May 23, 2022

لماذا سمي جسر عبدون بالاردن بجسر الوصل؟

في الأجزاء الغربية من مدينة عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية يوجد عدد كبير من المناطق المتنوعة بصفاتها وتفاصيلها وأهميتها، ومن ضمن هذه المناطق نذكر منطقة عبدون، وهي منطقة تتألف من حي عبدون الجنوبي وحي عبدون الشمالي، حيث تشتهر منطقة عبدون بوجود مرافق عديدة ومتنوعة تلبي حاجات السكان ومتطلباتهم، حيث نجد في منطقة عبدون مولات كبيرة وتجارية، بالإضافة إلى فنادق ضخمة ومطاعم ومقاهٍ عدة، إضافة إلى حدائق ومراكز ومؤسسات حكومية وسفارات بعض الدول المختلفة، ومنها سفارة الجمهورية المصرية وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يتسنى لنا نسيان وجود شقق سكنية ومنازل للتجار وكبار المسؤولين في الدولة، أما بالنسبة إلى المَعلم الأكثر تميزاً وأهمية في منطقة عبدون فهو جسر عبدون والذي يعد المحور الأساسي الذي يقوم بوصل كافة شوارع مدينة عمان، لذلك أطلق عليه اسم شريان الوصل، حيث يقوم بوصل بين حي الرضوان وحي عبدون الشمالي ويصل أيضاً بين دوار عبدون والدوار الرابع، فتصبح مدينة عمان بذلك كتلة حيوية نشيطة على مدار الساعة في الليل والنهار، كما يطلق على جسر عبدون اسم كمال الشاعر وذلك نسبة إلى المهندس الأردني الذي أسس شركة دار الهندسة، والتي قامت بالإشراف على تنفيذ مشروع جسر عبدون، فهي من أهم الهيئات الاستشارية التي تضم اختصاصات متنوعة كالاقتصاد والهندسة وإدارة المشاريع البيئية.

حيث سجلت الشركة ما يقارب 950 مشروع ضمن قائمة التنفيذ في ما يزيد عن 60 دولة، ويقوم على إنجاز هذه الأعمال ما يزيد عن 7000 موظف يتبع بشكل رسمي للشركة.

لقد استغرق تنفيذ جسر عبدون ما يقارب أربع سنوات من العمل الجاد وهي الفترة المحصورة بين عامي 2002 و2006م، وبعد الانتهاء من تنفيذه تم استخدامه مباشرة وبشكل فوري، وقد تم تقدير تكاليف تنفيذ جسر عبدون بما يعادل 10 مليون دينار أردني حتى 15 مليون دينار أردني، وقد تم تصنيف جسر عبدون على أنه صرح عالمي بالنسبة للخطوط الفنية وحقق تميزاً كبيراً عن جميع الجسور الأخرى في العاصمة عمان، وذلك يعود إلى وجود تصاميم ملتوية مميزة وفريدة من نوعها حيث تم تصميميه على شكل حرف S باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى وجود درجات معينة من الميول تتناسب مع الحركة وسير المركبات والسيارات التي ستقوم بالعبور على الجسر، ومن هنا تُستنبط أهمية جسر عبدون، بالإضافة إلى الوصل بين جبل عمان ومنطقة عبدون ومنطقة الدوار الرابع ودوار عبدون, وتحقيق فوائد بالنسبة للمرور، فهو يقلل من الحوادث والازدحام ويقوم بتسهيل حركة السير، وعند افتتاح الجسر وبدء استخدامه بلغ عدد المركبات التي قامت بالعبور عليه في ساعة واحدة فقط ما يزيد عن ثلاثة آلاف سيارة، ومع مرور الزمن بدء هذا العدد بالتزايد ليصل بعد فترة إلى 4500 سيارة في الساعة الواحدة وهو رقم كبير نسبياً، وقد تم أخذ هذا العدد بعين الاعتبار عند تصميم جسر عبدون.

حيث تم تصميم الجسر ليكون استيعاب أعداد كبيرة من المركبات المختلفة، فهو قادر على حمل أوزان ثقيلة مختلفة، بالإضافة إلى قدرته على تحمل الضغوطات الكبيرة، فكان جسر عبدون جاهزاً باستمرار لعبور المركبات بأنواعها، بالإضافة إلى أنه تم تزويد الجسر بكادر مختص بصيانته ليقوم بتغطية الأعطال وتنفيذ أعمال الصيانة مهما كانت ابتداءً من الدهان والإضاءة وصولاً إلى صيانة الأعطال التقنية بكافة أنواعها.

وقد بلغ طول جسر عبدون ما يقارب خمسمئة متر مقابل عرض يصل إلى ستة أمتار، بالإضافة إلى أن ارتفاعه عن سطح البحر يصل إلى 80 متراً، وتم تقسيمه إلى أربعة مسارات عريضة.