Jan 23, 2022

الكويت تتزين بالمسجد السوق و تاريخه

الكويت تتزين بالمسجد السوق و تاريخه | الدين والروحانيات الكويت #1430 - 1  صورة

لقد تنوعت الفنون والزخارف التي اعتمدها المهندسون والبنّاؤون في بناء وتشييد المساجد الإسلامية، حيث يتم التباهي بشكل كبير بالرسومات الهندسية والفنية والنباتية التي تزين جدران المساجد وقبابها ومآذنها.

وبالحديث عن المساجد في الكويت يوجد لدينا عدد كبير من المساجد التي يسعنا الاسترسال بالحديث عنها، ومن أشهر المساجد في الكويت لدينا مسجد السوق الذي تأسس في سنة 1794م وذلك على أيدي السيد محمد بن حسين بن رزق الأسعد، يوجد ضمن منطقة السوق التجاري في العاصمة الكويتية، حيث يعتبر من أضخم المساجد في الكويت فقد كان يُعتبر مسجداً للدولة في قديم الزمان، حيث أن أمراء دولة الكويت كانوا يقومون بحضور صلوات الأعياد، وقد كان يتم نقلها عبر الإعلام والشعائر الدينية بالمناسبات الإسلامية، وبقي مسجداً للدولة إلى أن تم تشييد المسجد الكبير في الكويت.

وقد كان وما زال عمار المسجد من الأجمل والأبهى على مستوى المساجد في الكويت، حيث كان يملك باباً رئيسياً كبيراً من جهة الشمال، كما يملك بابين من جهة الشرق، حيث أنهما يوصلان إلى سوق الكويت القديم، وباب من جهة الجنوب يوصل إلى ممر خاص بالخدمات الموجودة ضمن المسجد، وعند الدخول إلى داخل المسجد من أحد هذه الأبواب سيتم الوصول حتماً إلى صحن المسجد أو فنائه، حيث يحيط  بالصحن من 3 جهات ليوان وهي جهة الغرب وجهة الشمال وجهة الجنوب، حيث ينفصل الليوان عن فناء المسجد بأعمدة يبلغ عددها 15 عموداً، بالإضافة إلى عدة أقواس بشكل دائري، حيث أن الليوان مزين بمجموعة من الزخارف الجميلة، ويوجد نافذتان فيه تطل إحداهما على جهة الشمال بينما النافذة الأخرى تطل على جهة الجنوب، حيث يعتمر أرضية الليوان بلاط من نوع الموزاييك، حيث أن هذا جعله من أجمل المساجد في الكويت في العصر القديم. ومن جهة الغرب يوصل الليون إلى غرفة الصلاة وذلك خلال أحد عشر باباً خشبياً، يعتلي كل باب فتحة إنارة، ويتوسط المصلى قبة يزيد قطرها عن 9 أمتار، ويزيد ارتفاعها عن 12 متراً، كما أن القبة تقوم بتوفير إضاءة طبيعية للمصلى، حيث يوجد نوافذ خشبية تكون على محيطه.

كما يوجد في المصلى منبر يعلو عن أرض المسجد حوالي 7 درجات، حيث يحيط به مع محراب المسجد زخارف جميلة، كما يحيط بالمصابيح السقفية زخارف جميلة مصنوعة من الجص. أما بالنسبة للمئذنة فهي تقع من جهة الشمال الشرقي، وترتفع ما يزيد عن 34 متراً عن أرضية فناء المسجد، حيث أنها تتكون من أجزاء ثلاثة.

حيث أن جزئها السفلي شكله مربع وطول الضلع يزيد عن المترين، بينما جزئها الوسطي مثمن، وجزئها العلوي يكون على شكل دائري يبلغ قطر الدائرة الخارجي ما يزيد عن المترين، والداخلي ما يزيد عن 1 متر، حيث أن المئذنة تملك شرفتين كبيرتين، وهناك شرفة أخرى تقوم بتزيين المئذنة حيث يمكن الصعود إلى هذه الشرفات عن طريق درج لولبي داخلي.لقد تم تجديد المسجد عدة مرات، حيث يوجد لوحة قد تم تعليقها بالقرب من بابه مكتوب عليها مواعيد التجديد على أيدي السيد يوسف آل صقر بمساندة بعض المحسنين من دولة الهند في عام 1839م الموافق بـ1255 هجري، حيث كان هذا الأمر في عهد الشيخ جابر بن عبد الله الذي تسلم حكم دولة الكويت من عام 1230ه‍ إلى عام 1276ه‍، بما الموافق لـ 1814م - 1859م.

لقد اشتهرت المساجد في الكويت بعراقة بنائها وزخارفها المميزة، وعمارتها التي تم العمل على تشييدها وفق طراز أندلسي أو عربي إسلامي، بالإضافة إلى ما يقام فيها من دروس ومحاضرات دينية وفقهية واجتماعية.