Nov 26, 2021

سوق واقف في قطر عراقة و اصالة من الماضي للحاضر

سوق واقف في قطر عراقة و اصالة من الماضي للحاضر | فعاليات الإمارات العربية المتحدة #520 - 1  صورة

ليس الماضي ببعيد عن عالمنا، فما زالت رائحته تعبق بين أنفاسنا رغم التطور والتقدم والحضارة، ورغم انتشار الكثير من المواقع الإعلانية والتسويقية لا يمكن الاستغناء عن الأسواق الشعبية التراثية التي تحاكي عصراً مضى وحاضراً يُعاش ومستقبلاً منتظر.

سوق واقف في قطر الذي يُعتبر من أهم وأشهر المعالم السياحية والتاريخية في العاصمة الدوحة، حيث يتخلل عراقته وأصالته الكثير من الحداثة والتطور والمدنية، حيث أن هذا سوق يشتهر بتسويق وبيع المشغولات اليدوية بالإضافة إلى تقديم الأطعمة العربية والشعبية والعالمية.

يُعتبر سوق واقف منظّماً بشكل كبير حيث أن محلاته تُفتح يومياً من العاشرة صباحاً حتى الثانية عشر، ويُعاد فتحها من الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً، حيث أن سوق واقف من الأكثر حيوية في الدوحة، فهو يضم بشكل متزايد عدداً من المطاعم التي تقدّم الأطباق القطرية التقليدية ومختلف الأطباق الشرق أوسطية.

كما أنه يحوي الكثير من المقاهي والمطاعم التقليدية التي يمكن أن تبقى مفتوحة لساعات متأخرة كما أن بعضها قد تبقى مفتوحةً على مدار 24 ساعة.

وضمن قائمة هذه المطاعم يوجد مأكولات محلية والنرجيلة (شيشة)، بالإضافة إلى بعض العروض الموسيقية والراقصة الشعبية، بالإضافة إلى إقامة الاحتفالات الشعبية الكبيرة والتي قد كُلّف بأنشاءها السيد ياسر بن سلطان المناعي منذ أكثر من 15 عاماً، حيث لاقت الكثير من النجاح والإقبال من المثقفين والفنانين، بالإضافة إلى إمكانية التقاط الصور التذكارية للحمير المحمّلة بالبردعة المزخرفة.

وبالحديث عن تاريخ سوق واقف في قطر، إن سوق واقف يعتبر من الأماكن القديمة التي تحافظ على تراثها وأصالتها بالإضافة إلى إجراء بعض التعديلات والتجديد في تصميمه، وذلك قد تم بأمر خاص من أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وتعود تسمية بهذا الاسم نظراً لكون الباعة قديماً يقفون بجانب الطريق التي تؤدي إلى السوق الكبير في العاصمة، وكانوا يبيعون البقالة والسمك.

وقد تم تأسيس سوق واقف منذ أكثر من مئة عام، حيث قد كان قائماً على البدو في بداياته، وإلى تجمّع عدد من السكان الأصليين المحليين وذلك من أجل البيع والشراء وبالأخص بيع وشراء بعض أنواع الحيوانات، ومع تقدم الوقت قد زادت واتسعت رقعة سوق واقف وبات يشتمل على كثير من المقتنيات والمنتوجات والسلع، وقد تم إنشاؤه في منطقة وادي مشيرب.

لكن في عام 2003م وبكل أسف قد تعرّض سوق واقف لحريق أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من أجنحته بالإضافة إلى بعض المرافق والبنى التحتية القديمة.

وبعد هذا الحريق قد تم ترميم سوق واقف بالعديد من عمليات الترميم الواسعة، وذلك للحفاظ على هويته التراثية وإنقاذ ما تبقّى واستعادة ما تم تدميره على إثر الحريق.

وتتمحور أهمية سوق واقف على كمية التأثير التي يقوم بها على الحركة السياحة في قطر، حيث يتوافد الكثير من السيّاح والزوّار لاقتناء التحف القديمة والتراثية والملبوسات الشعبية، بالإضافة إلى ما تُقام به من حفلات ومعارض وفعاليات ثقافية وعروض متنوّعة، حيث يقام أيضاً في السوق عروض المصارعة الحرّة WWE، كما هناك مهرجان سنوي في شهر نيسان اسمه مهرجان الربيع، يتخلله الكثير من الفقرات الجاذبة للسيّاح والزوّار.

كما أن أهميته تعود أيضاً إلي وجود بعض المتاحف والمنازل التراثية القديمة التي تحيط حول سوق واقف وتُعتبر بمثابة امتداد لتجارب السيّاح في اكتشافاتهم السياحية ضمن مدينة الدوحة، وأهم تلك المتاحف متاحف مشيرب، والتي تضم العديد من البنايات التاريخية القديمة، والتي تُعتبر من أقدم البنايات في قطر، ويحمل كل بناء من هذه المباني جوانباً مختلفة من التاريخ والأصالة والعراقة.