً للأشخاص الذين يمتلكون خطّاً واضحاً ومقروءاً، كان الملا يتولى تعليم الأولاد الذكور والمطوعة هي من كانت تهتم بتعليم البنات. بلغ  في عام 1935 عدد المدارس التي تشبه الكتاتيب 35 مدرسة منها 25 مدرسة للبنين و10 مدارس للبنات. وعرفت هذه المرحلة بمرحلة ما قبل التعليم النظامي في المدارس.

أمّا المرحلة الثانية من التعليم فبدأت بعد تأسيس "المدرسة المباركية" عام 1911 ولهذه المدرسة أهمية كبيرة فكانت اللبنة الأولى التي بُني عليها التعليم وأول مدرسة تعليمية نظامية فيما قبل تواجد وزارة التربية الكويت ،حيث أسست على يد مجموعة من المتبرعين واعتمدت على التبرعات ورسوم تسجيل الطلاب ،استمر التعليم فيها حتى عام 1985 كانت لا تختلف عن الكتاتيب إلا في البناء وتقسيماته أمّا من الناحية الدراسية فإنها كانت تدرس القراءة والكتابة و الحساب. وفي عام 1921 أنشئت "المدرسة الأحمدية" والتي كانت امتداداً لنجاحات "المدرسة المباركية" وبما أنها امتداد للنجاح فقد كان منهاجها متطوراً يحوي على العلوم الحديثة واللغة الإنكليزية التي لم تكن مقبولة في المدرسة المباركية.

فيما بعد تم تشكيل مجلس المعارف وأبرز إنجازاته :نتيجةً للأزمة الاقتصادية العالمية التي امتدت آثارها إلى الكويت والتأكد من اتفاقية استخراج النفط بعد الانتهاء من استخراج اللؤلؤ والتي أصبح بسببها الكثير من المتبرعين للتعليم في دولة الكويت غير قادرين على التبرع ،وبعد افتتاح الكثير من المدارس وانتشارها ورغبةً بتحقيق الفائدة والغاية المرجوة منها  اجتمع عدد من رجالات الكويت وقدموا عدة مقترحات وقرارات كان منها تشكيل مجلس للمعارف منتخب على شاكلة المجلس البلدي عام 1936 .فكان "مجلس المعارف"  بمثابة الخطوة الأولى والحجر الأساس في تكوين وزارة التربية الكويت وهو المسؤول عن تمويل التعليم باعتماده على التبرعات.

أسسَ مجلس المعارف لقطاع التعليم وأضاف له الكثير وطوره فبدايةً كتبَ المجلس عام 1936 إلى مفتي فلسطين وقائد ثورها السيد "أمين الحسيني" مطالباً إياه بإرسال 4 مدرسين للعمل في مدارس الكويت فوافق وأرسل المدرسين الذين كانوا من أوائل المدرسين والتعليم الحديث في الكويت ،افتتح المجلس العديد من المدارس الجديدة في الشرق والقبلة وغيرها من المناطق في عام 1939-1940.كل هذه الإنجازات حصلت قبل ظهور وزارة التربية التي أسست بعد تشكيل الحكومة الكويتية وتغير اسمها من وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم عام 1962 .

 وانتهجت وزارة التربية الكويت بناء مجتمع متعلم مثقف ينطلق تعليمه من المدرسة وتشكل المدرسة فيه مؤسسة تربوية تعليمية تساندها المؤسسات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والاقتصادية .