Nov 29, 2021

سوق واقف هوية عريقة لابد من التعرف عليها

سوق واقف هوية عريقة لابد من التعرف عليها | فعاليات الإمارات العربية المتحدة #615 - 1  صورة

سنوياً يقصدُ آلاف السياح من جميع أنحاءِ العالم دولة "قطر " ولا يمكن لأيّ سائح أو زائر أن يزور "قطر" دون أن يقصدَ عاصمتها "الدوحة" ومعالمها السياحيّة وأسواقها العريقة والجميلة وبالأخص سوقها التراثيّ العريق الذي يجمع الماضي مع الحاضر "سوق واقف" ،فهو من أجمل الأسواقِ العربيّةِ يتميزُ بطابعٍ معماريٍّ قديمٍ ،الأزقةُ والشوارع فيه ضيقةٌ متعرجةٌ مرصوفةٌ بالأحجارِ القديمةِ ،يشعرُ النّاسُ فيهِ بعبقِ وأصالةِ الماضي.

 

يعدُّ "سوق واقف" من أشهر  وأهم المعالم السياحيّةِ في "الدوحة" ،تأسس هذا السوقُ قبلَ قرنٍ من الزمنِ في منطقة النهر الجاف القديم المعروف باسم "وادي مشيرب" ،ويقعُ في حيٍّ يسمى "حي السوق" في العاصمة القطرية "الدوحة".

يعود سبب تسميته ب"سوق واقف" إلى أنّ الباعةَ كانوا يقفون ويبيعون بضائعهم على جنبات الطريقِ الواصل إلى السوقِ الكبيرِ في "الدوحة".

 

بدأت التجارةُ في هذا السوق من قِبَل البدو الّذين كانوا يمرون به ومن خلال عمليات بيعِ وشراءِ السكان المحليين للبضائع التقليدية وأنواع الحيواناتِ المختلفةِ .

واليوم تشهدُ التجارةُ في "سوق واقف" حركةً نشطةً على مدار اليومِ وخاصة في أيامِ العطل ونهايات الأسبوع والمناسبات ،حيث يتوافد إليه الكثير من السكانُ المحليين والسياح للتبضعِ وتأمين مستلزماتهم والبعض يقصده لأنه يحوي على منتجات وبضائعَ غير موجودةٍ في سوقٍ آخر كأنواع الملابس والأقمشة التقليديةِ ومنتجاتِ الحرف اليدويةِ كالتحف والقدور القديمة.

و يتميزُ "سوق واقف" بوجود سوقٍ للذهبِ  يضمُّ أكثرَ من 40 متجراً يختصُّ ببيعِ المجوهراتِ الراقيةِ والأحجارِ الكريمةِ ،بالإضافةِ لمحلاتِ الأعشابِ الطبيّةِ ومتاجر المنتجاتِ الغذائيةِ والمفروشات والعطور والأواني النحاسيّةِ والفخاريّة ومحلاتِ بيعِ الطيور والحيواناتِ الأليفةِ.

يكتسبُ "سوق واقف" شهرتهُ من حيثُ أنّهُ قلب الدوحة النابضِ بالتجارةِ والسياحةِ والثقافةِ ،ولإحياءِ الثقافةِ القطريّةِ والخليجيّةِ القديمةِ والحفاظ عليها تقامُ فيه العديد من المعارض الفنيّةِ والحفلات الموسيقيّةِ والفعاليات الثقافيّةِ والمهرجانات ولعلّ أهمها وأبرزها المهرجان المُقام سنوياً في شهر أبريل "مهرجان الربيع السنويّ" أوالمعروف ب "مهرجان ربيع سوق واقف".

 

على الرغمِ من أنّ دولة قطر تحوي على الكثير من الفنادقِ إلّا أنّ فنادق "سوق واقف" تتميزُ بالحميميّةِ ودفء الماضي وحداثة الحاضر ما يجعلها من أهم فنادق الدولة فهي تقدم جميع وسائل الراحة والرفاهيةِ ومجهزةٌ بأحدثِ التجهيزاتِ.

يبلغُ عددها 9 فنادق ،بعضها يطلُّ على السوق وعلى المنازل التراثيّةِ القديمةِ وبعضها الآخر يطلُّ على الشواطئ والميناء البحري الموجود بالقرب من السوق.

وبالإضافةِ للفنادق فإنّ أبرز ما يميز "سوق واقف" أيضاً ويجعلهُ مقصداً للنّاس والسياح مطاعمهُ ذات الجنسيات المختلفة التركيّة منها والمصريّة والسوريّة والإيرانيّة ،تنتشر هذه المطاعم على جوانب السوق حيث يمكنك الجلوس فيها والاستمتاع بإحدى الوجبات المحليّة أوالعربيّة أوالعالميّة ،وإلى جانب وجود المطاعم وجودُ أماكن الترفيه للأطفال والمقاهي التي تقدّم الشيشة حيثُ يمكنك الجلوس في الهواء الطلق وتدخين الشيشة والاستمتاع بأجواء السوق.

 

و لا بدّ لنا من الإشارةِ إلى أجمل أجواء هذا السوق وأميزها وهي أجواء التسوق والتحضير لشهر رمضان الكريم فالناس يقصدون "سوق واقف" قبل حلول الشهر الفضيل لتأمينِ مستلزماتهِ من بخور وعود وعطور ، وتمور ومكسرات وملبن وخلطاتِ القهوةِ العربيّةِ مع الهيل والزعفران وجميع مستلزماتِ الأطعمةِ التراثيّةِ والتقليديّةِ التي يحرصُ النّاسُ على إعدادها في الشهرِ الكريمِ ،بالإضافةِ إلى سجاداتِ الصلاة والأواني وجميعُ هذه البضائع يتم تأمينها بأسعارٍ مناسبةٍ وجودةٍ عاليةٍ.

"سوق واقف" قبلةُ النّاس في سهراتِ وليالي شهر رمضان الكريم يتسامرون من الإفطار إلى وقت السّحور في المطاعمِ والمقاهي.

 

و الجدير بالذكر أنه في إحدى السنوات تعرّضت بعض أجزاء السوق وبنيتهِ التحتيّةِ للتدمير جراءَ حريقٍ اندلعَ فيه ،لكن عمليات الترميم والبناء أعادت لهُ هويتهُ العريقة الممزوجة بالحداثة.